الخيانة والخطوط الحمراء.. عمر باسان

العقل السياسي للمواطن العادي يصاب بالإرهاق، ولا يكاد يميز ما يحاك له ما وراء الكواليس، فهو يخاطب بمعارك انصرافية ما بين حياة أو موت قائد المليشيا الإرهابية المتمردة، وما بين لقاءت قوي “تقدم” المسمى الجديد لقوى الحرية والتغيير “قحت”، وما بين تقدم مضخَّم للمليشيا، وتقهقر وتراجع للجيش السوداني، وما بين قال زيد أو فعل عبيد، بعيدا عن حقيقة المعركة في السودان، وأدواتها، وغاياتها. إن ما يشاهده المواطن السوداني من أحداث تنقلها وسائل الإعلام والفضائيات الإقليمية والدولية، هي ما تريده الدوائر المعادية للسودان أن يترسَّخ في ذهنه، بأن يكون جزءا من طريقك تفكيره، ونظرته للأشياء. وتختلط المشاهد والصور والأخبار والتقارير عليه وهو يتنقل بين القنوات الفضائية وصفحات الانترنت يبحث عما يشفي غليله دون جدوى..

والحرب الدائرة في الخرطوم تتسع دائرتها يوما بعد يوم، لا يكاد يجد لها تفسيرا عقلانيا، يطمئن إليه، ويتوافق مع ما يجري على الأرض، فما تتناقله وسائل الإعلام والفضائيات يختلف تماما عن مجريات الحرب، ويختلف عن أي توصيف دقيق ومنصف لقوة عسكرية تمردت على الجيش الرسمي للدولة، وعلى دستور البلاد ونظمها، ولكنها أبت إلا أن تضعها في كفة واحدة موازية لها، في أول تطفيف حول حقيقة ما يجري في البلاد..

السودان يشهد واحدة من أحدث أنواع الحروب، وهي حروب الجيل الخامس التي لا تكاد تميز فيها بين الشريف والعميل، البطل والخائن، والصالح والطالح، فهي معركة صممت لتختلط فيها معايير الحق والباطل، تستخدم فيها أحدث طرق الحرب النفسية، وحرب العصابات، ووسائل الإعلام، خاصة الإعلام الجديد، المرتبط بالشبكة العنكبوتية وفضاءات التواصل الاجتماعي، التي يدلي فيها الجميع بدلوه، من شائعات وأخبار ملونة وكاذبة، دون تمحيص أو تدقيق. بينما هناك في الغرف المظلمة مجموعات متخصصة كل المطلوب منها تشكيل المشهد السياسي والإعلامي، فيما يعرف علميا ب”صناعة القبول”، بأن يقبل العقل السوداني فكرة أن الحرب الجارية هي “حرب الجنرالين”، وأحيانا أخرى هي “حرب الفلول”، وفي ثالثة هي حرب “ضد دولة ٥٦”، وفي رابعة هي حرب من أجل استعادة المسار الديمقراطي! وكل هذه الشعارات الرنانة ستتلقفها جهات وشخوص مختلفة، تتباين في انتماءاتها الفكرية والأيديولوجية، وفي مرجعياتها السياسية، وفي بيئاتها الجغرافية، وفي حواضنها الاجتماعية. وسيجد كل مواطن فيها ما يتناسب وطريقة تفكيره، تغذيه بصورة مستمرة، لتترسخ في ذهنه ويقبل فكرة محددة حول الحرب، ودعاتها، ومن أطلق الرصاصة الأولى وغيرها، يجري رسمها بعناية من قبل من خطط للحرب، ويغذي أوارها. مع ان الواجب كان يحتم على الجيش إطلاق الرصاصة الأولى، والسيطرة على هؤلاء الأوباش من الجنجويد، فيما عرف بالحرب الاستباقية، لتجنيب البلاد ما وصلت إليه من دمار وهلاك..

إنها حرب الجميع ضد الجميع، بدون حدود، بدون مرجعيات، بدون أي وازع أخلاقي أو ديني، بل فقط الحماس والخطاب العاطفي والانفعالي الذي لن يزيد الحرب إلا اشتعالا، ويغيب عن العقل ونظرته السليمة للأشياء، ولكن بحمدالله بتنا نشهد عودة الوعي لجموع أهل السودان، واصطفافهم خلف جيش البلاد القومي، رغم أنف الماكرين والمتآمرين.
ولكن في هذه المعركة متعددة الأبعاد، والأهداف، للأسف، تغيب الدولة وأجهزتها، وقرون استشعارها، ويتم تغييب بعضها الآخر عمدا، فلا تكاد تحس بالخطر الذي يحدق بالبلاد إلا بعد فوات الأوان.

إن الحرب التي يدور أوارها في السودان ليس استثناء عما يجري في المنطقة حولنا، بقصد إعادة ترتيب المشهد بما يخدم أجندة العدو المستكبر، الذي يهدف لتغييب روح المقاومة، والثقة بالذات، والقدرة على الفعل والانتصار، لتبقى فقط روح واهنة منكسرة، تركن إلى الاستسلام، وتقبل بالفتات في موائد اللئام، وبدور هامشي ومحدود في ركب الأمم. والعدو لا مانع عنده أن تدخل البلاد في رحاب الفوضى الخلاقة، وتصل إلى مرحلة الحرب في أبهى صورها للقضاء على القوي الصلبة المتماسكة داخل الجيش، كآخر الخطوات لسحق أي قوة مارقة داخل السودان، ترفع شعار العزة والكرامة واستقلال القرار الوطني، كما حدث في الكثير من دول الجوار في العراق، وسوريا، واليمن، وليبيا وغيرها..

إن هذه الحرب التي يقودها البرهان كرئيس لمجلس السيادة، وكقائد للجيش إنما هي دفاع عن الأمة السودانية وكرامتها وعزتها واستقلال قرارها الوطني، وهي ليست حربا لصالح البرهان في شخصه، أو لصالح الفلول كما يزعمون، أو لصالح منطقة أو قبيلة بعينها كما يروجون، أو غيرها من الشعارات المرفوعة، بل هي حرب وجودية تستهدف إنسان السودان وأرضه وعرضه، كل أرجاء السودان بلا استثناء، في الغرب قبل الشرق، وفي الجنوب قبل الشمال والوسط، حرب تريد أن تقتلعه من جذوره، ليغيب السودان القديم، سودان ٥٦، الذي نعرفه بعاداته وتقاليده، بتاريخه وحضارته، ليحل محلها السودان الجديد، الذي ظل ينادي به ياسر عرمان ورفاقه من اليساريين والعلمانيين في الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق، فهو مشروع قديم متجدد، يتم تقديمه بشكل جديد وشخوص جديدة وروافع وآليات مغايرة..

إن الجماعات التي ظلت تحارب الحكومة المركزية في الخرطوم تحت شتى الذرائع، منذ ما قبل الاستقلال، وحكومات الازهري، وعبود، ونميري، وسوار الدهب، والصادق، والبشير، على مختلف الحقب السياسية وتبايناتها، تبحث دوما عن الثغرة التي تدخل من خلالها لمخاطبة العقل السوداني، وفق سياقاتها التاريخية والسياسية، فتارة هي حرب المركز والهامش، وتارة هي حرب التنمية غير المتوازنة، وتارة أخرى هي حرب تحرير السودان من “جلابة” المركز، وأخرى هي حرب من أجل تقاسم السلطة والثروة مع المركز، وأخرى هي حرب ضد الأسلمة والاسلامويين، ومرات ضد تجارة الرق، والعبودية، وأخرى ضد الفساد والمحسوبية، والحريات وحقوق الإنسان، ولن يعجز هؤلاء عن وجود ثغرة أو نقطة ضعف أو صناعتها من العدم، ليتم استغلالها في تعبئة المواطن البسيط، ودغدغة مشاعره ضد حكومته المركزية، فتتعدد الانقلابات العسكرية، ولا يكاد يستقر حال السودان وأهله، ويستغل ثرواته، وينتفع بها مواطنوه والعالم من حولنا.

وحرب الخامس عشر من أبريل التي أسموها آخر الحروب ظنا منهم أن اليأس قد وصل بجموع السودانيين مبلغه، وأنهم على استعداد للقبول بأي تسوية سياسية تجعلنا نقبل بسودان جديد، بعيد عن عاداتنا وتقاليد، غريب عن ديننا وهويتنا، تسوية تجعلنا نقبل بأن يكون من قتل وشرد واغتصب وعذب، وأعوانه الذين طالما ناصبوا الجيش العداء، واتهموه بكل جائرة ومنقصة، نقبل بأن يكونوا جزءا من المشهد السياسي القادم. ولكن هؤلاء فوجئوا بأن الشعب السوداني يرفضهم، ويأبي أطروحاتهم، ويرفض الانكسار، وهبَّ مواصلا مسيرة المقاومة الشعبية، في معركة العزة والكرامة، إلى حين القضاء على آخر جنجويدي ومتمرد وعميل داخل أرض السودان الطاهرة، هم وأعوانهم ومن يقف خلفهم، من قوى البغي والاستكبار..

إن العدو الذي يعمل على استغلال ثغراتنا ونقاط ضعفنا، وينفذ من خلالها، يجب ألا نترك له مجالا لذلك، ولعل ضربة البداية التي يجب الانطلاق منها هي كيفية المحافظة على الجبهة الداخلية موحدة ومتماسكة في وجه المؤامرات الداخلية والخارجية.

هذه الحرب يخطئ البرهان ومعاونوه إن ظنوا أنها حرب عسكرية الطابع، بل هي حرب سياسية وإعلامية وقانونية واقتصادية واجتماعية، هي حرب شاملة تستدعي تعبئة كل موارد الدولة وطاقاتها تجاه الحرب.. واذا تناولنا جانبا واحدا فقط يحتاج أن نسدد فيه ونقارب، فهو الجانب السياسي والقانوني. يجب على البرهان ومعاونوه في الدائرة الضيقة التي تحيط به، ومحل ثقته ومشورته، أن يدركوا أنهم بحاجة لتضافر كل جهود أهل السودان إلى جانبهم، وعدم الارتهان للهجمات المتوالية في تصنيف من يقبل عليه من القوي السياسية بحجج واهية، تهدف لكي يبقى معزولا، وفي أسوأ الأحوال غير مستغل لقدرات أهل البلاد وقواهم. لا يجب على البرهان أن يمضي في المعركة لوحده، بل أن يفتح الأبواب المودة، وقبلها القلوب والعقول لكي يستمع لنصح المخلصين الحادبين على مصلحة الوطن دون وجل أو خوف من اتهامات مغرضة أو تصنيفات جائرة، تضعف الخطى وتؤخِّر المسير..

نحن الآن في حالة حرب ضد مليشيا متمردة تم تصنيفها على أساس أنها جماعة أو تنظيم إرهابي من قبل الدولة، جراء ما ارتكبته من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي بما يندي له الجبين. ومضت الحكومة قدما مطالبة المجتمع الدولي بأن يتم تصنيف قوات الدعم السريع المتمردة على أنها تنظيم ارهابي، يجب أن تتوقف مؤسساته عن التعامل معه إلا وفق هذا التصنيف، ويشهد علي جرمه تقارير الأمم المتحدة ووكالاتها، والمنظمات الحقوقية الحرة في هذا العالم الظالم.

هذه الحرب التي وصفناها بأنها من حروب الجيل الخامس، يجب أن نعلم كيف لنا كحكومة ومجتمع أن نتعامل معها؟ ولماذا هذه الحرب تتجدد بين الحين والآخر، وبعد أن كانت في الأطراف هاهي تصل الخرطوم العاصمة، وتتمدد لتصل إلى وسط البلاد. هذه الحرب ما كان لها أن تنتهي وهناك من يغذيها، عبر شعارات رنانة كذوبة، باستعادة المسار الديمقراطي، وعودة العسكر للثكنات، والحكم المدني، ومحاربة الفلول، وأخيرا شعار “لا للحرب”، الذي يتخفون خلفه، وهم يدقون طبول الحرب، ويصفقون لكل تقدم للجنجويد على الجيش، وتأبي نفوسهم الضعيفة أن تقف موقف الحق، لترفض أو تدين ما تقوم به المليشيا المتمردة الإرهابية من انتهاكات في وجه المواطنين العزل، بل لم يترددوا بجعلهم جزء من المعركة، بأن منازلهم والأعيان المدنية التي تم احتلالها لن يتم اخلاؤها ما دام تم الاستيلاء عليها بالقوة، وما دام الطيران الحربي يقصف مواقع الجنجويد وارتكازاتهم، ليحتموا بمنازل المواطنين، ويجعلون منهم دروعا بشرية في خرق واضح للقانون الدولي الإنساني وقوانين الحرب.

هذه الأصوات الناعقة ما كان لها أن تستمر في أداء هذه الأدوار المشبوهة لولا أنها تجد من جانبنا غفلة في إنفاذ القانون من قبل جهاز الدولة، وثغرات تعبر منها لتخاطب الشعب السوداني وتقدم نفسها بأنها حكيم زمانه، الأكثر تعقلا في مواجهة “دعاة الحرب” من الفلول والمواطنين العزل الآمنين في ديارهم الذي وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها في مواجهة قوة غاشمة، لا تعرف خلقا ولا عرفا ولا يحكمها دين أو معتقد. فعلت كل منكر وقبيح دون أن يطرف لها جفن، بل لم ينج من أفعالها المنكرة حتى موالوها من قوى قحت ومن شايعهم.

آثر المواطنون في ظل هذا العدوان الغاشم أن ينظموا أنفسهم في مقاومة شعبية ضد هذا المشروع الأجنبي الاستيطاني، الذي يريد أن يستولي على أرضهم، ويسرق عرق جبينهم، وينتهك عروضهم، باسم الديمقراطية ومحاربة الفلول وغيرها من الشعارات الكذوبة. هذه المقاومة الشعبية سرعان ما أقلقت مضجعهم، ودفعوا بالبعاتي، الحاضر الغائب، مجددا إلى واجهة الأحداث، وسارعت قوى قحت، الحاضنة السياسية للتمرد، في تنظيم نفسها، والترتيب لعقد اجتماعاتها مع المليشيا الإرهابية المتمردة. وسارعت أبواقها بترديد أن خطوة المقاومة الشعبية ستقود إلى الحرب الأهلية، كأنهم جاءوا من كوكب آخر، ولا يدركون حجم المآسي والدمار الذي حاق بأهل السودان. ويتناسي هؤلاء ما يذيقه هؤلاء الأوباش لأهل السودان، شيبه وشبابه، نسائه وأطفاله. ويتناسي هؤلاء التهديد والوعيد الذي يطلقه الجنجويد لبقية أقاليم السودان باجتياحها واسترقاق أهلها، وانتهاك أعراضهم وسرقة ممتلكاتهم، وطردهم وتشريدهم واحتلال أراضيهم.

ما كان لأبواق الشؤم هذه أن تتحرك، وتتنقل بين البلدان، ويعلو صوتها في مهاجمة الجيش وإضعافه، والتقليل من قدرته على الانتصار وحسم المعركة، لو أننا أخذنا المعركة بحقها في كيفية التعامل مع الطابور الخامس، الذي يضع يده في يد جماعة إرهابية، ترفع السلاح في وجه الدولة وأهلها وتروع المواطنين. ما كان لهذه المجموعات السياسية التي ترفع شعار الديمقراطية والمدنية أن تصل بها الجرأة لتقابل قائد المليشيا الإرهابية المتمردة على الملأ، وتصافح أياديه الملطخة بالدماء، وتعلن وقوفها المعلن معه، بعد أن أمنت على نفسها من قانون يطالها، أو حكومة تحاسبها على أفعالها، متجاهلة أن الشعب صار يلفظها ويزدريها يوما بعد يوم، ولن تنفع كل مساحيق التجميل التي تستخدمها في تحسين صورتها أمامه، وقد أدرك حقيقة المعركة وأبعادها.

إن تفعيل قوانين الطوارئ، ومكافحة الإرهاب، والعقوبات وغيرها كفيلة بحسم هذه المجموعات المتفلتة، وبالقانون . نحن الآن نعيش حالة حرب تستدعي التعامل بحسم وقوة، مع كل من تطاله دائرة الشبهة والاتهام في موالاة المليشيا المتمردة، ودونكم حكومة الولايات المتحدة الأمريكية التي اعتقلت كل الأمريكيين ذوي الأصول اليابانية في أعقاب الهجوم الياباني على القاعدة الأمريكية في بيرل هاربر، وكانت سببا في دخولها الحرب العالمية الثانية بعد طول تردد. فبأمر من الرئيس روزفلت تم اعتقال ما يزيد عن ١٢٠ الفا والدفع بهم الي معسكرات الاعتقال تحت إشراف الجيش الأمريكي، تخوفا من احتمال عملهم كجواسيس لصالح اليابان، وأن ولاءهم لا يزال لصالح الإمبراطور الياباني. ورغم أنهم قد أنصفوا بعد مرور عشرات السنين وتم تعويضهم، إلا أن الحرب كانت لها ضروراتها من وجهة نظر القيادة الأمريكية وقتها..

يجب تحريك المواد القانونية التي تحول دون التواصل مع العدو، وأن كل تثبت عليه التهمة ستطاله يد القانون، فمن غير الممكن تخيل قيام أي فرد أو جهة أو منظمة أمريكية بالتواصل مع “القاعدة” أو “داعش” بحجة الوصول معها إلى تسوية ونقاط تفاهم معها، تجنب المواطن الأمريكي طائلة الحرب، وإلا طالته يد القانون والاتهام بالتعامل مع العدو، ومع منظمة إرهابية تعمل خارج إطار القانون. إن الجهة الوحيدة المخول لها قانونا التواصل مع أي منظمة إرهابية أو متمردة أو ترفع السلاح في وجه الدولة، أو تعمل على تقويض النظام الدستوري هي الحكومة بما تمتلكه من شرعية سياسية. هي الحكومة والحكومة فقط، وليس أي فصيل سياسي أوخلافه. وحكومة البرهان هي الحكومة الشرعية في أضابير النظام الدولي، وهي من تمثله دون منازع.

إن هذا الوضع النشاز الذي نعيشه ليس وليد اللحظة، بل استمرأت القوى والأحزاب السياسية على لعبه ظنا منها أن ذلك في مصلحة البلاد وأهلها، في إطار صراعاتها السياسية مع الحكومات المركزية في الخرطوم دون مراعاة مصلحة الوطن. ولكن حان الوقت، وبشدة، لوضع خطوط حمراء، تجرِّم من يتجاوزها، وهي مواد قانونية مبذولة في العديد من القوانين السارية في البلاد، وفي كل دول العالم بلا استثناء.

لن تحسم المعركة الجارية طالما أن هناك من يشكِْل حاضنة سياسية واجتماعية للتمرد، ويتحرك بكل سهولة ويسر دون أن تطاله يد القانون. وطالما أن هناك من يصفق للمليشيا الإرهابية المتمردة، ويسكت على انتهاكاتها. ولن يرعوي هؤلاء العملاء الخونة، ويتوقفوا عن تقديم أنفسهم بأنهم دعاة سلم، ويكفوا عن وضع أيديهم في أيدي قادة المليشيا الإرهابية المتمردة الملطخة بدماء أهل السودان، لن يتوقف هؤلاء ما لم يدركوا أن يد القانون ستطالهم، طال الزمن أو قصر. وحينها لن يكون البرهان وصحبه في حاجة للتفكير، مجرد التفكير، في أهمية اللقاء بهذه الحثالة، كما ينادون. وحينها سيسقط في يد القوي المعادية للسودان، ولن تجد من يتبني منهجها، ويمضي في مشروعها القميء، أو يبيع وطنه طالما أن صفة العمالة والخيانة ستلاحقه، وطالما أن القانون سيطاله، وطالما أن الخطوط الحمراء صارت أكثر وضوحا..

ولا نامت أعين الجبناء..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *