لاتزال وستظل تداعيات ماحدث في مدني شاخصة في الرأي العام إلى حين استردادها وتحرير الخرطوم ودارفور ولكن بعد خطاب الفريق البرهان الشجاع في بورتسودان قد آن اولان الحديث جهرا وافصاحا عن ماتتعرض له البلاد من عمليات اختراق عميقة من أجهزة مخابرات عالمية تملك المال والرهبة والإعلام وقنوات الاتصال المفتوحة مع أحزاب السودان التي بيعت في سوق النخاسة كما بيعت ودمدني بالرخيص
مدني ثالث أكبر مدينة من حيث عدد السكان بعد الخرطوم ونيالا لم تدخلها مليشا الدعم السريع بالقتال ولم تهزم الجيش في جسر حنتوب ولا حققت تفوقا في كل المناوشات التي جرت قبل عبور الجسر ولم تخوض المليشيا معركة فاصلة مع الجيش الذي كان في موضع الدفاع ولكن مليشا الدعم السريع انتصرت بزراعها السياسي( قوي الحرية والتغير) وخاصة حزبي الأمة والمؤتمر السوداني الناشطين في دعم مليشيا الدعم السريع بودمدني التي وجدتها تلك الأحزاب أرضا خصبة لنشاطها المساند للحرب فعلا والرافض للحرب قولا وهم أناس يقولون مالا يفعلون ومابين الإمارات وبورتسودان وكيكل وأتباعه من الهمباته والنهابين والنهاضين وجماعة السالف السياسي ومع ضعف استخبارات الجيش وتغلغل قوي الحرية والتغير وسط بعض قادة الجيش كانت الهزيمة وتسليم مدني بالثمن المليشيا في الحرب تسقط المدن وتحرر أخرى فقد سقطت نيالا بعد أن قاتل الجنود والضباط حتي نفدت زخيرتهم بعد ثمانية أشهر من الحصار ولم يبيع قائدها العميد حسين جودات شرف الكاكي الذي لايقدر بكنوز الدنيا وسقطت زالنجي بنفاد الزخيرة وأخطاء أخرى أدت لسقوط الجنينه ولكن الموجع والمولم في مدني انها بفعل فاعل انسحاب قائد مدني وبعض من ضباطه وترك جهاز الأمن وإبطال هيئة العمليات يقاتلون مع الاحتياطي المركزي لايعني أن الجيش تخازل إنما فئة محدودة هي التي ارتكبت موبقات الانسحاب من ميدان المعركة
مرة أخرى يتعرض الفريق البرهان إلى التجريح والنقد الذي بلغ حد مطالبته بالتنحي وتلك هي علامات الهزيمة إذا مضى الناس بالعاطفة في هذا المنحى الخطير البرهان تختلف أو تتفق معه إلا أن قائد شجاع حد الإفراط ومحبا لوطنه وجيشه ويتمتع بكارزيما لاتتوفر في غيره وغموض شخصيته عنصرا مهما في نجاحه وهو لاينقصه الذكاء لكنه بلا قاعدة سياسية تعري خصومه وتحشد الإرادة الشعبية الغالبة لصفه
البرهان يحتاج إلى دعم سياسي حقيقي من القوى السياسية العريضة المساندة للجيش لتعرية مشروع المليشيات الذي كله علل وضعف وتناقضات وتقاطعات مابين السعي لتاسيس دولة العطاوة وإزالة دولة حدود ١٩٥٦ ومشروع الحرب على الإسلام السياسي والديمقراطية والعلمانية الاجتماعية والعلمانية السياسية ودولة الوصايا الخليجية ودولة التغير التي تطمح لها بريطانيا كل هذه التقاطعات في حاجة لحاضنة سياسية تفكك طلاسم مشروع ال دقلو ومشروع الإمارات العربية المتحدة في السودان وحشد إرادة القتال لدعم الجيش الذي يقاتل بلا حليف سياسي وبلا حليف خارجي وبلا سند إقليمي بينما المليشيا تتوفر لها المعلومات والزراع الإعلامي والمعلوماتي
وحتى سيوف البرهان التي تقاتل معه تم تجريدها منه وخير مثال مؤامرة الدكتور ابوهاجه وغدا يدقون طبول التفريق بين البرهان واقرب رجاله المخلصين كباشي والعطا والفريق الغالي وعقار وجبريل فهل يعي الرجل درس مدني الأليم جدا