توجيهات وملاحظات في مجلس أمناء زكاة القضارف..! محمدادريس

=عندالناحية الجنوبيةمن سوق القضارف وقريبا من الموقف الجديد، يشمخ مبني متعدد الطوابق(الأمانة العامة لديوان الزكاة )ينتشر حول بواباته أصحاب الحاجات،من يحملون روشتات علاجية وتعوزهم المقدرة علي شرائها،ومن يبحثون عن معينات ذوي الإعاقة الحركية،
ومن تقطعت بهم السبل وشردتهم الحرب،جميعهم يلوذون به في ظل تقصير واضح وعدم استجابة في العمل الانساني والاغاثي من المنظمات الأجنبية وعلي رأسها منظمات الأمم المتحدة
التي فضحتها وكشفت زيفها حرب السودان ،التي أكدت المؤكد بأن المجتمع الدولي نمر من ورق يبيع المؤتمرات والورش بين جنيف وجدة للنازحين المغلوب علي أمرهم ..!

=بالأمس انعقد الاجتماع الثاني لمجلس أمناء الزكاة للعام الحالي، وكان يمكن أن يطويه النسيان ، تقليديا ورتيبا ومملا ومحشوا بعبارات المجاملة/كغيره من الاجتماعات الحكومية،لولا بعض النقاط التي صوب حولها الوالي : أولها التوجيه بإعداد وتحديث قاعدة بيانات للفقراء للمساكين من خلال عملية إحصائية دقيقة تستصحب الآثار الاقتصادية والاجتماعية للحرب،مشيرا إلي أن نسبة الفقراء والمساكين الحالية المحصورة لاتتناسب مع حجم واتساع رقعة الفقر..وهي نقطة جوهرية تتطلب من ديوان الزكاة الإسراع في تحديث قاعدة البيانات بذات السرعة التي ينجز بها حصر وجباية الأموال(١٦٥%)نسبة التحصيل،حتي لايقال ان الديوان يهتم بالأرقام والإحصاءات الجبائية فقط ويهمل الشريحة المستهدفة بتوزيع تلك الأرقام..اذ لايعقل أن لانرصد التغييرات الإجتماعية والنفسية التي افرزتها هذه الحرب عبر دراسات اجتماعية متخصصة، توضح حجم ونوعية التدخلات الإنسانية المطلوبة ..!

=أماالنقطة الأخري وهي نسبة (٥%) من جباية الزكاة التي تذهب إلي المركز.. ولا أدري ماهي رؤية مجلس الامناء تجاهها،إلا أننا قطعا اذا وجهنا ال ٩٥% تجاه الفقراء والمساكين فإن القضارف لن تعاني الفقر والإهمال في انسانها وخدماتها، ولن تكون كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ..!

=ومن الملاحظات أيضا،مطلوب انفتاح أكثر من الديوان علي الإعلام… وتطوير آليات الإتصال لتبصير الرأي العام حول هذه التجربة السودانية الرائدة،مايقدمه في دعم القوات المسلحة،ومايبذله
من تدخلات تجاه العلاج الموحد والنازحين.. وماذا كان سيضير ديوان الزكاة لو تبني مشاركة الإعلاميين (شرفيا) في اجتماعات مجلس الامناء،لتقديم الأفكار وتصويب نقاط القوةومعالجة نقاط الضعف،وهي سنة كانت قد صارت عليها حكومة الإنقاذ في آخر أيامها باشراك قادة العمل الاعلامي في اجتماعات مهمة كاجتماع مجلس الوزراء في عهد إيلا.!

=وحتما سيقود تطوير آليات الإتصال والإعلام في المستقبل إلي الإحساس بقيمة مايبذله الديوان بأنه ليس مجرد مبني بل معني يدركه الشارع والرأي العام قبل مجلس الامناء والحكومة،لتدور الرسالة الاعلامية حول فلك ماذا قدم ديوان الزكاة من تدخلات وانجازات وتغييرات وليس كم تحصل؟! وهنالك فرق كبير طبعا!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *