وكالات : كواليس
بات واضحا أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لن يتخلى عن سعيه للعودة للبيت الأبيض على الرغم من مشاكله القانونية المتعددة، علما أنه المرشح المفضل بالنسبة للجمهوريين، بحسب مقال نشرته مجلة نيوزويك (Newsweek) الأميركية.
وذكرت المجلة أن استطلاعا للرأي أنجز مؤخرا أوضح أنه في حال تنافس الرئيس الحالي جو بايدن مع ترامب في الرئاسيات المقبلة، فلا شك أن الغلبة ستكون للرئيس السابق.
وقالت نيوزويك إن ترامب يحرص في خطاباته على استخدام “رؤية مظلمة” للدولة يبرز فيها هو المنقذ الوحيد، فيوضح أن الولايات المتحدة دولة تشتعل فيها النيران بمباركة من الديمقراطيين وأسيادهم، ويؤكد دوما أنه لا توجد أولوية أعلى من تنظيف الشوارع مما يعكر صفو أمنها، والسيطرة على الحدود، ووقف تدفق المخدرات، وسرعة استعادة النظام في البلاد.
ولا يفتر ترامب يشدد على أن الولايات المتحدة تواجه أخطارا خارجية كبيرة، لكن بالنسبة إليه التهديدات الداخلية والتي يمثلها “المرضى والأشرار” هي الأكثر خطورة، على حد تعبيره.
وفي نظر نيوزويك، فهذه القناعات تهدد بحرمان فئات واسعة من الأميركيين من حق التصويت، كما أنها تنذر باستخدام مكتب التحقيق الفدرالي والجيش لمضايقة الخصوم السياسيين أو حتى سجنهم.
عفو ذاتي
وتقول المجلة إن الأولوية بالنسبة لترامب ستكون إصدار عفو رئاسي عن نفسه، وكذلك عن أفراد أسرته وأصدقائه وعن مؤيديه الرئيسيين، وبعدها سيعمل على تكليف مؤيديه بمناصب عليا، بدءا بالوزراء.
وبحسب المجلة، فإن ترامب وبمجرد إحاطة نفسه بالموالين في المناصب المهمة، سيشرع في إصدار سلسلة أوامر تنفيذية تهدف للتراجع عن أكبر عدد ممكن مما يعتبر إنجازات للرئيس بايدن.
أيضا، سيعمل على تعزيز سلطته والاجتهاد في تحقيق مزيد من السيطرة على مؤسسة الجيش، على الرغم من أن الدستور الأميركي يحظر على رؤساء الولايات المتحدة استخدام الجيش لتحقيق مآرب داخلية.
وذكرت نيوزويك أن ترامب سيبادر أيضا لإجراء عملية “تطهير” داخل وزارة العدل، وفي داخل مكاتب تنفيذ القانون بما فيها مكتب التحقيقات الفدرالي، وتنصيب قيادات يمكن أن تحقق مع المعارضين الديمقراطيين.
إجراءات خارجية
خارجيا، تقول المجلة إن ترامب وبمجرد تشكيل حكومته، قد يستأنف تهديداته بالانسحاب من حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، وإنهاء الالتزامات ضد الحلفاء في جميع أنحاء العالم بما فيهم اليابان وكوريا الجنوبية، إلى جانب اتخاذ مواقف أكثر صرامة من الصين.
ونقلت المجلة عن خبراء سياسيين واقتصاديين قولهم إن ترامب سيعمل على اتباع سياسة مزيد من التخفيضات الضريبية، واستعادة تدفق رأس المال إلى المجتمعات المنسية في الولايات المتحدة، كما أنه قد يتمكن أخيرا من بناء جداره مع المكسيك لمنع تدفق المهاجرين غير النظاميين.
لا بيئة
وفيما يخص البيئة، يقول الخبراء الذين تحدثوا لنيوزويك إن ترامب سيلغي جميع التزامات الولايات المتحدة بشأن المناخ، وسيفتح الباب أمام التنقيب عن النفط واستخدام الفحم، وسيوقف الإعانات والإعفاءات الضريبية للسيارات الكهربائية ومبادرات “الطاقة الخضراء”.
كما سيعمل ترامب على جعل التصويت الانتخابي مقيدا وغير مريح.
كرسي الحكم
إلى جانب كل ما سبق، سيبحث الرئيس الأميركي السابق عن إمكانية للبقاء لأطول مدة في السلطة، على الرغم من أن الدستور الأميركي ينص على أن ولايته الثانية -إن فاز بها- ستكون الأخيرة بالنسبة له، وأي تعديل دستوري يتطلب موافقة مجلسي الكونغرس، أو عقد مؤتمر لمناقشة الأمر شرط أن يطلب ثلثا الولايات الأميركية تنظيمه.
وذكرت المجلة أن أي سيناريو لتعديل الدستور بشكل غير تقليدي يجب أن ينطوي على حدوث “اضطراب ما” يؤثر على العملية الديمقراطية، كإعلان حالة طوارئ وطنية يدعمها الجيش، حيث يتم تعليق نتائج الانتخابات الجديدة أو إلغاؤها بسبب تزوير مزعوم.