كان الموريتاني محمد ولد صلاحي سجيناً بغوانتانامو، وكتب وهو بالسجن كتاباً عنوانه: Guantanamo Diary (يوميات غوانتينامو) سجل فيه التعذيب المريع الذي أُخضع له المعتقلون.
ذكر ولد اصلاحي أنه لما اشتد التعذيب عليهم ارتد أحد المعتقلين عن الإسلام ليلقى حُظوة لدى الجلادين بالمعتقل.
لكن العجيب أن ذلك المرتد كان محل احتقار الجلادين المعذِّبين؛ وكان بعض الضباط يقولون له: إنك خنت إخوانك في المعتقل، فكيف نثق فيك!!!
ويحدثك الدبلوماسيون عن احتقارهم للجواسيس الذين يخونون بلادهم ويتعاونون معم في السفارات.
ومما يضاعف احتقار الذين يديرون الجواسيس لهم؛ قناعة مجمع عليها وهي أن الجاسوس يكذب، مما يتطلب دائماً الحذر في تقييم إفاداته.
ومن بين من وثَّق هذه الحقيقة عميل MI6 البريطانية والذي عمل دبلوماسياً السيد Le Carre؛ الذي له مؤلفات في التجسس، وآخرون.
صراحةً، لم يمثل اعتراف البنت رشا عوض بتلقيها وزمرتها في قحت أموالاً من صندوق دعم الديمقراطية NED؛ وشركاء الحوكمة الكندية Governance Partners) (مقرها تورونتو يا محمد محمد خير) إضافةً معرفية لي؛ ذلك لأن نفس هذا الصندوق سبق أن نشر أسماء المنظمات السودانية التي يموّلها، وشملت مركز الخاتم عدلان، ومركز محمود محمد طه، ولجنة محامي دارفور، ومنظمة لا لقهر النساء، وعديداً من المنظمات اليسارية الأخرى، وشخصيات من قحت من بينهم فيصل محمد صالح.
وسبق أن أعلنت نائبة مدير المعونة الأمريكية تخصيص 100 مليون دولار لمنظمات قحت في السودان؛ وهذا منشور ومتاح. وشركاء الحوكمة لا تقل شبهة عن رصيفاتها.
ومعلوم أن الأوربيين خصصوا 7 مليون يورو سنوياً لحمدوك وطاقمه، واعترف به الذين حول حمدوك في مجلس الوزراء.
خطورة ما صرّحت به البنت رشا عوض، وما كُشف عن تلقى كل العملاء أموالاً من الذين يُمسكون بطوقهم، هي “تطبيع ثقافة العمالة”، بحيث يغدو أن تتلقى أموالاً من الخارج شيئاً عادياً لا يُنكر.. وتدريجياُ لا يُعدّ ذلك عيباً.
لكن المؤسف أن هذه المسكينة وزمرتها، قد يكونون لا يعلمون ( وربما يعلمون ) أن صندوق دعم الديمقراطية NED هو أحد أذرع CIA، وأن المعونة الأمريكية ليست سوى أحد أجهزة تجنيد الجواسيس منذ أن تبنت أميركا سياسة عسكرة الإغاثة Militarization of Relief؛ ولكن العمالة تُميت القلب والضمير.
وقد كتب William Blum عن عسكرة الإغاثة واستغلالها للتجسس بتفصيل.
ولأميركا تاريخ قديم في اختراق القابلين للعمالة.
وقد نشرت «نيويورك تايمز» عام 1967 حول مجموعات الطلاب التي تلقت أموالاً من وكالة الاستخبارات المركزية مقابل جمع معلومات استخبارية.
كما كشفت صحيفة «واشنطن بوست» في 26 شباط 1967ي عن تمويل وكالة الاستخبارات المركزية لنقابات العمال والمنظمات الثقافية والمثقفين ووسائل الإعلام في الخارج.
ولأن الدولار أعمى بصائر عملاء هذا الوقف NED؛ وعملاء المعونة، وعملاء المنظمات والهيئات الغربية الأخرى؛ من السودانيين، فهم لا يعلمون أن الأمريكان يفضحون عملاءهم حين يقضون منهم أوطارهم، تماماً كما يفضح السفهاء العاهرات حين يقضون منهن أوطارهم.
وكمثال، فقد فضحوا خوان قوايدو «Juan Guaido» الذي قاد الانقلاب على نيكولاس مادورو رئيس فينزويلا، الذي أعقب هوغو شافيز، وذلك في 23 يناير 2019م، وأعلنوا أن الوقف موّل تدريبه، وبالطبع موّل حزبه المسمى (الإرادة الشعبية)، وكل العناصر الداعمة له!!
ومن قبل فضحوا نورييقا، رئيس بنما، وقالوا: إنه كان في قائمة مرتبات وكالة المخابرات الأمريكية.
وفضحوا رؤساء وملوكاً عرباً.
فماذا يساوي سَقَطُ المتاع السوداني هذا بجانب أولئك المشاهير الذي فُضحوا؟!
فالمؤكّد أنه سيُرمى بهم غداً في سلة النفايات كما تُرمى أوراق الحمام القذرة.
هؤلاء أدوات غير نظيفة، تستخدم لمحاربة الإسلام، باستثناء إسلام الجامية والمدخلية والجمهوريين…
وكل هذه نسخ متوافقة تماماً مع ما يُسمى الإسلام الأمريكي.
وكل كلام غير هذا ليس سوى سذاجة وجهل بالسياسات الغربية إزاء المسلمين، أو تغبيش متعمّد للرأي العام.
هذه الأدوات غير النظيفة تُستغل للقضاء على ثقافتنا وهويتنا وديننا؛ ليسود الشذوذ الذي وظَّفوا له مسؤولة الجندر عائشة، وليسود هؤلاء بإرجاعهم لحكمنا كرّة أخرى!!
ليس لأميركا الأرضية الأخلاقية Moral High Ground للحديث عن حقوق إنسان أو انتهاكات واضطهاد للبشر، فتاريخها وحاضرها يفضحها.
ويكفي سكوتها عن مليشيا حميدتي؛ وما تفعله إسرائيل بدعمها وحمايتها هذا الأيام.
أميركا والغرب لا يقرّبون ولا يمولون إلّا العملاء من أمثال رشا عوض وحمدوك وزمرتهم.
من هنا جاء استهداف مولانا أحمد هارون؛ ذلك لأن الله عصمه من العمالة والانحطاط؛ فطوبى له.
السفير عبد الله الأزرق