تتميز الحرب السيبرانية بأنها حرب تخاض في الحواسيب بعيدا عن ميدان المعركة والأسلحة التقليدية، ولا تحتاج إلا إلى لوحة مفاتيح وحاسوب متصل بالإنترنت، وتعتبر حرب منخفضة التكلفة، كما أنها تفصح عن مستقبل الحروب في العالم.
ويبدو أن الحرب العسكرية التي اندلعت بين موسكو وكييف في فبراير/ شباط الماضي، لم تكن هي البداية الفعلية لهذه الحرب، فحسب الخبراء فإن الحرب انطلقت بين الدولتين فعليا عام 2015، وكانت حينها على النطاق السيبراني.
ويحدد الخبراء 3 مستويات للحرب السيبرانية بين روسيا وأوكرانيا، الأول يعمل وفق إستراتيجية تعطيل الخوادم من العمل عبر غمرها بطلبات هائلة للدخول على موقع محدد خلال وقت قصير يفوق طاقة تحمل الموقع.
والمستوى الثاني الأخبار الكاذبة الذي من خلاله يتم اخترق الموقع ونشر أخبار كاذبة أو مغلوطة أو تغيير المعلومات التي تظهر على الشاشة لتضليل الناس وجعلهم يعتقدون بصحتها، أما النوع الثالث فهو الأخطر لأنه يعتمد على تدمير ومسح المعلومات التي على الشبكة، مما يؤدي إلى منع الأشخاص إلى الوصول إليها.
ويقول الخبير في مجال الأمن السيبراني كريم العموري إن إسرائيل أخطر دولة تمتلك هذا النوع من الجيوش التي تعمل على تدمير المواقع، وتعتبر الدولة الأولى عالميا، ويأتي في الدرجة الثانية كل من روسيا والولايات المتحدة، ولدى الدولتين أجهزة استخباراتية متخصصة في الحرب السيبرانية، ولم يستبعد أن تكون الحرب العالمية الثالثة سيبرانية.
وشبه الخبير في إدارة المخاطر والأمن السيبراني الحرب السيبرانية بالحرب النووية، لقوتها في تدمير البنية التحتية الرقمية للدول، مضيفا أن الخبراء يصفون الاستخدام المفرط للتكنولوجيا في الهجمات السيبرانية بـ “يوم القيامة” لأنها ستؤثر على كل مناحي الحياة.