صفوة القول.. المؤتمر الوطني ليس حزبا سياسيا ..!!.. بابكر يحيى

المؤتمر الوطني ليس حزبا سياسيا عاديا كسائر الأحزاب المتنقلة هذه الأيام بين العواصم تبحث عن ذاتها وعن كيفية تعريف نفسها للشعب السوداني ..!!

المؤتمر الوطني ليس كهذه الأحزاب التي تجتمع وينفض سامرها دونما إنجاز يذكر ؛ فهي تحتاج لمن يحميها من الديمقراطية ! و من كراهية الشعب السوداني لها وعدم معرفته بها وباسمائها وبشخوصها النكرات ..

هذه الأحزاب التي تتجول خارجيا هي في الأصل تبحث عن قوة دولية و إقليمية تمكنها من السلطة وتمنحها حكما لمدة ثلاثين عاما عجافا .. لا كالثلاثين الخضراء التي انتعشت فيها بلادنا وأينعت ..!!

كلما تبحث عنه هذه الأحزاب هو شراكة طويلة الأمد تجمعها بالعسكر وتعيد لها الأيام الذهبية التي كانت قد جمعتهم (بصورة غير شرعية ) مع البرهان وحميدتي في أيام كالحة حضر فيها الظلم وغابت عنها العدالة والرشد .. !!

تريد هذه المجموعات أن ترتمي في حضن بعض القوى الإقليمية والدولية وكل ذلك فرارا من صندوق الانتخابات الذي بموجبه يقرر الشعب السوداني من (يحكم ) ومن (يحاكم ) ومن (يعزل) ومن (يكرم )..!!

هذه القوة الكسيحة ليس لها إرادة ولا مشروع تقدمه لهذه الأمة هي فقط تريد المنح وتريد من السفارات والمنظمات أن تمنحها الشرعية وتمولها كما كانت تمول مكتب حمدوك بالاتاوات والمرتبات والتسيير ..!!

هذه القوة المقعدة ليس لديها فكرة او مشروع تقدمه لبناء وتنمية ونهضة هذه الأمة ، هي فقط تستطيع أن تنتقد اداء فترة المؤتمر الوطني ولا تنظر بموضوعية وعدالة إلى ما أنجز فيها من تنمية وتحول كبير في كل شيئ .. إلا في الأخلاق!!

هذه القوة تحتاج لأن تقيم أداءها كمعارضة ينبغي أن يكون لها دور في إصلاح حال البلد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا كما الحكومة فالمعارضة مسؤولة عن الإصلاح أيضاً..!!

تحتاج هذه الكيانات أن تجلس لتقيم صنيعها في فترة الثلاثين عاماً الماضية فقد كانت شريكة في الحصار الاقتصادي العالمي وشريكة في الحرب والعمل المسلح وشريكة في كل المؤامرات لكنها لم تكن شريكة في نهضة التعليم او الطرق أو الاتصالات أو غير ذلك مما تم من ابداع.

صفوة القول

نعم المؤتمر الوطني ليس حزبا سياسيا عاديا إنما تيارا شعبيا عريضاً عجزت عن ابتلاعه كل الائتلافات والتكتلات فهو تحالف الفكرة والسياسية ؛ وتوافق الإرادة مع العمل. ؛ بل هو تصالح الحداثة مع التاريخ .. لذلك ان من يتحدثون عن اقصائه مجرد عجزة تائهون ولا قيمة لما يقولون ، وستكشف الأيام ما كان خافيا ، والله المستعان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *