الوليد خلع قناع المثقف القومى بعد مقابلة ( اجتماعية ) مع عزت الماهرى
انهار جدار التخفى الذى بناه الوليد ردحآ من الزمن و اكتسب بموجبه مكانآ وسط السودانيين
ما زال الذين يستهدفهم خطاب الوليد على عهدهم (لا تزر وازرة وزر اخرى )
مرفعينك ( الضبلان ) قاد مئات الالاف من ابناء حزامك الرعوى الى حتفهم
تخفى الدكتور الوليد مادبو ردحآ من الزمن تحت لافتة المثقف القومى و قاوم ما استطاع البوح بما يضمره روحه و قلبه من نرجسية و انانية ارتبطت بقوة بتطلعه لتسنم منصب رئيس الوزراء ، و بعدما خابت تلك الوعود التى بذلها قائد المليشيا فى ذلك ، وجد فرصة بعد انقلاب 25 اكتوبر و كان قاب قوسين او ادنى من منصب رئيس الوزراء،و كشف ذلك عن انتهازية ( المثقف ) ، فما ان لاحت فرصة الوظيفة الا و ركل كل ما بشر به من انحياز للتحول الديمقراطى و (حوكمة ) ، وفى بداية الحرب قاوم الوليد فكرة ان يكون ( قبليآ ) طمعآ فى ذات المنصب ، و لكنه تعب من هذه الفكرة و استجاب طائعآ مختارآ ، ليس انحيازآ لقبيلته فى مصابها فحسب ، و لكنه مضى فى التحريض ضد القبائل الاخرى ، فالطبع يغلب التطبع ،
تحول دراماتيكى فى خطاب الوليد مادبو ، و انزلاق الى الخطاب الشعبوى بما فيه من لغة التهديد و الوعيد ، و تكثيف الحديث عن الحزام الرعوى و الشريط النيلى ، و الاتهامات الفاجرة لقبائل سماها بالاسم و حملها مسؤلية فساد باديته الفاضلة ، و تحويلها الى بيئة تنتشر فيها الخمور و المخدرات و المنشطات الجنسية و امتهان حمل السلاح ، مبررآ لسلوك مليشيا الدعم السريع و توجيه حربها ضد المواطنين ، و الاعتداء عليهم و سرقة مقتنياتهم وانتهاك أعراضهم وإخراجهم من بيوتهم و اغتصاب نساءهم و تدمير البنية التحتية للدولة و نهب و تحطيم المرافق العامة و الخاصة و احتلال المراكز الخدمية ، و ممارسة التطهير العرقى فى الجنينة و استباحة القرى الآمنة فى الجزيرة ، و التهديد بغزو مروى و شندى و كسلا و القضارف .. الخ ، و اسرف الوليد فى تنطعه و زاد ، ان ( وصف الحرب فى السودان بأنه تمرد قبيلة على شعب مجرد هراء يردده بعض الادعياء ،هذه الحروب التى بدأت منذ عام 1955، هى محاولة جسورة ما زال يقوم بها الهامش للتخلص من حكم الاقلية العرقية و العصابة العقائدية التى حكمت البلاد لاكثر من قرنين و اعتقدت انه حق الهى مقدس فيما يعلم الكل انه ارث استعمارى مدنس ، و لن ينصلح حال البلاد الا باجتثاث هذه العصابة ) ،
من الواضح ان الوليد يراهن على مليشيا الدعم السريع و المرتزقة القادمة من دول الجوار للقيام بهذه المهمة ، و هو يعلم ان هذا يتم بدعم دولة الامارات و اسرائيل ، وهو يمنى النفس بأن هذه العصابات تعمل على ذلك بارتكاب الجرائم العرقية فى الجنينة و زالنجى و نيالا و قرى الجزيرة المسالمة و تهجير سكانها ونهبهم و احتلال بيوتهم باعتبارها غنائم ، فهل هؤلاء من (العصابة) التى حكمت قرنين ؟ و بينما كشف عن انهم حكموا قبائلهم لاربعمائة عام ، مدعيآ على (العصابة العقائدية ) انها حكمت لقرنين ، فأين و متى حدث ذلك ؟
كل هذا الخراب و الدمار و النزوح ، نفاجأ بأن السيد الوليد ما زال ممسكآ (بالمرفعين من اضنينه ) ، مهددآ باطلاقه ، قائلآ ( لو فكيناه )، – الوعثة لن تكون فى السودان بس ، الحكم فى تشاد و افريقيا الوسطى و الجنوب سينهار- ، و ان كانت المليشيا و مرتزقتها هى التخلص من حكم الاقلية العرقية ، فما بال الوليد يهدد بأن مرفعينه سيسقط الحكومات فى تشاد و افريقيا الوسطى و جنوب السودان ؟
انهار جدار التخفى الذى بناه الوليد ردحآ من الزمن و اكتسب بموجبه مكانآ وسط السودانيين ، و مزقه طائعآ مختارآ بعد لقاء ( اجتماعى ) مع عزت الماهرى ، فما ارخص المبادئ و لو مدعاة فى مجتمع المال و الجريمة المنظمة ، نقول للوليد ان المليشيا لا قبيلة لها ، و المجرم منبوذ فى قبيلته و مطرود ، و قبل حديث الوليد كنا نظن ان بعضآ من قبيلته فقط متورطين فى التمرد ، وهو بقوله هذا ورط كل اهله فى جرائم و انتهاكات المليشيا ، وهو بالطبع يقف حائرآ و عاجزآ عن تفسير تحالف كل القبائل غير العربية فى دارفور و كردفان فى مواجهة عدوان مليشياته ،
ما زال الذين يستهدفهم خطاب الوليد على عهدهم (لا تزر وازرة وزر اخرى ) ، و لا يضير قبيلة ان بعضآ من ابنائها امتهن القتل و النهب ، و لن يخضعوا لخطاب الوليد الاستفزازى و الابتزازى ، و لا يخيفهم تهديدك باطلاق مرفعينك ، هذا المرفعين ( الضبلان ) قاد مئات الالاف من ابناء حزامك الرعوى الى حتفهم ، عزت الماهرى وصل متأخرآ،