محاولات المليشيا وحلفاءها المدنيين للترويج للسرديات المغايرة للواقع، بهدف دعم المليشيا وتبرير حربها السلطوية، ومحاولة اجبار السودانيين على التعايش مع الجرائم والانتهاكات التي يتم ارتكابها بشكل ممنهج ضد السودانيات والسودانيين، ومحاولات التخفيف من وقع وحجم هذه الانتهاكات او انكارها والاستهزاء بها مثل ما شهدناه من تعامل البعض مع قضايا الاغتصابات، واحتلال البيوت والاعيان المدنية ونهب الممتلكات ذلك ناهيك عن جرائم الابادة الجماعية والقتل الممنهج على اساس الهوية وصولا الي المجاعة التي ساهمت فيها المليشيا بقدر وافر عبر نهب مخازن منظمات الاغاثة وتعطيل زراعة اكثر مليون فدان بالمحاصيل الزراعية في ولاية الجزيرة وحدها، هي انحطاط اخلاقي عظيم قبل ان يكون بؤس سياسي لا مثيل له على الاطلاق. محاولات الميليشيا ومالكها وحلفاءهم للتدثر الاخلاقي، والترويج لكونهم حمائم سلام، هي اهانة لكل السودانيين وللتاريخ وللمنطق!
محاولة اغراق غياب الموقف المبدئي من هذه الانتهاكات والجرائم في وسط تفاصيل مربكة لعملية سياسية تهدف بشكل وحيد لتمكين جهات محددة من التربع على مقاعد السلطة في البلاد، ومنحهم سيادة شائهة حتى ولو جاءت على اكوام من رماد، هي محاولات لتمييع هذه الانتهاكات واجبار السودانيين على التعايش معها وتناسيها، وهي مما ينبغي فضحه وتعريته على الدوام.
استرخاص كرامة السودانيين وحقوقهم الاساسية في بلادهم هي وصمة عار في جبين من يقومون بها ابد الدهر .