بدأت قحت حملة منسقة للتمهيد لتدخل دولي ، ويبدو أن ذلك أهم ثمرات ونتائج لقاء وفد حمدوك مع قائد المليشيا في اديس ابابا..
لم يقتصر الأمر على بعض المهرجين السياسيين في قحت ، بل دخل الخط بعض مستشاري حمدوك واحد اساطين اليسار السودانى د.الشفيع خصر ، وهذا في كلياته حرث فى بحر وحرق للمراحل السياسية ، فقد تقاصر التدخل الاجنبي أن يفعل شيئا وهو داخل القصر الجمهورى بشارع النيل ، وتترأس إجتماعاتهم نائبة فولكر بيريتس مبعوث الأمم المتحدة اليونتاميس ، وتساندهم ترويكا من بريطانيا والمانيا وهولندا والنرويج والسويد بالإضافة للولايات المتحدة الأمريكية ، وتيسر لهم الرباعية التمويل والتغطية الإعلامية والتدريب ، وكان نتيجة ذلك الحرب..
لقد اشعلت تصرفات فولكر وخطط الحرب ، بتعنته واصراره على إحداث ثقوب فى علاقات الطرفين (الجيش والدعم السريع)، وهو أول من تحدث عن ذلك وانحاز لطرف دون آخر..
لم يعد التلويح بالتدخل الاجنبي يخيف احدا ، لإن الأمر ببساطة حرب بين مليشيا وغزاة وبين مواطن فى بيته وموطنه ، قبل ان تكون مع الجيش والاجهزة الأمنية..
وهناك اسباب اخري تسقط هذا الخيار ،
واولها: أن العالم شهد ويشهد حروب أشد ضراوة ولم يفعل شيئا ، فى اوكرانيا وفلسطين وقبل ذلك الصومال..
وثانيها: لم تكن نتائج التدخل الاجنبي والاجندة الأجنبية ذات قيمة ، فقد خرجت القوات الامريكية من افغانستان بعد تدخل دام 17 عاما ، تركت سلاحها وعتادها وأكثر من الآلاف ما بين متعاون ومخبر وذهبت ، والوضع ذاته في العراق والصومال ، هذه بضاعة خاسرة..
من المؤسف أن قيادات اليسار السودانى ، والتى كانت محاربة للاستعمار والامبريالية ، تتلبسها اليوم حالة من الغيبوبة وهى تختبيء وراء دخان الأحداث وتدعو القوى الإمبريالية لإعادة استعمار بلادنا بفوهة البنادق وجنازير الدبابات وازيز طائرات الحلفاء.. هذه حالة عصية على الفهم ، ولكنه شح النفوس وغياب الوطنية..