رسالة في بريد الدولة والأجهزة الأمنية .. أدركوا المجتمع قبل أن يتفكك

تقرير: خاص كواليس
مع استمرار الحرب على مليشيا الدعم السريع المتمردة ودخولها للشهر الثامن والتخريب الممنهج للمؤسسات الخدمية وعجز الدولة عن توفير الخدمات في مناطق مختلفة من السودان مصحوباً بالفشل الكبير لمنظمات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة في ادارة ملف الاغاثة مما خلق حالة من التضجر والإستياء وسط المواطنين في مناطق مختلفة خاصة بالعاصمة الخرطوم وداخل مراكز الايواء بالولايات.

عدم صرف الرواتب يضاعف الأزمة
ومما زاد (الطين بله) عدم صرف مرتبات واستحقاقات العاملين بالدولة لعدة أشهر وانعدام الخدمات في دور الإيواء مع قلتها.
لذا ضجت المساجد والزوايا والأسواق والطرقات بطلبات المساعدة وسط المواطنين الذين لا يجدون العلاج ولا الدعم مادي أو العيني الذي يعين الناس..

تسول بالأسواق
أصبحت الأسواق موقع للتسول وطلب الدعم والإعانة واصبحت أسر متعففة تطلب المساعدة في صفحات الفيس وقروبات الواتساب ومواقع السوشيال ميديا خاصة مع تطاول أمد الحرب ونفاذ مخزون الأسر التي هجرت من منازلها قسراً.

جاعت الحرة فأكلت من ثديها
وصل الأمر بالمواطنين مرحلة خطيرة جدا خاصة وأن بعض النساء أصبحن يتسولن ويطلبن يد العون ولو بمقابل هتك أعراضهن، فسبب الحوجة والعوز واستغلال ضعاف النفوس للأمهات المكسورات والمقهورات والبنات المستورات المحتاجات المعروفات بعفة اليد واللسان والكد والاجتهاد في العمل لكن مع ظرف الحرب (جاعت الحرة فأصبحت تاكل من ثديها).
وضاق الحال بالرجال واصبح الانكسار امام الناس في المساجد عقب الصلوات وفي التجمعات أصبح التسول لطلب للعلاج او سد رمق الأبناء الزوجات أو للعلاج ومن أسف فقد أصبح الأطفال الأبرياء يتجولون بالمنازل طلبا لما تبقي من طعام فقتلت براءتهم وضاعت احلامهم وطفولتهم واصبحت السيدات اللاتي تتجاوز اعمارهن السبعين عاما يحملن (الايسكريم) بالدرداقات وهن لا تستطيع اجسادهن حمل حمل كيس (الخضار) لكنها معاناة الأيام وانكسارات الظروف.. رغم ذلك يتسلط عليهن جبابرة التمرد وأحفاد هولاكو الجدد ويتم ضربهن بالسياط وتفتيشهن تفتيش شخصي لاخذ مابحوزتهن من مال واحيانا الضرب بسبب قلة المال الموجود لديهن!!

غياب الدولة
أثبتت الحرب غياب سلطان الدولة وضعف بنيتها وعدم اهتمام الولاة المدنيين بمعاش الناس، بالرغم من أن الأجهزة الأمنية نحجت في العمليات العسكرية وانجزت الأجهزة الامنية والإستخباراتية وجهاز المخابرات مهامها على الوجه الاكمل لكن فشل الدولة المجال الإجتماعي وعدم مراعاة الولاة والمسؤولين لظروف الناس
جعل المواطن يفقد الثقة في الدولة..

تساؤل مشروع؟!!
يتساءل المواطن هل تهتم الأجهزة الأمنية برصد تقارير معاناة ووجع وألم وانكسار الشعب في الخرطوم والولايات بنفس الاهتمام بالتقارير الأمنية والإستخبارية والعمليات العسكرية ؟
وهل تصل التقارير لصناع القرار في الدولة؟
من خلال افرازات الحرب أصبحت ضغوطات الحياة اكبر مهدد امني واستخباري واصبح التمرد يستغله ويستقطب به الكثير من الشباب بالمال والأسر بالمواد التموينية وحتي المسروقات بغرض التربح من تجارتها.

المطلوب من الدولة
نأمل أن تقود الأجهزة الأمنية والقيادات العسكرية عمل مجتمعي كبير وتبني دعم الدعم الأسر ومعالجة الاختلالات المجتمعية خلال الفترة السابقة من افرازات غلاء الايجارات في الولايات ومشاكل دور الإيواء واخفاقات توزيع الإغاثة، حتى يشعر المواطن بوجود الدولة ووقوفها معه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *