ستظل ملحمة ( كرري .. سلاح المهندسين أم درمان) من الملاحم والمعارك الخالدة في تاريخ الجيش السوداني المرصّع بالبطولات وأوسمة الشهادة والبسالة ..
كانت مهمة الوصول من كرري إلي المهندسين شبه مستحيلة علي الأرض والورق !! .. لكنها لم تكن كذلك في عزم الرجال وإرادتهم الفولاذية وصبرهم علي المراحل مهما كانت شاقة وصعبة ..
لم تكن المهمة سهلة لأن مليشيا التمرد ومن خلفها دول الشر والمرتزقة الأجانب قد حشدوا آلاف المتمردين وأكثر من 500 عربة قتالية مع تمركز القناصة الأجانب وسيطرتهم التامة والمطلقة علي كل العمارات الشاهقة والمباني والمواقع الحاكمة بطول مسافة الأحياء والشوارع من كرري إلي الخرطوم وإمتدادها شرقاً وغرباً .. شمالاً وجنوباً ..
من تعقيدات ملحمة ( كرري .. المهندسين) أن مليشيا التمرد اتبعت (تكتيكات) حديثة في حرب المدن بدت فيها بصمة التخطيط الأجنبي واضحة وظاهرة بطرق وفنون قتالية لا تتوفر مطلقاً لمليشيا التمرد السريع !!
وجد المخططون الأجانب أنفسهم في حالة ذهول وصدمة لبسالة وشراسة قيادة وضباط وجنود الجيش السوداني وكتائبه وقواته الخاصة والذين فكّوا شفرة التكتيك الأجنبي للمليشيا وكسروا تمترسها بالدم .. والجسارة ..والتحدي ..
منذ معارك صيف العبور لم يواجه الجيش السوداني معركة مثل معركة كرري المهندسين .. ومع هذا فقد سطّر أبطال القوات المسلحة السودانية تاريخاً جديداً في كتاب الفداء ..
في تاريخ الحروب .. هنالك معارك تمثل بداية النهاية وخط الهزيمة الساحق للعدو .. واليوم هنالك شواهد كثيرة علي تداعي حجارة دمينو مليشيا التمرد .. وستكون ملحمة كرري المهندسين هي الضربة التي قصمت ظهر وقطعت رأس التمرد السريع ..