تقرير هيثم محمود
بعد هزائمها المتتالية في الخرطوم خططت مليشيا الدعم السريع المتمردة لنقل الحرب لدارفور ونجحت في احتلال مدن نيالا وزالنجي والجنينة بعد ان قاتل أبطال الغربية قتالا مستميتاً حتى نفذت ذخيرتهم ثم انسحبوا من نيالا للفاشر.. أما فرق زالنجي ونيالا فقد ظلت صامدة تقاتل المليشيا لأكثر من 6 اشهر مستمرة حتى أحكمت المليشيا حصار المدينتين بعد أن جلب المتمرد عبد الرحيم دقلو المرتزقة والماجورين من كل بقاع افريقيا..
فشل في اقتحام الفاشر
بعد أن أحكمت المليشيا المتمردة سيطرتها على مدن دارفور الثلاث توجهت صوب مدينة الفاشر وحاولت حصارها إلا أن الضربات المحكمة لسلاح الطيران وتماسك الجبهة الداخلية لمدينة الفاشر واستنفار آلاف الشباب المجاهدين وانضمامهم للقوات المسلحة والاستعداد الكبير للجيش وموقف الحركات المسلحة التي وضعت يدها مع الجيش بعد ان اتحدت جميعاً ضد مليشيا الدعم السريع المتمردة، وذلك لرمزية الفاشر التي تمثل عاصمة إقليم دارفور الذي تحكمه الحركات المسلحة، ونسبة لأن فاشر السلطان رمز للحركات وسقوطها يعتبر مؤشر لضعف الحركات لذا اتحدت جميعا للدفاع عن المدينة.
من جهة اخرى فإن هجوم المليشيا للفاشر سيقطع عليهم خط الإمداد الرئيس في مدينة أم جرس التشادية التي تعتبر امتداد لمعظم مكونات الحركات المسلحة، والهجوم على الفاشر سيجعل تشاد تتراجع عن موقفها الداعم للتمرد خاصة بعد التململ والدعوة للتظاهرات من قبل أهالي أم جرس ضد استغلال المطار من قبل الامارات لدعم المليشيا التي لهم معها ثأرات.. بالإضافة الأواصر الممتدة بين معظم مكونات الحركات المسلحة وتشاد.
الضعين الوجهة القادمة للمليشيا
بعد فشل المليشيا المتمردة في اقتحام مدينة الفاشر نتيجة لعوامل مختلفة أهمها الخسائر الكبيرة التي تلقتها على تخومها والاشتباكات الكبيرة مع الجيش والحركات المسلحة، تحركت مليشيا الدعم السريع المتمردة مسنودة بمرتزقة غرب إفريقيا صوب عاصمة الرزيقات الضعين وارتكزت في منطقة (أم ورقات) 60 كيلومتر شمال غرب الضعين بالقرب من طريق السكة حديد وتمركزت في المنطقة.
باعتبارها عاصمة لمليشيا الدعم السريع المتمردة ظلت الضعين حالة إستثنائية طيلة فترة الحرب ولم تشهد أي اشتباكات سوى بعض المناوشات القليلة، ويرجع ذلك لعدة أسباب أهمها الاستعداد الكبير للفرقة 20 الضعين وموقف قائد الفرقة الواضح بالإضافة للمبادرة والوساطة التي قادها ناظر الرزيقات مادبو والتي أفضت لعدم الاشتباك بين الجيش والمليشيا، بل ذهب الناظر لأبعد من ذلك إذ تمكن من إعادة سيارة تتبع الجيش نهبتها المليشيا وسلمها لقائد الفرقة.. واتخذ الناظر عهدا بأن لا تكون الضعين مسرحاً لأي احداث.
المليشيا ترفض الإتفاق
بعد وصولهم لمنطقة (أم ورقة) أوفد ناظر الرزيقات وكيل الناظر الفاضل سعيد مادبو للحوار مع المليشيا ومنعها من الهجوم على الضعين لعدة أسباب أبرزها العهد الذي قطعه الناظر مع القوات المسلحة، والحفاظ على هيبة ومكانة النظارة وتجنيب مجتمع الرزيقات الحرب وويلاتها.
طريق مسدود!!
لم يجدي الحوار مع العقيد قائد المليشيا الذي قال انه تلقى تعليمات مباشرة من عبد الرحيم دقلو بالهجوم على الضعين وقال لوكيل الناظر إنهم في حل عن أي اتفاق للناظر مع الجيش.. بل وذهب لأبعد من ذلك بأن طالب القوات المسلحة في الضعين بالتسليم!!.
إنشقاق داخل المليشيا
محاولة هجوم المليشيا المتمردة على الضعين تسببت في إنشقاق كبير داخل صفوف المليشيا إذ ترفض معظم قيادات وقوات الدعم من أبناء الضعين أي هجوم على مدينتهم التي أصبحت مأوى لكل أهلهم في الخرطوم ونيالا والفاشر بالإضافة لآثار الحرب من قتل ونزوح وتدمير للبنية التحتية وعمليات النهب والسلب التي تصاحبها، ورؤيتهم لما آل إليه الحال في نيالا والجنينة.
بالإضافة لموقف الرزيقات الصعب حال وقوع الحرب وعدم وجود منطقة آمنة للنزوح إذ يصعب النزوح لنيالا التي سقطت في يد المليشيا وتعاني حالة من السيولة الأمنية وكذا يصعب النزوح لمدن المعاليا (أبوكارنكا وعديلة) ومابين المعاليا والرزيقات ثأرات قديمة لم تجد معها حوارات الصلح بالإضافة لمنطقة دار حمر التي أصبحت عصية على مليشيا الدعم السريع طيلة فترة الحرب إذا استنفر أهلها أكثر من 14 ألف مقاتل يرفضون دخول المليشيا لاراضيهم.
إصرار العقيد قائد القوة المكلفة بالهجوم على الضعين تنفيذاً لتعليمات عبد الرحيم وأسرة دقلو سيضع نظارة الرزيقات في امتحان صعب.
استعداد كبير للجيش
الأنباء الواردة من الضعين تؤكد أن الفرقة 20 بالضعين اكملت استعداداتها للمواجهة واستلم الجيش دفاعاته وأعلن كامل الجاهزية للمواجهة ومن المتوقع تحليق الطيران خلال اليوم في سماء الضعين..
الناظر يدعو لمظاهرة ضد الحرب
بعد تعنت المليشيا وإصرارها على الهجوم تفيد معلومات مؤكدة بأن الناظر مادبو دعا المكونات السكانية بالضعين للخروج في مظاهرة بالضعين تندد بالحرب وترفض أي اشتباك بين الجيش ومليشيا الدعم السريع المتمردة.
السؤال المهم
ترى هل سينفذ المتمرد عبد الرحيم دقلو برعونته المعروفة رغبته لتعزيز مجد ال دقلو على حساب تاريخ مادبو ونظارة الرزيقات ؟
وهل سينجح في إحتلال الضعين؟!
الساعات القليلة القادمة كفيلة بالإجابة!!.