ستبدأ مفاوضات جدة بتنازلات خطيرة من الفريق البرهان ومستشاريه المقربين .. تنازلوا عن تسمية الوفد كممثل لحكومة السودان ليجلس ممثلاً للجيش السوداني مقابل وفد يمثل (الدعم السريع) الذي أصدر مجلس السيادة قراراً بحله !!
الفريق البرهان والمجموعة المحيطة به وافقوا علي استبعاد السفير عمر صديق حتى لا يكون الوفد ممثلاً لحكومة السودان وتمت احالة السفير عمر صديق ليكون خبيراً ضمن وفد الجيش ليقابل في الطرف الآخر صحفي من الدرجة الثانية اسمه نزار سيد أحمد كل عمله سابقاً بصحف المجهر السياسي ، الانتباهة ، الأخبار قبل أن ينتقل للعمل ضمن طاقم إعلام مليشيا الدعم السريع وليتحول بأعجل ماتيسر إلي خبير تفاوض !!
تجريد وفد حكومة السودان من هذه الصفة المهمة يأتي نزولاً على ضغوط رهيبة ودخان كثيف أثارته كلاب صيد مليشيا التمرد وداعموها الدوليون والإقليمون .. هذه الضغوط نجحت في اثناء الفريق البرهان عن تشكيل حكومة تقوم بتسيير دولاب الدولة وقد أكملت الجهات الفنية التي وافق البرهان علي تشكيلها ، أكملت مهمتها في ترشيح كفاءات وطنية متميزة للحكومة الإتحادية وولاة الولايات وكبار التنفيذيين بالدولة .. لكن البرهان أغلق الترشيحات في درج مكتبه ببورتسودان وقال للمحيطين به إن تشكيل الحكومة سيكون بعد التحرير الكامل للخرطوم !!
من المفارقات الحزينة أن وفد القوات المسلحة والخبراء معه سيجلسون للتفاوض مع ممثلين لمليشيا التمرد في أعمار أبنائهم !! .. وأعني بذلك فارس النور (الكوزالسابق) والقوني شقيق حميدتي والصحفي نزار سيد أحمد .. ووفد هؤلاء الشباب المتمردين يكشف طبيعة و (قاب) أزمة القيادة في صفوف مليشيا التمرد ..
الفريق البرهان والمجموعة المحيطة به وافقوا على عدم الإشارة إلي أن المفاوضات المستأنفة ستبدأ من حيث انتهي التوقيع السابق بإلزام مليشيا التمرد بالخروج من منازل المواطنين وكافة المرافق المدنية .. مفاوضات جدة في نسختها الجديدة ستبدأ من حيث الضغوط السعودية الأمريكية والتي تميل لترجيح كفة مليشيا التمرد ..
نقطة إيجابية في بداية المفاوضات ينبغي التعاطي معها بحذر وفيها أن المفاوضات ذات طبيعة عسكرية وأمنية وسياسية .. الحذر المطلوب هنا هو أن المفاوضات السياسية ستأتي لاحقاً .. وفيها ربما تتم التضحية بالقوى والأحزاب الوطنية التي وقفت بصلابة في وجه عصابة الخراب السياسي ومجموعة عملاء المخابرات العالمية والتي تمثلها بقايا شتات قوي الحرية والتغيير ..
التنازلات التي قدمتها مجموعة البرهان وفقاً لما أظهره ملخص الوساطة السعودية الأمريكية يعطي مؤشراً لتنازلات قادمة ستكون قطعاً لصالح قحت ومليشيا التمرد ..
نقول هذا ليس من باب التجني ولا التشاؤم .. لكن جواب البرهان في مراحل كثيرة كفانا عنوانه .. ومع هذا دعونا ننتظر .. ثقتنا أن دماء الشهداء الذين تصدوا بجسارة لمليشيا وعصابات التمرد لن تروح هدراً بإذن الله الواحد الأحد ..