وكالات : كواليس
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية (New York Times) مقالا يوضح الإستراتيجية التي تخوض بها الصين حرب الرقائق مع الولايات المتحدة، قائلة إن الردّ الصيني على قرار الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أيام قليلة من انعقاد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، هو التحدي وتعزيز التصنيع والجودة.
وقال كاتب المقال كيو جين، الاقتصادي الصيني والأستاذ بكلية لندن للاقتصاد ومؤلف كتاب “دليل الصين الجديد: ما وراء الاشتراكية والرأسمالية”، إن المؤتمر الأخير للحزب الشيوعي الصيني ركز شعورا بالإلحاح الوطني، وأعطى الأولوية للأمن على الاقتصاد والتركيز على التهديدات التي تلوح في الأفق، وهي التحول الكبير في الجغرافيا السياسية، والحرب التكنولوجية، والوباء الدائم.
وأضاف أن الصين لا تعتقد أن الاقتصاد الموجه نحو الخدمات والتمويل على النمط الأميركي هو ما يمكن أن يضمن القوة والأمن الوطنيين. وتريد الصين أن تصبح مثل ألمانيا، لكن بحجم أكبر وذكاء أعلى، وتتمتع بقدرات صناعية، وتستفيد من الذكاء الاصطناعي، واتصالات الجيل التالي، والروبوتات.
الاكتفاء الذاتي في التكنولوجيا
وأشار الكاتب إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ ذكر “التكنولوجيا” خلال المؤتمر 40 مرة، ووعد بـ”الفوز بالمعركة في التقنيات الأساسية الرئيسية”، وشدد على الابتكار والاكتفاء الذاتي في قطاع التكنولوجيا.
وذكر جين أن المنافسة والصراع مع الولايات المتحدة أدت إلى صعود ما أسماه بالنزعة “القومية التكنولوجية” في الصين، وأن العقوبات الأميركية في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على شركات التكنولوجيا الصينية -مثل هواوي- غذت الموجة الأولى من القومية التكنولوجية في البلاد.
ولفت إلى أن قيود الرئيس الأميركي الحالي على الصادرات، وإضافة شركات صينية أخرى إلى قائمة الكيانات الخاضعة للعقوبات، جددت تصميم الصين على سد الفجوة في براعتها التكنولوجية مع أميركا.
نحو أقوى أشكال القومية التكنولوجية
ولمواجهة هذا التحدي، تتجه الصين إلى أقوى أشكال القومية التكنولوجية، وهو ما يُسمى بنهج “جوغو تيزي”، أو نهج “الأمة بأكملها”، حيث يتم تعبئة جميع الموارد الوطنية لتحقيق هدف إستراتيجي. وقد تم استخدام هذا النهج في الماضي لجني الميداليات الذهبية الأولمبية، وصُمم الآن أيضا للتقنيات الأساسية مثل المعلومات الكمومية والتكنولوجيا الحيوية.
والخطة الأخيرة التي تم الإعلان عنها الشهر الماضي هي إعطاء نظام جوغو تطورا جديدا، نهجا مدروسا وأكثر ذكاء يستفيد من قوة آليات القطاع الخاص والسوق. بينما ستستمر الدولة في لعب الدور الرئيسي المتمثل في حشد مبالغ كبيرة من التمويل للاستثمارات الطويلة والمعقدة وغير المؤكدة، وسيتم ترك الأمر للسوق والشركات لتحديد التقنيات التي يتم تصنيعها وكيفية صنعها وأين تتدفق الموارد.
وليس من قبيل المصادفة أن الإيرادات المحلية في صناعة أشباه الموصلات في الصين تجاوزت العام الماضي 157 مليار دولار، مع وجود 19 شركة من أصل 20 شركة من أسرع شركات أشباه الموصلات نموا على مستوى العالم.
ويضيف الكاتب أن الصين قد تكون متأخرة 10 سنوات أو أكثر عن الولايات المتحدة في صنع رقائق متقدمة لمنتجات المستهلك النهائي، وقد تؤدي “القومية التكنولوجية” إلى تسريع معدل التقارب، لكن من غير المرجح أن تغلق المسافة بقطار سريع الحركة.