قلت ومنذ بداية هذه الحرب ان قحت المجلس المركزى هي الجناح السياسي لمليشيا الدعم السريع المدعوم عسكريا من الامارات. وكان بعض الناس – لحسن نيتهم- متشككين فيما قلت، اذ استصعب عليهم تقبل ولوغ مجموعة من الناس في العمالة للخارج ضد بلادهم لهذه الدرجة. واليوم قطعت الصور والفيديوهات من اديس ابابا قول كل خطيب..!
ويمكننا الان ان نضيف باستحقاق مجموعة عبد الله حمدوك (تقدم) وهما في الاصل (احمد وحاج احمد)، فالاثنين يتنافسان في ايهما اكثر صدقا في عمالته لقائد المليشيا. وعندما اكتشفا ان قائد المليشيا كاثلوكيا ليس من حقه الزواج من اثنين اندمجا ليكونا زوجة واحدة حتى يكون الارتباط ممكنا فشكلا ما اسمياه (تقدم).
الآن لم تعد لقحت وجماعتها مزعة لحم ليخصفوها علي عورة عمالتهم السافرة وانحدارهم لقاع من السقوط لم يسبقهم عليه عميل. فحتى العملاء يغارون على شرفهم وشرف بناتهم..! اما شرف السودانيات عند هولاء فهو متاح ومبذول لكل صعلوك منبت انطلق من عقاله من غرب افريقيا ليقضي وطرا من السودانيات. فقد علم هولاء الصعاليك ان بعض السودانيين فيما يسمي بيى (تقدم) جاهزين لبيع شرف بنات بلادهم على قارعة الطرقات لمن يدفع! وما عليك الا ان تنهب بنوكهم وتدفع لهم ليبيعوا لك شرف بنات بلادهم، ثم يخرجوا علي العالم ليحدثوه عن الحكم المدني الديمقراطي، بينما العالم يعرف انهم يبيعون شرف بناتهم، فيخرج لهم لسانه في اذدراء شديد.
تدافعوا بابتساماتهم العريضة ليصافحوا من دمر بلادنا وعاس فيها قتلا وا غتصب حرائرها ونهب مدنها وقراها وسحل ودفن الشباب احياء..! تدافعوا لتحيته والاطمئنان على صحته، ولم لا.. فهو قائدهم المفدى الذى يضربون للقائه اكباد الطائرات ويتدافعون نحوه من كل فج عميق.
وقبل ان نمضي في المقال دعني اعترف للقراء انني اكتشفت بؤس وفقر قاموس مفرداتي في اللغة المنحطة، وهو امر سأعمل على معالجته في الايام القادمة لأن امثال هولاء لا تنفع معهم غير لغة الأزقة وسفالات قاع المدينة بل ربما كانت حتي هذه ارفع مما يستحقون!
لقد كفاني الخواجة كميرون هدسون عن الكثير. لقد اشمئز الرجل من مصافحة هولاء السواقط لمغتصب بناتهم واخواتهم ومدمر بلادهم. وان كان هيدسون الموصول بمواقع وشخصيات مختلفة تتابع ملف حرب السودان قد كتب ما كتب، فتأكد ان ذلك هو نفس شعور اولئك المسؤلين، فقد عرفوا اى نوع من (٠٠٠٠) يتعاملون معه.
ولذلك سيعاملونهم بإحتقار واذدراء وتهكم غير مسبوق ينظرون اليهم شذرا وينتاشونهم بنظرات تخفي ورائها ما تخفي وللغربيين طريقتهم في الاذدراء والتحقير. ليس بوسعهم بعد الآن رفض شىء، فقد باعوا شرف بلادهم وشرف بناتها، وسيقادون الى قاع سحيق تتناقص معه (المعاطي) حتى تتوقف لانتهاء الوطر، ثم يلفظون كالعلكة!
اصبحوا عراة من كل قيمة انسانية امام السودانيين والعالم والتاريخ، كما وصفهم من قبل الكاتب ضياء الدين بلال.
و عندما يفتضح موقف الانسان في قضايا مبدئية – توافق عليها البشر من حيث هم بشر- وينكشف امر افتقاده لابسط القيم الانسانية، يصبح من المستحيل اخفاء حقيقة انحطاطه، ليس للسودانيين فقط، بل للانسانية. الآن وبعد بيعهم لسيادة بلادهم وشرف بناتها، عرف العالم انهم بلا قيم ولا مبادىء ولا ضوابط اخلاقية من اى نوع. هكذا نكتب عنهم الآن وستكتب عنهم الاجيال القادمة إنهم مجموعة من الخونة باعوا بلادهم للقتلة والمغتصبين وباعوا شرف حرائر بلادهم. ليس بوسعهم الآن تغيير تلك الحقيق التى ظلوا لفترة يتسترون عليها بما اسموه (لا للحرب) والآن سقطت ورقة التوت وانكشف امر ارتباطهم بجناحهم العسكري بعد اشهار علاقتهم به علي الملأ.
اما الاغرب من سقوطهم الوطني والاخلاقي المدوى، فهو ادعائهم بأنهم قوي مدنية! امس الاول اعلنوا صراحة حقيقة تحالفهم مع مليشيا الدعم السريع، وبهذا تنتفي عنهم صفة المدنية. فهم الآن مجموعة لها جناح عسكري تحاول فرض اجندتها على السودانيين بفوهة البندقية. و هو امر كنا نعلمه منذ توقيع ما يسمي بالاتفاق الاطارى ولذلك فان ما تم في اديس أبابا امس الأول هو تحصيل حاصل. لقد كان زواجا عرفيا والآن تم فقط اشهاره.
ما يثير السخرية انهم وفي في اطار سذاجتهم السياسية وقعوا مع جناحهم العسكري على برنامج سياسي وفي ذات الوقت يطالبون الجيش الخروج من السياسة..! ولغبائهم المستحكم فبهذا الفعل برروا للجيش التدخل في السياسة وقدموه له على طبق من ذهب الامر الذي ينسف كل دعاويهم ومطالبتهم بخروج الجيش من السياسة.
فإن كنت تطالب الجيش الخروج من السياسة لماذا تقبل للمليشيا العمل فيها! اليسوا هم من يقول ان المليشيا – رغم حلها- جزء من الجيش، اذا لماذا يقبلون أن يعمل (جزء) من الجيش في السياسة ولا يعمل (سيد الحق) فيها! هذا تناقض يفضح انتهازيتهم والغباء المحكم الذي يحاولون به الضحك علي الناس. فإن كنت تقر وتعترف للمليشيا بالعمل في السياسة، فعليك- حتى تكون منطقيا- القبول بأن يعمل الجيش في السياسة ايضا، اذ لا يمكن ان تقبل بي ( التايواني) وترفض (الياباني) على قول تجار قطع غيار السيارات، وسيقولون لك ان (الياباني) افضل!
لقد نسفت مذكرة التفاهم كل حديثهم عن انهم مجموعة (مدنية)، بينما هم في حقيتهم مجموعة مسلحة يمثلون هم الذراع السياسي لها، ولذلك انتفي حديثهم عن العمل المدني ووقف الحرب، لانهم هم من يشنون الحرب علي السودانيين لأن جناحهم العسكري يعمل تحت امرتهم، هكذا تقول حقائق التاريخ عن طبيعة هذا النوع من الاجرام. ذلك وحده ما يبرر صمتهم المطبق على جرائم مليشيتهم.
يعتقدون ان أى مكاسب يحققها جناحهم العسكري تعزز من موقفهم التفاوضي ذلك هو منطقهم، وهكذا أكدوا ما كنا نعرفه مسبقا انهم يفاضون الشعب السوداني بفوهة بندقية المليشيا. وعليه، فهم مسؤولين بصورة اساسية عن جرائم جناحهم العسكري ولا يمكنهم التهرب من الجرائم التى ارتكبها، فما وقع من جرائم كان بغرض تحقيق مكاسب سياسية كما اوضحت مذكرة التفاهم، لذلك كان الصمت عليه ضروريا، فالغاية تبرر الوسيلة كما قال مياكافيللي.
لن يكن بوسعهم اليوم بعد تحالفهم المعلن الحديث للسودانيين او العالم بأنهم قوى مدنية تسعي لاستعادة (المسار الديمقراطي)، لانهم فقط يريدون فرض اجندتهم السياسية بالقوة على الشعب السوداني ذلك هو منطقهم وطريقتهم لشرعنة العنف بعد ان خسروا الشعب. وهكذا شرعنوا للقوي السياسية الاخري حمل السلاح لتحاول هي الاخري فرض اجندتها بالقوة.
خلاصة القول ان اجتماعهم في اديس ابابا كان ممتازا فيما يختص بكشف حقيقتهم و (فرز الكيمان)، فالآن حولوا الصراع ليصبح عسكريا بحتا، و عليه صاحب البندقية الاكبر يكسب، ولا يخامرني ادني شك ان بندقية الجيش والشعب هي التى ستحسم الامر، فلا الجيش ولا الشعب يقبلان ان يحكمهم خونة يبيعون سيادة البلاد وكرامة وشرف حرائرها. فلكل امة سيادة وشرف، و سيادة وكرامة الشعب السودانى فوق الثريا والسماك الاعزل لو كانوا يعلمون.
و “شكرا حمدوك” فقد كفيتنا شر جدل كثير عن جناحكم العسكري، الآن (اللعب علي المكشوف) و (الواضح ما فاضح) ولكل ساقطة لاقطة، وسيلتقطكم الشعب كما التقط آخرين من قبلكم.!
المقاومة الشعبية طريقنا للنصر
انهضوا لتحرير بلادكم
هذه الأرض لنا