🔹يقول الله تعالى في محكم التنزيل ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) (٢٣ الأحزاب)
🔹تتقاصر الكلمات وتعجز أن تفي بما يناسب نعي الشيخ الوقور والقائد الجسور والأمير الصبور الزبير أحمد الحسن ذلك الرجل الأمة الذي أحب الله فأعطاه الهداية والرعاية والتوفيق، وأحبه الله فأعطاه بسطة في العلم والجسم والهيبة ومحبة الخلق وحسن الخاتمة بالتحقيق.
فتى أخلاقه مثل،، وملء ثيابه رجل
رجل بكل ما تظهر الكلمة من مباني وبكل ما تحمله وتقتضيه مكارم الأخلاق والقيم النبيلة وطيب السلوك والمعاني.
رجل من حفظة كتاب الله فهو من أهل الله وخاصته، نذر عمره المبارك كله في سوح الدعوة إلى الله بالسنان واللسان والقدوة الحسنة بالعمل والبيان وقدم روحه رخيصة شهيداً في سبيل الله وهو يدفع ثمن مواقفه المشرفة للذود عن القيم الكريمة وتحكيم الشريعة وعزة السودان.
🔹وكدليل للقبول لهذه السيرة العطرة المضمخة بطيب الخصال وكريم الأعمال فقد اختاره الله في حياته ليكون اميراً للحركة الإسلامية بما فيها من فحول الرجال والذين مضى منهم من الشهداء ما يقارب الثلاثين ألفا من الأبطال
من أجل الدين والوطن في ساحات القتال
وتبقى منهم الملايين يحملون النور والعلم والخير للسودان والسيف إذا نادى مناد من أعداء الله للنزال
🔹واختار الله لرحيله إلى دار السلام والخلود خير شهر، ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) ،
واختار له أيام نصرة بدر الكبرى وشهدائها الأربعة عشر وعلى رأسهم عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويوم الثامن عشر الذي رحل فيه كذلك الكثير من مجاهدينا الأبطال منهم الشيخان حفظة كتاب الله عبيد ختم وعثمان حسن البشير.
واختار لعروج هذه النفس المطمئنة خير ساعة في صلاة الجمعة كأفضل يوم طلعت فيه الشمس،
🔹وهيأ للصلاة عليه عشرات الآلاف من الأتقياء الأخيار والصائمين الأبرار والمجاهدين الأطهار بإمامة الولي الصالح الشيخ الطيب الجد الشيخ العباس ودبدر كأفضل عنوان لهذا الحشد المهيب بالخشية والأنوار.
🔹 فيا لها من عيشة هنية حصرت حتى أنفاسه الأخيرة للدعوة إلى الله والجهاد في سبيله، وميتة سوية حشدت لها هذه الطيبات دلالة على قبوله.
وما أسعدها من حياة قضاها كلها دعوة لله، وما أكرمها من شهادة في سبيل الله،
🔹 وما أعظمها من كرامة لهذا الولي الصالح حينما تكون وفاته سبباً لجمع أهل القبلة وتوحيد الصف الإسلامي الوطني العريض لمواجهة دولة الحمقى والمنافقين عملاء الماسونية والمستعمرين الذين تركوا أولويات الفترة الانتقالية في توفير العيش الكريم وتحسين الخدمات وتحقيق الشعارات المتفق عليها في الحرية والعدالة والسلام والديموقراطية والشفافية ومحاربة الفساد كما وعدوا وانغمسوا لا يلوون على شيء بأمر الكفيل في محاربة الدين والفضيلة ونشر الموبقات والرزيلة وتمكين السفلةوالفاشلين وإضعاف أجهزة الدولة النظامية وإطلاق يد المخابرات الأجنبية الحاقدة الأمر الذي بان عواره وذاق الشعب حنظله ومر ثماره في هذا الفشل المريع في كل مناحي الحياة مما يحتم توحيد الصفوف لأجل مقاومة هذا الباطل وإصلاح الفترة الانتقالية وإعادتها لجادة الطريق بحكومة كفاءات حقيقية تركز جهدها في المعاش والخدمات والأمن وإعداد المسرح لانتخابات نزيهة يفوض فيها الشعب المدعى عليه من يفوضه وتوقف هذا الظلم الجاري من لجان التفكيك وجور النائب العام المسلط على المعتقلين السياسيين والذي كان الشهيد الزبير آخر ضحاياه رغم أنف العدالة المفترى عليها ودولة الحرية والقانون ، ومحاكمة كل من تثبت عليه تهمة فساد وإطلاق سراح كل الأبرياء والتوقف عن إضعاف الأجهزة النظامية واهدار كفاءاتها.
🔹وبعد فكأن ابا تمام كان يعني شهيدنا العلم حينما قال،
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر،، فليس لعين لم يفض ماؤها عذر
توفيت الآمال بعد أميرنا،، وأصبح في شغل عن السفر السفر
فتى مات بين الضرب والطعن ميتة،، تقوم مقام النصر إذ فاتها النصر
وقد كان فوت الموت سهلاً فرده،، إليه الحفاظ المر والخلق الوعر
ونفس تخاف العار حتى كأنه،، هو الكفر يوم الروع أو دونه الكفر
سقى الغيث غيثاً وارت الأرض شخصه،، وإن لم يكن فيه سحاب ولا قطر
مضى طاهر الأثواب لم تبق،، روضة غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر
عليك سلام الله وقفا فإنني،، رأيت الكريم الحر ليس له عمر
وقول الشاعر صلاح أحمد إبراهيم
يا رياح الموت هبي إن قدرت اقتلعينا
اعملي أسياخك الحمراء في الحي شمالاً ويمينا
قطعي منا الذؤابات ففي الأرض لنا غاصت جذور شتتينا
فلكم عاصفة مرت ولم تنس أياديها البذور
زمجري حتى يبح الصوت، حتى يعقب الصمت الهدير اسحقينا وامحقينا
تجدينا نحن أقوى منك بأسا ما حيينا وإذا متنا سنحيا في بنينا
بالذي يبعث فيهم كل ما يبرق فينا
فلنا فيهم نشور
🔹وختاما نقول إن الفقد لجلل وإن العين لتبكي وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا أمير لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي الله ( إنا لله وإنا إليه راجعون) وقوله ( فإن مع العسر يسرا(٥) إن مع العسر يسرا(٦) فإذا فرغت فانصب(٧) وإلى ربك فارغب (٨)) الشرح.
🔹 ألا رحم الله شيخنا الأمير الشهيد في الفردوس الأعلى من الجنة مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأن يلهم أهله وذويه واحبابه ومريديه الصبر وحسن العزاء وأن ينزل بركته أمنا وسلاما ورخاء وأن يولي علينا خيارنا ممن يخافه ويخشاه إنه ولي ذلك والقادر عليه إنه نعم المولى ونعم النصير.
السبت ١٩ رمضان ١٤٤٢ ه الموافق ١ مايو ٢٠٢١م