كثيرا ما كتبت منتقدا الفريق ياسر العطا ، كثيرا ما هجوته عندما كان آيقونة للجنة اللصوص التي ارتبط اسمه بها في العهد الغابر ، وقتها وللأسف ترافق اسمه مع أبأس خلق الله أناسا ؛ وأكثر المخلوقات انحطاطا (وجدي صالح ومحمد الفكي سليمان، وصلاح مناع) ..!!
سيظل هذا التاريخ نقطة سوداء في حياة الرجل ، برغم أنه قد كفر عن هذه الخطيئة بثلاثة مواقف يحفظها له التاريخ وتتداولها الأجيال – أولها استقالته من تلك اللجنة سيئة الذكر ، وثانيها موقفه الشرس ضد تصريحات الرئيس الكيني روتو فقد انتقده بقوة وطالبه بأن يأتي بجيشه إلى الخرطوم..!!
أما الموقف الثالث. الذي يخلده التاريخ ويحفظه له الأجيال فهو موقفه الآن من الدور الإماراتي في القضية السودانية وحربها على السودان ، فقد وصفها العطا بأنها (دولة مافيا) ووصفها بدولة الشر ؛ صب عليها ياسر العطا جام غضب أكثر من ثمانية وأربعين مليون سوداني جميعهم غاضبون عن هذه الحالة الغريبة في التعامل مع الدول ..!!
عبر ياسر العطا في وقت صمت فيه قائد الجيش عن ممارسات غالبية الدول الداعمة للتمرد ، تحدث ياسر العطا في وقت العجز والانكسار ، تحدث فأوجز وأبان عندما شكر جمهورية مصر العربية الشقيقة فهي تستحق كل جميل ، نطق ياسر العطا كلمات من لهب في حق الإمارات ، فأصابت كلماته أعداء الداخل في مقتل ؛ وأدخل السعادة في نفوس كل شرفاء الأمة السودانية وعيشهم في حياة لم يعيشوها ؛ فقد فارقوا حياة العزة والكرامة منذ أبريل من العام ٢٠١٩.
♦️صفوة القول
تعبير ياسر العطا لامس مشاعر الأمة السودانية وجعلهم يشعرون بالأمل الجديد رغم الواقع البائس؛ جعلهم هذا التصريح يشعرون بأنه ما زال في هذه الأمة أعزاء لا يخشون إلا الله ويرجون من الله ما لا يرجونه من دول الشر مجتمعة ؛ أعاد ياسر العطا في أذهاننا بهذه الكلمات البسيطة معنى جديدا لأمة الأمجاد والماضي العريق ؛ فهي كلمة قذف بها على قلوب المشردين وعلى كل أولياء الدم الذين قتلهم السلاح والمال الخليجي ، فقد نطق حقا وتحدث عدلا وأرسل لهبا ؛ وأوحى إلينا بأنه لا يخش في الحق لومة لائم ، لذلك استحق منا الثناء وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.