وكالات : كواليس
استضاف برنامج “مغارب” على منصة أثير الجزيرة الممثل التونسي مهذب الرميلي في حلقة جديدة تطرق فيها إلى تفاصيل مسيرته الفنية انطلاقا من البدايات مرورا بمرحلة الدراسة الأكاديمية في المعهد العالي للفن المسرحي في تونس ووصولا إلى ما حققه من نجاحات مكنته من الإشعاع المغاربي.
وأجاب ضيف “مغارب” على أسئلة مهمة على غرار أهمية الفن وأدوات الصناعة الدرامية والسينمائية في العالم العربي بالإضافة إلى ماهية الفنان ودوره والتحديات التي يواجهها.
البحث والمعرفة في المجال المسرحي
ويرى الرميلي أن الفن موهبة تتطور بالبحث والممارسة، وأن الانتساب للمسرح يستوجب الحد الأدنى من الإدراك المعرفي والإلمام بحيثيات مختلف مجالات الفن، حتى يكون الفنان قادرا على التأثير الإيجابي في واقع المجتمع.
وتساءل الممثل التونسي عن مدى فاعلية وضرورة المسرح وغيره من الأشكال الفنية في مجتمعاتنا اليوم، مؤكدا أن الفن “إما أن يكون سلاحا حضاريا أو أن يكون حالة مرضية”.
وحول أهمية البحث العلمي في المجال المسرحي يؤكد مهذب الرميلي ضرورة توظيف البحث العلمي من أجل نقد السائد و كسر قداسة النظريات المكتسبة من الغرب وخلق جسم فني يرى فيه المواطن العربي ذاته دون تشويه، معتبرا “وجود هوة بين جمالية الإبداع وجمالية التلقي عند المتقبل”.
الفن المغاربي وتحدي الإبداع
ورد ضيف مغارب تفوق الدراما المصرية والسورية على الدراما المنتجة في بلدان المغرب العربي إلى الإرادة السياسية والتباين في أهمية الفن ضمن أولويات الحكام.
وينحصر الإنتاج الدرامي في المغرب العربي، في شهر رمضان، مما جعل الرهان فيه على معدة المتقبل لا فكره بحسب الرميلي، موضحا أن المستثمرين وأصحاب المصانع يتحكًمون في الإنتاج الدرامي المغاربي بسبب ارتباطه بالإشهار أساسا.
وربط مهذب الرميلي نجاح الدراما المغاربية بضرورة خروج العملية الإنتاجية من الارتباط بموسم شهر رمضان ومراهنة الدولة على الفن باعتباره عنصرا من عناصر التنمية.
الفن في سبيل القضية الفلسطينية
وتناولت حلقة مغارب دور الفن في الانتصار للقضية الفلسطينية، حيث قال الرميلي “إن كل القصائد الشعرية والأعمال الفنية العربية لا تعادل نظرة واحدة من عين طفل فلسطيني” مضيفا أن الفنان العربي لا يقاوم العدو الصهيوني بل يقاوم الموت والضعف الساكن فيه.
ويرجح الرميلي أن إسرائيل فتحت لبعض الفنانين والشعراء العرب نافذة التعبير بالفن والشعر للترويح على النفس وامتصاص غضب الشعوب
وفي هذا الصدد قال الممثل التونسي إن “حمل حجر وإلقاءه في وجه العدو أشرف وأهم بكثير من كتابة 70 مسرحية” مضيفا أن لا معنى للحوار بالفن مع كيان همجي يفتقد أدنى مفاهيم الإنسانية، وتجرَّأ على المتفق الجمعي البشري.
الرميلي وجدل يهود تونس
وحول الجدل الذي رافق تصريحات له سابقة كان قد دعا فيها إلى منع اليهود الإسرائيليين من الحج إلى معبد الغريبة في جزيرة جربة التونسية وسحب الجنسية العربية من اليهود العرب الحاملين لجوازات سفر إسرائيلية أوضح مهذب الرميلي أن المقصودين بتصريحاته هم الإسرائيليون وليسوا المنتسبين للديانة اليهودية بصفة عامة.
و بخصوص عرب 48 أكد الرميلي أنهم ليسوا معنيين بفكرة التهجير بالتهجير حاثا اليهود العرب إلى التعبير عن موقفهم مما يحدث في غزة بوضوح على غرار اليهود في بعض البلدان الغربية.
مواقف لها كلفتها الباهظة
وردا على سؤال “الكلفة الفنية” لالتزام الفنان بقضايا شعبه وأمته شدَّد الرميلي على أن مثل هذه المواقف تسبب بعض التضييقات ومحاولات الاستبعاد من الساحة الفنية خاصة في مجال السينما المرتبط بتمويلات خارجية مشبوهة غالبا ما تكون ذات علاقة بالصهيونية.
وأضاف الرميلي أن بعض المؤثرين في الإنتاج الفني لا يقبلون وجود ممثل يعبر عن آرائه بصراحة في الشأن العام.
ويذكر أن الفنان التونسي مهذب الرميلي الحاصل على جوائز “أحسن ممثل درامي” في السنوات الأخيرة يغيب عن الأعمال الدرامية الرمضانية منذ سنة 2022.