• يوم السبت هو اليوم المقدّس للديانة اليهوديّة عبر التّاريخ، وتعتبر إقامة شعائره من فرائض الديانة، وذلك لأنها مُدرجة ضمن الوصايا العشر. وأصلها مستمدّ من القصّة التوراتيّة حول خلق العالم، اذ تقول القصة ان الخالق خلق الكون كله في ستة ايام واستراح فيه في اليوم السّابع.
- أتاهم طوفان الغضب يوم سبتهم، فلم تنفعهم القبة الحديدية ولم تمنعهم حصونهم ولم يقاتلوا حتى من وراء جدر بنوها، شتات وقلوبهم شتى يملؤها الرعب والذعر مختبئين بمنازل المواطنيين او داخل حاويات القمامة، حيث مذبلة تاريخهم القمئ ونتن.
- وفى يوم السبت أعادت المقاومة الفلسطينية ذكرى اليوم السابع من اكتوبر 1973م، إذ أطلقت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عملية عسكرية غير مسبوقة ضد إسرائيل، شملت إطلاق آلاف الصواريخ وتسللا واقتحام مستوطنات، بينما قتلت بشكل اولى 300 وإصابة أكثر من 1590 و نحو 750 إسرائيليا في عداد المفقودين.
• عملية عسكرية واسعة وغير متوقعة قال عنها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لشبكة “سي إن إن” الأميركية “إن إسرائيل تعيش يوما صعبا تحصي فيه قتلاها وجرحاها، و أن حركة حماس تمكنت من شن هجومها برا وبحرا وجوا وأن نحو ألف مسلح تمكنوا من التسلل إلى الداخل الإسرائيلي”.
• واضاف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ” إن هناك أعضاء من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) داخل إسرائيل والقتال لا يزال مستمرا في الجنوب ،وإن الوضع في البلاد لا يزال بعيدا عن السيطرة الكاملة بعد هجوم حماس المفاجئ”. - اما رئيس الموساد السابق فكان أكثر فزعاً ورعباً واندهاشاً حين قال لـ”سي إن إن” ( لم نتلق أي تحذير من أي نوع وما حصل اليوم كان مفاجأة تامة، لم نعلم أن لديهم هذا العدد من الصواريخ ولم نتوقع أن تكون فعالة كما هي اليوم، أكثر من 3 آلاف صاروخ أطلقت من غزة حتى الآن وهذا أمر يفوق الخيال).
- نستشف من هذه التصريحات فى ظل الإجراءات وردة فعل الإحتلال بإعلان الطوارئ وإغلاق الأجواء واعلان حالة الإستعداد القصوى وإستدعاء الإحتياط …الخ ،ان حماس نجحت على الأرجح في القيام باستراتيجيات و وتكتيكات وإجراء تدريبات تجريبية من دون معرفة القوات الإسرائيلية، مما يدحض إسطورة وقوة الجيش الإسرائيلى وجهاز استخباراته “الموساد”.
- فيما. نقلت وكالة رويترز عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله” إن المجلس الوزاري الأمني المصغر وافق على تدمير القدرات العسكرية لحركتي حماس والجهاد، وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل مقبلة على حرب طويلة وصعبة فرضت عليها نتيجة لهجوم حماس القاتل، مؤكدا أن الهجوم بدأ فعليا وأنه سيستمر دون تحفظ أو راحة حتى تحقيق الأهداف”.
- من جهة أخرى ، قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية” إن هدف عملية “طوفان الأقصى” -التي أطلقتها المقاومة هو تحرير الأراضي الفلسطينية والمقدسات والأسرى، مشددا على أن كتائب عز الدين القسام أفقدت العدو الإسرائيلي توازنه في دقائق معدودة.وأكد هنية في كلمة متلفزة أن هدفنا واضح وهو أن نحرر أرضنا ومقدساتنا وأقصانا وأسرانا، هذا هو الهدف الذي يرقى إلى مستوى هذه المعركة ومستوى هذه البطولة وهذه الشجاعة.
- على المستوى القومى العربى والإسلامى فإن غزة اليوم تمسح عن الأمة عار الهزائم وعار السكون والهزيمة، وتضع العالم العربى والإسلامى امام محك وامتحان صعب خاصة المتماهون والمطبعون وحلفائهما وخادميها ، بحيث لن تكتفى اسرائيل بإجراء مباحثات او تشاورات او وساطات او اصدار البيانات التقليدية التى لن تشفى غليل إسرائيل كبيان الخارجية السعودية التى دعت إلى “الوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين، وحماية المدنيين، وضبط النفس” فيما يتعلق بالوضع المتصاعد بين الإسرائيليين والفلسطينيين* نتوقع هذه المرة أن تضغط إسرائيل نحو مزيد من الدعم والمساندة الحقيقىية بلا دبلوماسية أو مواربة فى حربها ضد الفلسطينيين ، وقد المح الى ذلك وزير الدفاع الإسرائيلى بشكل دبلوماسى وناعم “مبدئياً” حيث قال: “ندعو كل أصدقاء وحلفاء اسرائيل الى الوقوف معنا في محاربة الارهابيين وجماعة الاخوان المسلمون الارهابية.
- هذه المرة ليس كسابقتها ، فمعروف بأن الإعتقاد اليهودى بأن أهمية القتيل او الأسير مقدسة تفوق اهمية حياته وحريته ، ولاول مرة وبشكل غيرمسبوق يتم أس إسرائيليين بهذا العدد والتوعية ، مما يقوي من موقف المقاومة مستقبلا ، ويضعف الموقف الإسرائيلى ميدانياً كان أو تفاوضياً.
- واضح ان المقاومة الفلسطينية تربك الاحتلال بأساليبها وأدواتها المتطورة، فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وبشكل مباغت وتحت غطاء كثيف من الصواريخ، فاجأت (حماس)، الاحتلال الإسرائيلي بعملية عسكرية أطلق عليها قائد أركان المقاومة محمد الضيف اسم “طوفان الأقصى”.
- ففي ساعة مبكرة من صباح السبت، وهو يوم إجازة رسمية في إسرائيل، استيقظ سكان قطاع غزة على أصوات إطلاق رشقات كثيفة من صواريخ المقاومة، سرعان ما اتضح أنها للتغطية على حدث أكبر تمثّل في اقتحام عشرات المقاومين السياج الأمني من عدة محاور، واجتياح مستوطنات ومواقع عسكرية فيما تعرف بـ”مستوطنات غلاف غزة”.
- بدا لافتا التخطيط المحكم للمقاومة الفلسطينية باستخدام أساليب متنوعة برا وبحرا وجوا في تنفيذ مخطط معد له مسبقا، ووضع الناطق باسم حماس في غزة حازم قاسم هذه العملية من حيث توقيتها وما حققته حتى اللحظة في سياق “القدرة الكبيرة للمقاومة على الإبداع في اختيار التوقيت المناسب والفعل المباشر لأخذ زمام المبادرة”.
- توقيت العملية مرتبط بـ”التكتيكات العسكرية للمقاومة في سياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال بحق الأقصى والمسرى، فلم يعد مقبولا السكوت عن المشاهد اليومية لإجرام الاحتلال وقطعان المستوطنين في القدس وباحات المسجد الأقصى المبارك”.
- تغير من قواعد الاشتباك مع الاحتلال وتفرض قواعد جديدة، بالنظر إلى حجم الإنجازات التي حققتها المقاومة وستتضح تباعا، وحجم الخسائر الكبيرة لدى العدو”.
- لا نستبعد ردودا عنيفة لدولة الاحتلال إثر الضربة “الموجعة” التي تلقتها من المقاومة، نتوقع معها تدخل من مباشر من إيران وحزب الله ، وغير مباشر من تركيا ، مع تفعيل الجبهة الشمالية (لبنان) إلى جانب جبهة المقاومة في غزة”.
- المقاومين 8وهم يتجولون في شوارع مستوطنات غلاف غزة، ومشاهد الدبابات تحترق وجنود الاحتلال في قبضة رجال المقاومة، حدثا غير مسبوق وله ما بعده، سواء بالنسبة لإسرائيل أو المقاومة.
- لا شك بأن هذه التطورات ستخلط كل الأوراق في عالم تسيطر عليه وتديره الصهيونية العالمية ، وبشكل خاص السودان ودول جواره.
- الملاحظ بأن التمرد في الخرطوم كان يوم “سبت”، تزامنت معه هجمات صواريخ “غزة” على إسرائيل ثاراً لقتل الجيش الإسرائيلي لعدد من القيادات العسكرية والسياسية بعد إستهدافهم داخل منازلهم او سياراتهم بصواريخ موجهة، حينها إنشغل المتداخلين في الشأن السودانى وقل الضغط كثيرا على الجيش السودانى لصالح المتمردين ، بالدعاوى الزائفة ” ضرورة الهدنة وايقاف الحرب وفتح ممرات إنسانية” وبالتالى ساندت “غزة” الخرطوم بشكل غير مباشر.
- ومثلما حضرت “غزة” فى بدايات الحرب ، ها هى المقاومة الفلسطينية “حماس” تأتى فى النهايات والجيش السودانى متقدم ومُسيطر الوضع ضد تمرد ينتهج ذات النهج اليهودى من إجرام وقتل واستيطان لشتات عربى حليف لإسرائيل ومدعوم ومسنود من حلفائها فى الخليج وإفريقيا.
- لا شك.، بأن هذا الحضور وهذه التطورات لها انعكاساتها الإيجابية على مجمل الأوضاع في السودان ، من حيث تأثر المتمردين معنوياً بإعتبار إعتقادهم بأن “إسرائيل” ومن ورائها الإمارات بمثابة “حجاب او تميمة” تمنحهم الحياة والقوة والسلطة.
- لا شك بأن المحور الثلاثى المؤثر في حرب الخرطوم ، “الموساد ، الإمارات ، تشاد” فالموساد ، سيقل تركيزها على التمرد فى السُودان خصوصاً وأن كل الخُطط الرئيسية والبديلة الموضوعة كفاحاً مع مخابرات الإمارات لزعزعت الأمن والإستقرار فى السُودان على المدى الطويل والقصير ، فشلت بشكل فاضح ومكشوف اقليمياً ودولياً بشكل أحرج الدول والهيئات الأممية الموالية لها ، مما جعلها فى حرج امام الراى العالمى عبرت عنه بشئ من الإدانات والعقوبات الخجولة متجاهلة دعوة السودان بتصنيف ميلشيا الدعم السريع بالمنظمة الإرهابية .
- الامارات ، ستُواجه بمزيد من الإبتزاز الإسرائيلى السياسى والمادى لإعلان مواقف واضحة وصريحة ضد المقاومة الفلسطينية مع إتخاذ خطوات عملية وإجرائية، إضافة لدفع “الجزية”والدعم المالى للمجهود الحربى الإسرائيلى.
- بين إنشغال الموساد بالتطورات الأخيرة ، وحيرة وقلق الإمارات من الإبتزاز الإسرائيلى القادم سيواجه “ديبي الإبن” وسلطته فى إنجمينا، والتى حماها بالذهاب الى “تل ابيب” ، وعاد منها يتأبط السفارة الإسرائيلية ليفتتحها بعد اسبوع بحضور اول سفير اسرائيلى لدى تشاد وذلك.بغرض حمايته من المعارضة الداخلية والانقلابات المتكررة التى أغلبها يقف خلفها الدعم السريع.
- ومزيد من الغباء والجهل السياسى الكبير”لديبى الصغير” الذى توجه صوب أبوظبى الحائرة ، ليعود منها بثمن بيع السُودانوومعاداته ، (عكس والده الذى خبر واعترك السياسية الإقليمية الدولية وادرك مبكراً معنى معاداة السُودان ،فحافظ على علاقات متوازنة فوق الوسط توجت بقوات مشتركة على الحدود لحماية المصالح المشتركة).
- فبالتالى ستنشغل عنه الإمارات واسرائيل ويتركونه لقمة سائغة في فم المعارضة السياسية الداخلية المتصاعدة ، والعسكرية القبلية داخل الجيش بعد احالة أبناء الزغاوة واللديات لصالح قبيلة والدته “الفلاتة”.
- خلاصة القول ومنتهاه: –
- هل تتحقق نبؤة الشيخ أحمد ياسين التى أدلى بها للجزيرة الوثائقى ووافق عليه كبار حاخامات اليهود ، بأن اسرائيل لن تكمل عامها الثمانيين (1947-2027م)؟؟
- لم يتم استغلال هذه اللحظة الفارقة في تاريخ المواجهة مع الاحتلال، وتتحرك جبهات المقاومة الأخرى لإسناد جبهة غزة، فإن عملية “طوفان الأقصى” ستنتهي مثل غيرها من جولات المواجهة السابقة، وسيسجلها التاريخ بوصفها واحدة من “أنجح عمليات الكوماندوز في سجل النضال الوطني الفلسطيني.
- أهم لنتائج “طوفان الأقصى” تتمثل في ضرب الجبهة الداخلية للاحتلال وزعزعة الثقة في المنظومة العسكرية والأمنية، حيث أثبتت هشاشة هذه المنظومة عبر النجاح الباهر لبضع عشرات من المقاومين بأسلحة خفيفة في السيطرة على مستوطنات ومواقع عسكرية، انطلاقا من القطاع الصغير والمحاصر والمراقب على مدار الساعة بالطيران وبأحدث التقنيات.
- اختيار تاريخ العملية له دلالة رمزية لدى العمق العربي والإسلامي لارتباطه بانتصار أكتوبر المجيد، وكأن المقاومة تريد أن تستنهض الأمة من جديد وتذكرها بأمجادها.
- هذه العملية النوعية ونتائجها التي يبدو أنها ستصيب العدو بالذهول عندما يفيق من صدمته، ، المقاومة فرضت قواعد اشتباك ووقائع ميدانية جديدة، وقد نجحت في أن تعكس المعادلة القائمة منذ 100 عام بأن الاحتلال وحده هو من يفرض ويحدد قواعد الاشتباك.
- أن ما قبل السابع من أكتوبر لن يكون كما بعده، فاليوم هو يوم فارق في تاريخ الصراع، والمشاهد غير المسبوقة لهروب المستوطنين من غزة محيط،ستصبح اعتيادية، والمقاومة ستفاوض هذه المرة من موقف قوة ويدها هي العليا.
- على المطبخ الإستراتيجي السوداني” السياسى والعسكرى” إعادة قراءة هذا التطور والواقع الجديد ودراسته بشكل إستراتيجي بإستثمار الظرف المتغير وتوجيه التكتيكات لصالح الحرب في الوقت الراهن ، وبناء إستراتيجيات ما بعد الحرب على المدى الطويل،