…
خواطر حمار مذكرات صيغت بلغة طغت عليها روح الفلسفة وغلبت عليها النزعة الأخلاقية قامت بتأليفها روسية المولد فرنسية الثقافة الكونتيسة دي سيغور وقدمتها طبقاً شهياً لمأدبة المكتبة العالمية خواطر على لسان حمار ترجمها للعربية حسين الجمل،،وقلده في ذلك مجموعة من الأدباء والكتاب العرب فرفدوا المكتبة العربية ببعض المؤلفات على ذات الشاكلة.
على سبيل المثال:كتاب (يوميات حمار)) لمحمد السباعى ،، وكتاب ((عندما يتفلسف الحمار)) لمؤلفه أيوب الأيوب جاء في شكل قصة رمزية اجتماعية عبارة عن حوار بين الحيوانات ولم ينس الكاتب العملاق أن يغذيه ببعض الحكم الطريفة على شاكلة:((ثمة مثل إذا تفلسف الحمار مات جوعاً))٠٠٠
من الإنصاف أن نثبت أن تأثير خواطر حمار في الأدب العربي يعود إلى شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعر أبي العلاء المعري الشاعر العباسى المعروف صاحب خواطر حمار تناول في شعره العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية بطريقة ساخرة وعبقرية لم تخلُ منها دواوينه رسالة الغفران واللزوميات وسقط الزند..
توطئة تنتعش بها الذاكرة كلما قرأ المرء لحمير الصحافة السودانية (( النور حمد/ الحاج وراق/ مرتضى الغالي)) والأخير لي معه جولة شغلتني عنها الشواغل سنفرغ له بعون الله في قابل المواعيد،،
حالي معهم كحال ((إديث سيتول)) وهو يذهب إلى القول:(( إني صبور على الغباء لكن ليس على من يفاخرون بغبائهم)) ..
إقرأ لهم ستجدهم يصدرون ذات الأفكار الغبية رغم أن النتائج تأتي لغير صالح فكرتهم بل ضدها تماماً وبالرغم من ذلك ينتظرون دوماً نتائج مختلفة…
أقرب نموذج لذلك موقفهم من خصومهم الإسلاميين رغم أنهم ظلوا يدبجون مئات المقالات ضدهم إلا أنها تأتي دوماً ضد ما يشتهون.
طالعوا الرأي العام السوداني بات أكثر قناعة بخطل التصريخ والتصييح والتنمر ضد الإسلاميين فقد شاهدنا وسمعنا توجه غالبية أهل السودان إلى الاعتذار و إبداء الأسف الطويل لذهاب الإنقاذ ورموزها بعد أن أدركوا حجم المؤامرة التى سيقوا إليها وانتهت بهم إلى جب التشرد ومفازة الخسف ومغارة الهلاك…
لست في شك من أمري بأن العبقري أينشتاين كان يعني مثل هكذا جهل وغباء وسماجة وهو يردد:(( الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة ))٠٠
هؤلاء الحمير ينتظرون من كتاباتهم ((الدهرية)) هذه أن تغير من الواقع السياسي شيئًا كبيرا بالقضاء على حركة الإسلام فإذا بالناس يكتشفون أنه ليس هناك من هو مؤهل برموزه وقادته وكسبه وتنظيمه وتنسيقه وعلاقاته غيرها..
حتى الاتحاد الإفريقي الكيان البائس المنحاز ضد الإسلاميين بات أكثر قناعة بعسر هضم فكرة إقصائهم في المرحلة القادمة فاتجه إلى تغيير مساره بضرورة إنتاج عقلاني لا يستثني أحداً من المعادلة السياسية أو المشاركة القادمة بعد أن قرأ أن تلك إرادة الشعب السوداني الذي يتوق الآن لجمع الصف وتوحيد الإرادة للقضاء على المليشيا المتمردة وتقديم قادتها لمحاكمة عادلة تنتهي بهم للاعدام أو السجن المؤبد مصير كل طاغية جبار باطش جهول…
أمام ذلك لن يكون في وسع هؤلاء الحمير إلا الخروج من التعبئة السالبة ضد الخصوم بعد أن افتضح أمر تلك الشعارات الخداعة التي أضحت سلعة بائرة يصعب تسويقها وهي تنتهي بهم إلى مصطلح يهدم كل ما بنوه من أحلام فالعالم اليوم يقف على عتبة:((الديمقراطية المنحرفة)) مدخل طبيعي ومرض لحديث عن توجه سيدتهم أمريكا التى بدأت أقرب من أي وقت مضى إلى دعم الحكومات العسكرية في العالم وغض الطرف عنها مثلما يحدث الآن في النيجر ومالي وبوركينا فاسو فالحديث ذو شجون و له بقية..
إلى ذلك الموعد يجدر بي أن أذكر هؤلاء الحمير بأمرين:
الأول: الاختلاف بين الحمار والمستحمر الأول خلقه الله والثاني اجتهاد شخصي و نظرًا لاجتهادكم فقد استحققم اللقب بجدارة ((مبروك عليكم))..
الثاني : نرفض أن الإساءة والتهكم على أحد إلا إذا تمادى في ازدراء الحركة الإسلامية ورموزها فهذا بالنسبة لنا خط أحمر ممنوع الاقتراب منه ومن يقترب يحترق..
مرتضى الغالي: ((والله العظيم ما نسيتك))٠٠٠
عمر كابو