=هنالك ثمة تشابه كبير بين مدينة “قرورة “ومدينة “ماكوندو” فالعزلة عن العالم والاسطوريةوالمغامرة وحدوث بعد الأحداث الغريبة وصعوبة الوصول اليهما القاسم المشترك،وتفاصيل أخري كثيرة عن معاناة الناس وعن إيقاع الحياة،أما الفروقات بين مدينة قرورة الواقعة علي بعد ٤٠٠ كيلو من بورتسودان كاخر مدينة سودانية جنوب البحر الأحمر تتاخم دولة ارتريا/والمدينة الكولمبية الأشهر،فإن ماكوندو كانت محظية بالكاتب العالمي غابريل غارسيا ماركيز الذي وصل نبضها وصوتها بجميع لغات العالم وان كانت في الآخر مدينة من خيال،أما قرورة فهي يتيمة ومنسية وغارقة في العزلةلم تجد من يوصل تفاصيلها ومعاناتها للعالم بل قد تجد في السودان من لم يسمع بها مجرد سمع..!!
=وحكايات معاناة قرورة لاتنتهي ،اذ لايزال أهلها يعيشون حتي الآن إفرازات وتداعيات حرب التسعينات حتي حلت عليهم إفرازات معركةالكرامة الأخيرة بانقطاع الاتصالات شبكتي زين mtn العاملتان في قرورة التي تعيش عزلة اتصالات منذ ديسمبرالماضي دون معالجات آنيةمن الشركتين والهيئة القومية للاتصالات،وثمة مشاريع تنمية الدعم الكويتي عبر صندوق الشرق تمثل شريان الحياة في الطريق الذي يربطها بطوكر وصولا إلي بورتسودان فضلا عن المستشفي الجديد،إلا أن المدينة لاتزال في حوجة شديدة للاعمار وتوفير الخدمات الصحية والكادر الطبي ومياه الشرب،وانعاش الحركة التجارية بفتح المعبر الحدودي أسوة ببقية المعابر السودانية المفتوحة مع مصر واثيوبيا وجنوب السودان،إذا لايعقل أن يكون معبر قرورة هو المعبر الوحيد المغلق بأمر الطواريء مع أن الفاصل الحدودي بين الدولتين عبارة عن شجرتا مسكيت وخور لايزيد عرضه عن عشرين مترا، واواصر ممتدة من الإخاء والمواقف التاريخية بين الشعبيين الشقيقين أولها دعم السودان للاستقلال والتحرر الارتري، وآخرها رد الجميل من الرئيس الذي لايشتري بالدراهم اسياسي أفورقي الذي أصدر قرار معاملة السوداني معاملة المواطن الارتري برفع جميع القيود..!
=تضررأكثر من( ٥٠ألف نسمة) يسكنون مدينة قرورة ويمثلون رمزية الكفاح السوداني حيث قدمت المدينة ارتال الشهداء ولاتزال تقدم، إلا أن القيود المفروضة علي وصول السلع الاستراتيجية الي قرورة فيه عدم وفاء لتاريخ قرورة الوطني حيث ضيقت السلطات علي معاش الناس وضاعفت من معاناتهم وإن كانت بمظنة التهريب،فالحكومة تعلم تماما أن أهالي قرورة لايهربون السلع ومن يهرب يسرح ويمرح في الارجاء بلاقيد يهرب الذهب الي الخارج والسلاح إلي الداخل ليصل لايادي التمرد علي مراي ومسمع الأجهزة المختصة ..!
=ويترقب أهالي قرورة بشريات لقاء الرئيس البرهان بوفد رفيع من الإدارة الأهلية وعلي رأسها الوكيل الشاب والحكيم محمد علي محمودوكيل ناظر البني عامربالبحرالأحمر، الذي حمل هموم المواطنيين إلي طاولة الرئيس في الاسبوع الماضي وينتظر أن تتداول الأجهزة المختصة ولجنة امن ولاية البحر الأحمر حول هذه القضية الهامة، وصولا لقرار ينصف أهالي قرورة ويرفع عنهم هذا (التمييز السلبي) في وقت تتحدث فيه أجهزة الدولة عن أهمية (التمييز الإيجابي) للمناطق الطرفية لإعادة التوازن الخدمي والتنموي ولتحقيق العدالة،إذ لايعقل أن تصبح حركة السلعة الي مواطن قرورة حبيسة التصاديق الشحيحة التي لاتفي بالغرض للموزعين والتجار وأصحاب النقل ممايفاقم الفجوة في السلع الضرورية،ولايعقل أن تكون قرورة خارج شبكة الاتصالات منذ العام الماضي وماالذي يمنع شبكة سوداني أن تغطي بخدماتها ذلك الجزء العزيز والمنسي من الوطن ..!