دون سابق مقدمات أعلنت الولايات الأمريكية المتحدة عقوبات على رئيسي جهاز المخابرات السوداني السابقين الفريق أول صلاح عبد الله قوش والفريق أول محمد عطا المولى ومدير مكاتب الرئيس السابق الفريق طه عثمان الحسين.
وعللت الولايات المتحدة الأمريكية القرار بتسببهما (قوش وعطا) في زعزعة استقرار السودان، أما مدير مكاتب الرئيس السابق طه عثمان الحسين فتعتبره أمريكا ، اليد اليمنى لحميدتي ومليشيا الدعم السريع المتمردة.
قوش جزاء سنمار وإحاقة المكر السيء بأهله
جاء قرار العقوبات الأمريكية ضد الفريق أول صلاح قوش مفاجئاً للجميع خاصة وأن الرجل يعتبر يد أمريكا وذراعها بالسودان، اذ شهدت فترة رئاسته لجهاز المخابرات السوداني نقلة نوعية في العلاقات الأمنية بين السي اي ايه(CIA) وجهاز المخابرات السوداني خاصة في ملف الإرهاب، ويتهم صلاح قوش بتسليم عدد من الاسلاميين الذين اتخذوا السودان كمأوي منذ أن كون عراب الإنقاذ الشيخ الراحل د.حسن الترابي المؤتمر الاسلامي الشعبي العربي وجعل الخرطوم مقراً وقبلة المستضعفين الإسلاميين من كل بقاع العالم..
تنفيذ مخطط الانقلاب على البشير
يحمل الإسلاميون صلاح قوش مسؤولية سقوط نظامهم ويعتبرونه المسؤول الأول عن سقوط نظام الإنقاذ إذ أن اللجنة الأمنية برئاسة إبن عوف لا تمتلك الجرأة على الخروج من بيت طاعة البشير بالإضافة لعدم امتلاكهم لأي علاقات خارجية أو سياسية كصلاح قوش الذي احتد مع مولانا احمد هارون نائب رئيس الحزب السابق وخالف توجيهاته في إجتماع سري وخاص مع عدد من الأحزاب قبل الانقلاب بيومين..
فيما أفادت مصادر خاصة بأن قوش إلتقى البشير مرتين في اليوم الذي سبق الانقلاب وطمأنه على استتباب الأمن في الوقت الذي وجه كان يخطط فيه للانقلاب وقام باعتقال اخوانه قادة الإنقاذ.. ولأن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله فقد غادر قوش كرسي السلطة تلاحقه اللعنات وأصبح طريدا بالقاهرة ومطلوباً للعدالة بالسودان.
جزاء سنمار
تعتبر العقوبات الامريكية على قوش بمثابة جزاء سنمار فالرجل اخلص للامريكان وأسس (السيسا) تجمع أجهزة المخابرات الإفريقية الذي ترأسه قوش وأسهم في معاونة امريكا وأوروبا في مكافحة الإرهاب وتشير المعلومات بأن عودة الرجل لرئاسة جهاز المخابرات بإيعاز من امريكا عبر صديقه الفريق الفاتح عروة الذي أقنع الرئيس البشير بإعادة قوش دون الرجوع لمؤسسات الحزب والتنظيم وأسهم الرجل بشدة في تحسين العلاقات بين السودان وامريكا التي زارها قوش كارفع مسؤول سوداني والتقى قادتها ومدراء مؤسساتها.
عداء مع حميدتي
للفريق صلاح قوش عداء كبير مع قائد مليشيا الدعم السريع (حميدتي) بالرغم من أن الدعم السريع أُنشأ في كنف هيئة العمليات التي أسسها صلاح قوش، وجد حميدتي ضالته في قوش عند سقوط نظام البشير ونجح في إبعاد قوش الذي كان يخطط للاستيلاء على السلطة، ولم يجد قوش الفرصة للاقتصاص من الرجل فلا البرهان وقادة الجيش يثقون في قوش ولا الاخوان الذين يقاتلون إلى جانب القوات المسلحة يطيقون سماع اسمه باعتباره المسؤول الأول عن سقوط حكمهم وضياع البلاد.
لذا فمن الصعب أن يدعم قوش الجيش أو مليشيا الدعم السريع وتعتبر العقوبات بمثابة اللعنة التي حلت على قوش.
محمد عطا ..تمومة جرتق واتهام لا يسنده منطق
لم تذكر المصادر تهمة للرجل الغامض الفريق أول أمن محمد عطا المولي الذي شملته العقوبات الأمريكية، خاصة وأن عطا يعتبر آخر سفير للسودان بأمريكا حتى لحظة سقوط نظام الإنقاذ ولم تبد أمريكا أي ملاحظات حوله حتى مغادرته ولم يمارس أي نشاط أمني أو عسكري أو سياسي بعد سقوط نظام الإنقاذ بل استعصم بتركيا ولم يظهر في أي محفل أو حتى وسيلة اعلامية، لذا فالعقوبات الأمريكية على عطا تعتبر إجراء لا يسنده منطق وبمثابة تمومة جرتق وزيادة عدد المعاقبين.
طه عثمان الجزاء من نفس العمل
لم يكن مستقرباً أن تفرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات ضد الفريق طه عثمان، فالرجل منذ مغادرته للقصر الجمهوري بعد أن مكث فيه لما يقارب العقدين من الزمان سكرتيراً ثم مديراً لمكاتب الرئيس البشير استطاع خلال تلك الفترة عزل الرئيس من التنظيم وإبعاده عن أهل المشورة وانفرد به بل وتسبب في إقالة وسجن صلاح قوش من رئاسة جهاز الأمن ومن مستشارية الأمن العليا، ليعود قوش ويطيح بطه ألى خارج القصر وخارج البلاد.
ويرى مراقبون أن طه يعتبر العقل المدبر لحميدتي وهو من وجهه بالاستقالة من مجلس ابن عوف الاستقالة التي كانت بمثابة (القندول الشنقل الريكة) إذ تسبب عدم قبوله لموقع نائب رئيس المجلس العسكري في إبعاد (لجنة الانقلاب) ابن عوف وقوش وعمر عبد المطلب وصلاح والطيب بابكر وكان طه قد زار الخرطوم سرا بعد الاطاحة بالبشير بأيام ويعتبر الرجل الذراع الأيمن لحميدتي فهو من قدمه وقربه من البشير وهو من سوق حميدتي للخليج والإمارات ويعتبر طه مهندس العلاقات الخارجية لحميدتي ومليشيا الدعم السريع المتمردة وصانع علاقاتها مع إفريقيا لما يتمتع به الرجل من نفوذ وعلاقات وقدرة على تطويع الأفارقة بالإضافة لعلاقاته المريبة مع الإمارات.
تعتبر العقوبات على طه جزاءً على ماارتكبه من جرم في حق الوطن.
المصائب يجمعنا المصابين
تعتبر العقوبات الأمريكية على الثلاثي قوش وعطا وطه عثمان بمثابة المصائب التي تجمع المصابين فثلاثتهم لا يطق الآخر وبين قوش وطه ماصنع الحداد وبين عطا وقوش (غير عامرة) فليس هنالك مايجمع ثلاثتهم غير العقوبات الأمريكية.