++ تتنازع الإدارة الأمريكية رؤيتين تجاه ملف السودان :
الأولى : إطالة أمد الحرب حتى لا ينعم باستقرار و على ذلك ضمان فرض السيطرة والنفوذ و إخضاعه قسرًا لرغباتها وقراراتها وتوجيهاتها…
الثانية: فرض حكومة عميلة تعمل لصالح تحقيق تلك الأهداف والمصالح والرغبات..
++ فالأمر في محصلته النهائية لا يعدو كونه اختلاف أسلوب في الوصول إلى الغاية والهدف أكثر منه اختلاف جوهري في صلب الموضوع…
++ مثل السفير السابق الرؤية الأولى بامتياز وهو ينجح في إشعال الحرب ويضع لها من الأسس ما يضمن استمرارها حريقاً يقضي على الأخضر واليابس كما هو حادث الآن ليغادر الخرطوم قبل بدء المعركة بأقل من يومين…
++ الرؤية الثانية يمثلها السفير الأمريكي وهو يعلن عن تبنيه خيار وقف الحرب ومساع لإقرار حكم مدني وفرضه على الخرطوم طوعاً أو كرهاً…
++ ما من شك أن الشعب السوداني جله بدأ أكثر قناعة بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي مصدر كل شر وأس كل بلاء وخطر أحدق ويحدق به.. فرضت عليه عقوبات استمرت عقوداً من الزمان ووصمت حكومته بالإرهاب وتواطأت مع الخائن حمدوك فسدد لها ((٣٣٤)) مليون دولار عداً و نقداً تعويضاً عن دعاوى تفجيرات برأت محاكمها السودان من الضلوع فيها ومنحته فيلا في أحد ولاياتها لم ينكر استلامها مسوغًا ذلك في إحدى اعترافاته الصحفية بأنها هدية لا علاقة لها بهذه الأموال،،ثم إنها ذات الولايات المتحدة الأمريكية التي سكتت سكوت خبث ولؤم على جرائم دويلة الإمارات الصهيونية وهي تدعم المليشيا الإرهابية وتحشد هوانات عربان الشتات لنهب وقتل واغتصاب النساء في السودان وتهجير وتعذيب وإبادة مواطنيه…
++ لا حاجة إذن للسودان في أي مساع من سفير يمثل هذه الدولة الخبيثة الشيطان الأكبر الطاغي المستبد…
++ ولأننا نعيش عهداً ليس بمقدور مسؤول أو غير مسؤول إعلان رفضه التام لأي تدخل سافر منها في شؤون بلادنا كما كان يفعل أهل الإنقاذ العظماء بقيادة البشير الرئيس الشجاع القوي الأمين فإن هذا السفير سيمضي لتنفيذ رؤيته بغض النظر عن نجاح مساعيه من عدمها…
++ تابعت تصريحاته في هذا الصدد بتبنيه فكراً جديداً وأسلوباً مختلفاً بالانفتاح على كل المكونات والتيارات المختلفة…
++ فإن صدق في ذلك نتوقع أن يصيب بعض نجاح في مجتمع بعدت الشقة بين أطرافه المتحاربة وزادت وتيرة التناحر والتجاذب بينها وأضحى أمر جمعها على كلمة واحدة سواء أصعب وأشق من أي وقت مضى…
++ نجاحه في مساعيه ستقابل بالرفض التام من الشعب السوداني إذا أعلن انحيازه إلى جهة دون الأخرى ولتيار على حساب آخر؛ فأهل السودان قد أصابهم الملل والإحباط والسخط من أحابيل الإدارة الأمريكية وهي تسعى إلى فرض نكرات لا يعرفون شيئاً ذا بال عن السودان بعد أن عاشوا في الخارج يقتاتون من موائد العمالة والخيانة والارتزاق…
++ أي محاولة من هذا السفير للإقصاء والعزل السياسي لأية جهة من الجهات يعني فشل مهمته بالكامل…
++ فالوصفة الصحيحة الناجعة لتحقيق هدفه يجب أن يكون أساسها توحيد الشعب السوداني وجمع كلمته على طاولة واحدة للحوار لا يستثنى منها أحد ثم العمل على بناء أرضية مشتركة بين تياراته المختلفة أسأسها قبول الآخر والاحترام المتبادل بين الجميع…
++ هنا يجب أن تكون ضربة البداية هو الجلوس والاستماع إلى الجميع دون قيد أو شرط أو توجس في حياد تام ليس لمشاعر البغض والكراهية أو الأحكام المسبقة مكان في قلبه و بغير ذلك فسيواجه مقاومة ((شعبية)) صلبة عنيدة متماسكة تعلن رفضها إياه وتجبره على الاستقالة أو النزول على قرار الإقالة للفشل في التكليف و العجز عن أداء المهمة…
عمر كابو