=كانت زيارة والي القضارف اللواءمحمدأحمد حسن نهار اليوم إلي محلية القلابات الغربية،لتوزيع التقاوي علي الجمعيات الزراعية والإعلان رسميا عن بداية الموسم الزراعي،تحمل عدة رسائل ..استقرار الوضع الأمني بالولاية عموما وبالشريط الحدودي خصوصا .. وجاهزية القضارف لإنتاج الغذاء للسودان في ظروف الحرب التي أخرجت من دائرة الإنتاج أكبر ولايتين منتجتين في المروي والمطري هما الجزيرة وسنار.. ودحض التحذيرات التي تطلق بين الفينة والآخري عن حدوث مجاعة وشيكة بالبلاد..واستعداد حكومة اللواء مظلي “ودالشواك” للحرب في بعدها العسكري والاقتصادي بتحصين وتأمين الدفاعات وتوفير مدخلات الإنتاج للموسم الزراعي ..والرسالة الأخيرة الإهتمام بصغار المزارعين تحديداً عبر جمعياتهم وشبكاتهم ..!
= ثلاث ساعات امضاها الوالي في القلابات الغربية في صميم برنامج الزيارة،حيث توقف عند نماذج تأسيس المحاصيل والانبات المبكر (زريقةالدونكي)،ودشن توزيع التقاوي(كساب) وتحدث في كلمة مختصرة عن أهمية الإنتاج في هذا الموسم لتعويض الفاقد الغذائي من الولايات الأخري التي أفقر مزارعيها ونزحوا من مناطقهم ضمن سياقات الحرب الاقتصادية علي البلاد ومحاولات كسر سيادتها بالتجويع والافقار لفرض المشروع الاستعماري ..!!
=وكان اللافت في الزيارة توجيهها نحو غايتها التنفيذية ونزع اي حمولة سياسية عنها حيث تم إلغاء المخاطبة الجماهيرية،واكتفي الوالي بتحية الجموع التي هبت وخرجت لاستقباله تهتف(شعبا واحد جيش واحد)وهي تشجب وتدين جرائم المليشيا المتمردة .. حيث حيا المستنفرين من أبناء كساب وتوقف عندهم طويلا موجها باليقظة والعمل علي ردع كل متربص وتوفير كل الإمكانيات للمستنفرين للالتحاق بالخطوط الأمامية ..!
= حتي الكلمات التي قيلت في المناسبة كانت غاية في الدقة والاختصار،بدءا من كلمة مدير
وزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية
عمار عبدالله سليمان الذي ركز علي أهمية التخطيط وبناء الشراكات ودعم صغار المنتجين ووضع حلول لجميع المشكلات،وحتي كلمة الأستاذ(بانقا هجو)ممثل منظمة الأغذية العالمية الفاو التي وفرت التقاوي ووزعتها علي المزارعين ١٠ ألف طن للسودان خصصت منها ٨٤٠ طن للقضارف وزعت علي ١١ محلية ٣٢٠ قرية ..وكانت لغة الأرقام هي سيدة الموقف من المنظمة المعنية بالغذاء في العالم التي دعمت المزارع حقليا وعمليا، بينما صارت كلمة المدير التنفيذي للمحلية وممثل البنك الزراعي في ركاب بث التطمينات والبشريات بنجاح الموسم الزراعي ..!
=ومن ملاحظاتي في الزيارة ان الوالي كان يمكن أن يخرج خروجا مقبولا عن النص المرسوم حول الفعالية الزراعية،وهو صاحب القرار بالحل والعقد،ومن الأهمية بمكان تفقد جميع ارتكازات ودفاعات القلابات الغربية والشرقية حتي المعبر الحدودي،وان استدعي الأمر استصحاب الأجهزة الأمنية المختصة والمقاومة الشعبية لرفع مستوي الإستعداد ولمجابهة اي محاولات تسلل للتمرد عبر جخانيين وخيران وأودية القلابات التي تتاخم سنار..!
=وفي الآخر رغم قتامة واقع الحرب التي هجرت أكثر من ١٠ ملايين سوداني نزحوا من مدنهم وقراهم بحسب بعض التقارير الاممية،ورغم مخاوف المجاعة وتهاوي الجنيه السوداني يوميا دون رادع عبرسياسات رشيدة من محافظ بنك السودان الذي يتفرج علي كرة الثلج وهي تكبر وتتدحرج،فإن ماتقوم به حكومة القضارف أشبه بعملية تحويل المحن إلي منح والبلايا إلي عطايا،وكتاب تجارب الحروب من حولنا زاخر بالدروس والعبر،كيف ضخت أوامر الدولة الروسية المال في الاقتصاد لينمو أكثر من الاقتصاد الأمريكي،حيث تم أحياء المناطق الصناعية السوفتية القديمة لإنتاج تسليح وكساء وغذاء الجيش ليقفز الروبل إلي معدلات عالية وكيف وظفت موسكو الفرص التي خلقتها ظروف الحرب،الغريبة ان المسؤولين السودانيين هم الأكثر ترددا علي موسكو في الآونة الأخيرة لكن بلا فائدة؟!