حرصت على متابعة لقاء مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة مع المذيع أحمد طه في قناة الجزيرة مباشر، والذي جاء مخيباً للآمال بعد أن عانقت معنويات الشعب عنان السماء بانتصارات باهرة وتقدم كبير للقوات المسلحة في أمدرمان ومحاصرتها لمدينة ود مدني..
حملت إجابات عقار تناقضاً كبيراً فقد قال قبل يومين لتلفزيون السودان انه لم يسمع بتقدم بينما قال للجزيرة بأن تقدم خاطبت مجلس السيادة واستفسرته حول (إمكانية) لقاء البرهان!!، وللأسف فقد وافق المجلس على اللقاء مضيفاً ان البرهان سيلتقيهم كجزء القوى السياسية!!..
ياللخيبة وياللعار أن يوافق البرهان على مقابلة الجناح والحاضنة السياسية للمليشيا المتمردة، الحاضنة التي أشعلت الحرب وأتى قادتها فجر 15 أبريل على حافلة شريحة لمنزل حميدتي وظلوا يدافعون عن المليشيا ويغضون الطرف عن انتهاكاتها!!..
وافق البرهان على مقابلة من يسمونه قائد الجيش ولا يعترفون به كرئيس لمجلس السيادة، وافق مجلس السيادة على مقابلة من يجتمعون بولي نعمتهم المتمرد حميدتي الذي يطعم قادة قحت وتقدم من جوع وياويهم ويدفع حتى فاتورة سكرهم ودعارتهم في فنادق أديس!!..
هل كان أعضاء مجلس السيادة بكامل وعيهم حينما وافقوا على مقابلة من يصفقون للأرجوز وهو يشتم البرهان ويحدثهم عن كذب البرهان ونفاقه؟!!.
هل سيوافق أعضاء مجلس السيادة على مقابلة قادة المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية الذين ظلوا يسندون القوات المسلحة بالمال والرجال مقدمين أرتالاً من الشهداء؟! هل سيوافق مجلس البرهان بالجلوس مع من ساندوهم ووقفوا معهم في محنتهم؟!
أثبت أعضاء مجلس السيادة انهم أقل قامة من كراسى السلطة التي جلسوا عليها في غفلة من الزمان، وأثبت عقار الذي كنا نظنه أعقل سياسي أنه متمرد وان ضغائنه وأحقاده ضد الجيش لن تنتهي.
كيف لعقار أن يتحدث عن إنتهاكات يتهم الجيش بارتكابها خلال الحرب، وهو مالم يحدث إلا من جنود عقار من السكارى والمتمردين الذين إضطر الجيش لسحبهم من أمدرمان وبحري.. يبدو أن هزائم الجيش وطرده لعقار من الدمازين والكرمك لا زالت تلاحقه حتى الآن..
بموافقة البرهان على لقاء الموتورين من قادة تقدم ربيبة قحت يؤكد أن الرجل لم يبارح محطة المراوغة والخوف من المجتمع الدولي، ضارباً بالإلتفاف الشعبي والهبة الكبيرة عرض الحائط.
ليعلم البرهان أن مجرد التفكير في لقاء تقدم أو قحت هو طعنة نجلاء في خاصرة القوات المسلحة، وان الجلوس مع هؤلاء الأوباش هو لعب بالنار لن يقبله الشعب ولا قادة وضباط الجيش الذين لن يبيعوا دماء وأرواح إخوانهم من الشهداء والجرحى والأسرى من أجل أن يجلس البرهان على كرسي السلطة..
على البرهان أن يترك اللعب بالنار فالشعب بعد 15 أبريل أصبح منظاره مختلف تماماً، وان قادة الجيش لن يضحوا بدماء إخوانهم وحقوق شعبهم من أجله..
ألا هل بلغت اللهم فاشهد،،