انشأت منطقة البحر الأحمر العسكرية عدد من القواعد البحرية على الساحل السوداني، ولكن اهمها في تقديري “قاعدة ابو عمامة”، التي افتتحها امس قائد القوات البحرية اللواء ركن “محجوب بشرى”، تلك المنطقة التي تحيط بها المطامع الأجنبية،، ضابط برتبة نقيب قال لي امس: “لو جات ذبابة حايمة بهن نحن بنقبضها”.
(780) كيلو متر هي مساحة الساحل السوداني، تُحكم منطقة البحر الاحمر العسكرية قبضتها على كل المياه الاقليمية السودانية، أسلحة متطورة، جنود وضباط كالنحل يعملون ليل نهار، زيارات متكررة يقوم بها قادة الجيش الى تلك القواعد تُشير بوضوح الى اهتمام مفرط بذلك الساحل، ذي الأهمية الاستراتيجية للسودان وجواره الاقليمي.
العيون الساهرة نجحت في القبض على كل محاولات المليشيا في تهريب السلاح والذخائر عبر البحر الأحمر، وجدت عدداً من القوارب التي لا تشبه قوارب الجيش، استفسرت عماهيتها، كانت المفاجأة بأنها قوارب صيد يستخدمها القراصنة والمهربين كانت تحمل شحنات سلاح قادمة للمليشيا من الساحل اليمني.
منطقة “ابوعُمامة” الساحرة، كنت أنظر بعيون الدهشة لتلك الخلجان الرائعة والصيادين على الشاطئ، سحنات البجا المميزة، ترحابهم الجميل، عند وصولنا الى المنطقة سرعان ما احتشد اهلها بشكل عفوي لإستقبال قادة الجيش، احد المواطنين بحث عني بين الجمع ليخبرني برغبة الشباب في الانضمام لمعسكرات الاستنفار الشعبي، وحملني مطالبهم بضرورة فتح معسكرات بالمنطقة لكي يساهموا في حراسة الساحل.
خلال مُرافقتي امس للوفد العسكري الذي يضم قائد منطقة البحر الاحمر لواء ركن “محمد عثمان، قائد القوات البحرية السودانية لواء ركن” محجوب بشرى “، قائد الفرقة (101) بحرية لواء ركن” ابوحسبو “، والذي افتتح قاعدة” ابوعمامة “وتفقد عدد من القواعد البحرية حتى” اوسيف “، اكتشفت لأول مرة حجم امكانيات وقدرات القوات البحرية السودانية، انه أمراً باهراً حقاً، ان يتملك الجيش السوداني هذه الامكانيات وهؤلاء الرجال الاوفياء العظماء، كنت أن أنظر بعيون الغبطة للقوارب المقاتلة، والضباط المحترفون الذين اجابوا على كل اسئلتي.
ساحل البحر الأحمر السوداني، هو كنز السودان المفقود، مساحة شاسعة، مراس طبيعية، طبيعة ساحرة، لم يستفد الشعب من هذا الساحل مطلقاً، فأهل المنطقة يرزحون تحت نير الفقر وانعدام الخدمات، اغلب المناطق تفتقر لخدمات المياه، الكهرباء والصحة، رغم محاولات منطقة البحر الأحمر العسكرية في توفير قدر من المسؤولية المجتمعية، وخاصة مياه الشرب، حيث يحصل عليها المواطنون من مقرات الجيش.
على بعد كيلومترات من مدينة” اوسيف “الحدودية، توجد مباني مكتملة ومهجورة، يبدو ان جزءً منها قد طالته ايادي اللصوص، شيدت كمحجر صحي للمواشي، ولكن توقف المشروع دون تفسير لأهل المنطقة، كانوا يعلقون بعض الآمال عليه لتطويرها، خذلان عظيم يعيشه سكان ساحل البحر الأحمر، فهم يتكئون على كنز ثمين، ولكن حياتهم ك” العير في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمولا “.
هذا الساحل الممتد بامكانه ان يحدث نقلة عظيمة في اقتصاد السودان، ولكن يبدو ان العقول التي تدير الدولة الآن عاجزة عن انتاج افكار ومشروعات للاستفادة من خيرات بلادنا، دائما تلجأ للحلول السهلة وهي بيع مكتسبات امتنا للأجانب، بينما هناك رؤوس اموال وطنية، بإمكانها استثمار الساحل السوداني، والحفاظ على سيادة بلادنا.
محبتي واحترامي