هذا الشعب السوداني عظيم في نبله،، شامخ في عطائه،، عميق في إحسانه،، لا تنقضي عجائبه،، ففي وقت يسعى بعض من انتسبوا إليه في بذل الغالي والنفيس من أجل الظفر بالمرتبة الأولى عمالةً وخيانةً بلغت حد التباهي بها والتفاخر والتنافس عليها كما تفعل هوانات قحط ((الله يكرم السامعين))٠٠٠
هناك من أبنائه من اختصهم الله بقضاء حوائج الناس حببهم إلى الخير وحبب الخير إليهم أولئك بإذن الله الآمنون من عذابه يوم القيامة..
شق عليهم أن يروا أهل السودان الذين هاجروا إلى مصر فراراً من نار الحرب التي فرضتها دويلة النحس عليهم مستخدمة كلتا ذراعيها المشؤومتين الذراع العسكرية (مليشيا الجنجويد المتمردة) والسياسية (هوانات قحط) ،،شق عليهم أن يروهم أذلاء يتكففون الناس يسألونهم لقمة العيش ولحاف النوم وماء الشرب وجرعة الدواء فلم تطب أنفسهم أو تركن إلى الراحة إلا بعد أن يبذلوا ما وسعهم الجهد تسخيراً لعلاقاتهم وتواصلهم الحميم بالجهات الرسمية والشعبية التي يمكن أن تشكل مظان دعم ومساندة لهؤلاء المحتاجين…
بدأت الفكرة يسيرة فتقاسم الرأي والمشورة فيما بينهم ثلة من أبناء السودان الفضلاء الكبار العظام على رأسهم كل :—
الدكتور كمال حسن علي سفير السودان السابق بالقاهرة مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية : عظيم يتصف بالصفاء تؤانس فيه الوقار والسكينة وحسن الخلق ولا تملك غير أن تقول له سمعاًوطاعة بما منح من شارة القبول،، ذلك كان سبباً كافياً في أن تجتاز المبادرة الآفاق وتصل إلى قمة ما تصبو إليه كما سنفصل …
الدكتورة الوزيرة أميرة الفاضل ((الأممية)) التي نجحت في أن تمثل السودان خير تمثيل في الاتحاد الإفريقي: نشيطة طيبة القلب نقية السريرة تصدر دوماً عن حكمة وسداد ورصانة رأي،،مع قدرة فائقة في أن تقدر للخطو موضعها خشية أن تزل قدم بعد ثبوتها …
مولانا الدكتورة بدرية سليمان : ثالثة ثلاثة((الترابي وعلي عثمان محمد طه وبدرية سليمان)) لهم الفضل من بعد الله في نيل شرف إنجاز الثورة التشريعية التي شهدها السودان مذ العام ١٩٨٣ وحتى ٢٠١٩.. مامن دستور أو قانون أو لائحة أو مرسوم إلا وكانت لها بصمتها الواضحة فيه …فشخصيتها مثلٌ سائرٌ بين الناس في صدقها ونبلها وعاطفتها الجياشة للسودان الوطن حيث نفذ حبه إلى قلبها وتغلغل في سويدائه ..
بدرية سليمان وعبدالباسط صالح سبدرات صدقوا الإنقاذ الوطني فاستحقوا احترام وتقدير أهل الإنقاذ وسيأتي يوم أظنه قريباً لنحتفي ونحتفل بالذين صدقوها وأخلصوا لها صدقوني لن نختلف حينها في أن نقدمهم أئمة هدأة لجحافل الصادقين منا فجزاهم الله خيراً…
طالعت بالأمس تقريراً مفصلاً عن جهد هذه اللجنة العليا التي يقودونها وعلمت حجم الإنجاز الذي وصلوا إليه وأدركت حقاً محنة الإعلام الذي نعيش !!!
ففي وقت يبذل مثل هؤلاء الأصلاء جهداً خارقاً في مساعدة المحتاجين وإعانة المرضى وإيواء النازحين من مواطني السودان الذين وصلوا إلى القاهرة تأبى القنوات الفضائية الوضيعة إلا أن تفتح أبوابها مشرعة لمن يسيء إلى السودان وقواته وأهله وتعمى أن تعكس جهد هؤلاء الأطهار الأبرار ممن يخدمون مصالح أهل السودان دون من أو أذى ..
نظلم جهدهم المميز العظيم إن قلنا أنه بمقدورنا أن تحصيه كلماتنا فليكن حظنا من ذلك أن نؤكد أنهم استطاعوا أن يخترقوا الحواجز ويستقطبوا ما يسد رمق كل محتاج عزت عليه لقمة العيش حلالاً… فقد علمنا أنهم تفوقوا على أنفسهم في توزيع أكثر من عشرة آلاف ((كرتونة)) من الحجم الكبير حوت معظم ما تحتاجه الأسر كفاية لمؤنة الشهر أو يزيد…
تجاوزوا ذلك بفضل الله ولهم مساهمات معقولة عبر اتفاقيات مع بعض المشافي الكبيرة في القاهرة بأسعار في متناول اليد لمواطني السودان…
فيما يسعون سعياً حثيثاً وبتنسيق كامل مع سفارة السودان في معالجة وتذليل مشكلات الطلاب والطالبات الدارسين في مصر…
ملف الشباب حاضر في سلم أولوياتهم حيث تم وضع التدابير اللازمة لتوفير الملاعب الرياضية والمسارح التي تمكن الشباب من ممارسة أنشطتهم تحصينًا وتوجيهًا سليمًا من أي اختراق سالب يحاصر فئة الشباب في زمان صار الفراغ فيه من أكبر آفات النفس البشرية التي إن لم تنشغل بما ينفع تاهت وانحرفت إلى ميادين الجريمة والآثام والشرور…
بالطبع لن نغادر هذه المساحة قبل أن نحيي معالي السفير أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية راعي المبادرة فقد ظل الرجل يوجه ويدعم ويساند هذه اللجنة ولم يبخل عليها بوقته وتجربته وعلمه وعلاقاته ومكتبه…
ويمتد السلام والتقدير والمحبة لمعالي الدكتور عصام شرف رئيس المبادرة الذي ظل كل يوم يؤكد حبه لأهله شعب السودان ؛ فالرجل أعظم وأسمى وأشمخ من شكرنا حقًّا و صدقًا و تقصر أيدينا و تعجز ألسنتنا عن إيفائه حقه، فلندع الله أن يحفظه و يفيض عليه الرضا والعافية…
أخيراً واجب علي حتماً مقضياً أن أعتذر إلى الشعب السوداني من أننا قد قصرنا في حق هذه المبادرة الوطنية الخالصة التي أثبتت أن هذا الوطن عظيم في كونه قد أنجب مثل هؤلاء الأحرار الأنقياء الأتقياء الأطهار حفظهم الله ورعاهم داموا ودام الوطن فخور بهم وبأمثالهم…
عمر كابو