نموذج للخيانة .. الهالك حميدتي (أبي رغال) السودان
قد تسألك نفسك تعجباً واستغراباً عن هذه الجريرة التي إقترفها صاحب هذا القبر الشقي دنيا وآخرة والذي تمثل به وذكره جرير حين هجا الفرزدق قائلاً :
إذا مات الفرزدق فأرجموه
كما ترمون قبر أبي رغال
ماذا فعل لتلاحقه تبعات جرمه وخطله حتى بعد موته وتنهال عليه لعناً ورجماً لتراب قبره فمن المؤكد أن الخطأ كبير والخطيئة مخزية.
هذا ال (أبي رغال) هو الخائن الذي كان دليلاً وقائداً ومرشداً لجيوش أبرهة الحبشي في طريقه لهدم بيت الله الحرام فقد استعان به هذا العدو الخارجي لعلمه بمسالك المنطقة ونشأته فيها خصوصاً وأنها معقدة التضاريس يتطلب الوصول إليها معرفة ودراية لا تتوفر إلا لأبنائها وسكانها.
رغم كل ذلك يا ليت العطاء كان على قدر الخيانة فقد وعد ببعير أجرب مقابل خيانته بلده وأهله ومقدساته فما أصغره في عين المشتري .
بعد أن رد الله كيدهم وقُتل أبي رغال صارت العرب ترجم قبره وتبول عليه وذلك في مرورهم نحو مكة لتأدية فريضة الحج فصار فعلاً وعادة مصاحبة لتلك الفريضة جزاء لخيانته.
الخائن حميدتي (أبي رغال) السودان وإن تباعدت بينه وبين سالفه الأزمان فقد شابهه في صفتي الغدر والخيانة إذ صار مطية لدول لها أطماع استخدمته دليل شر وغراب خراب مستعيناً بشراذم من عدة دول أجنبية لا رعت عهداً ولا راعت جواراً كشف بهم عورات بلده وروع بهم شعبه وسحل وقتل فقذف الله بغضه في قلوب الناس ونفوسهم فالخيانة صفة مستقبحة منذ الأزل نبذتها الأعراف والأديان السماوية والمجتمعات قديماً وحديثاً لأن النفس بطبيعتها تألف لمن تأمنه ، على نقيض ذلك نجد الوفاء وصون العهود وحفظ الجميل صفات مستطابة تألفها النفس وتركن إليها.
أبي رغال الأول فعل ذلك طمعاً في عطاء ورغبة في هبة لكن بم كان يطمع رغالنا هذا بعد أن أهدته أرض هذي البلاد ذهبها وخيرها فرد لها ذلك جحوداً ونكراناً .
الأول أراد خراب بلداً عامراً فكان الرد منصفاً فأصبحت خيله وفيلته مدبرة بعد أن كانت مغيرة فحفظ الله بيته سلوة وتلطفاً بأبي عبدالله حين قال (وللبيت رب يحميه) فنادراً ما ينتصر الباطل وإن بدا ذلك فللحق صولات وجولات .
أما رغالنا الوضيع هذا فقد روع شعباً آمناً وسلبه عيشه الكريم وأراد إستبداله بشراذم وشتات من جوار السوء فسخر الله قواتنا المسلحة سداً منيعاً وحصناً صامداً في وجه ذلك الخائن ومؤامرته هو وأسياده ومن شايعهم وتابعهم فقد أخبرنا الحق في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أن الله لا يهدي كيد الخائنين .
ختاماً نسأل الله أن يمكن لقواتنا المسلحة ويهبها توفيقاً وإعانة لغسل ما علق من ببلادنا من دنس هؤلاء المرتزقة وأن يعمها الأمن والأمان وما ذلك على الله بعزيز .
العزة والرفعة والمنعة لقواتنا المسلحة السودانية الباسلة