كانت الأمطار الغزيرة غزوًا يوغنديًّا كامل الدسم صيف ١٩٩٥ وكانت كتيبة البراء بأميرها الفدائي البطل البروفيسور الزبير بشير طه ونائبه الفارس الجاسر ياسر الصديق والقائد العظيم الأسد الهصور والرجل الذاكر العميد ركن أحمد إبراهيم إزيرق ونائبه القائد الهمام الصامد الجسور عبدالكريم عبدالفراج وبقية الكوكبة من جواسر القوات المسلحة وأبطالها الجواسر المرعبين الشهيد النقيب الشامخ العالي المقتدي والبطل المرعب القضنفر جمال الشهيد والفدائي المرعب الفك المفترس محمد زاكي الدين والفارس الشجاع الهيبة والمهابة عبدالحكيم جعفر المهدي والشهيد الملازم الباسل هاشم والنقيب الوحش الشرس عماد محمد صالح رجال من بسالة وصبر وشموخ… كان التحدي الذي هو أمامنا أن نجيد جميع الأسلحة إجادة تامة ((كما قالها الكتاب)) وأرادها الصانع…القدر وحده الذي ساقنا إلى أن نكون ضمن كوكبة انتمت إلى المدرعات حيث اصطفت مجموعتنا في أحراش خور ((كارفيتو)) تنصت للمساعد حضرة الصول سيادتو الصيني رجل من جسارة ومهابة وصلابة يعلم خبايا المدرعة في مثل من صنعها.. يحدثك عنها حديث العارف الواثق الملم بالتفاصيل الدقيقة لها..كان أول الدرس يومها عن مميزات ((الدبابة)) أن أول ميزة لها أنها تمتاز بقوة الصدمة النفسية بما تدخله في العدو من خوف ورعب ومهابة لا تمكنه الصمود صبر ثانية لكثافة النيران التي تنبعث منها بحكم احتوائها على مجموعة من الأسلحة المختلفة بعيدة وقريبة المدى مع حماية كاملة لها حيث يحتاج تعطيلها إلى جسارة وفدائية من العدو…لا ننسى يومها قولته المشهورة أن من يملك المدرعات يمكن أن يقلب السلطة في ثانيتين فليس هناك سلاح يملك القدرة على مقارعة المدرعات ولذلك دوماً هي من تحسم المعركة…لن أبرح مقام معلمي سيادتو محمد أبوبكر ((الصيني)) قبل أن أثبت له فضلًا موثقًا كفارس من فرسان المدرعات الأشداء الأقوياء هو أن دبابة المتمردين التي تقف الآن في جبال سندرو بشرق الاستوائية هو من عطلها يوم رفض الانسحاب واتخذ قراره البطولي بعدم الانسحاب التكتيكي وبتوفيق من الله عز و جل ثم قدرة فائقة وبراعة عالية وجسارة وثبات تميز بها استطاع أن يعطل الدبابة الأولى بتنشين دقيق في ((جنزيرها)) ليحدث ذلك فيهم زلزلة و ربكة انسحبوا هروباً جماعياً لم يثبت منهم هوان واحد …تذكرت هذا الحدث وأنا أتابع التوجيهات الدقيقة من دويلة الإمارات العربية لمليشيا حميدتي بضرورة استلام المدرعات لأن استلامها يعني تحويل ميزان المعركة من هزيمة إلى انتصار في الميدان في نفس الوقت يعني استلام كامل مفاصل السلطة و سقوط الخرطوم بيد التمرد لا سمح الله..فلا يستغربن أحدكم هجوم المليشيا يومياً على المدرعات طوال (٣٨) يوماً خلون وحتى مساء الجمعة رغم هلاكهم بالجملة والذي فاق ((٢٣)) ألف جيفة ((عفواً فطيسة)) ومثلها من الجرحى ..لن يتركوها لأن هنالك توجيهات من الكفيل بضرورة الاستيلاء عليها حتى ولو فني كل الهوانات الأوباش و أبيدوا على بكرة أبيهم؛ فهم عند الإمارات أحط منزلة من الحشرات لذلك لا تأبه ((لنفوقهم)) يومياً بالآلاف..ولا تتأثر بحجم المعدات التي غنمها جواسر المدرعات المرعبون وكواسر الأسود…هناك نقطتان لم تتحسب لهما دويلة الإمارات في موضوع المدرعات الأولى: التموضع الجيد للمدرعات يصعب على أي جيش نظامي ناهيك عن مرتزقة أجانب الاستيلاء عليها و هذا الأمر أمسك عن التفصيل والخوض فيه لأسباب فنية وأمنية…والثانية: أن المدرعات عليها قيادة في صلابة وجسارة وثبات وفدائية الحطام اللواء الركن نصرالدين ونائبه الجساس اللواء ركن أيوب والأيهم الباطش اللواء الركن بكراوي ومنسوبي سلاح المدرعات المرعبين الجواسر يساندهم ((البراؤون)) رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً صبر في الحرب صدق في اللقاء جاؤوا المدرعات يحملون أكفانهم في أيديهم أفمثل هؤلاء يهزمون أو مثل هؤلاء يؤتى الوطن من قبلهم؟؟!!أيها الناس ستهاجم يومياً المدرعات وسيكون نصيب المرتزقة منهم ((الموت بالجملة)) والهلاك بالقطاعي فما من شبر في الأرض إلا وعليها يد أو قدم أو عين لمرتزق انفصلت عن جسده ورجع يقتله الألم حيث لا علاج ولا مشفى…نختم بأم البشريات أن معظم المنازل التي كان يقطنها هوانات الجنجويد حول المدرعات قد خلت منهم فور ظهور المجرم عبدالرحيم دقلو حيث بث فيهم ذلك شعور عميق بخيبة الأمل والإحباط بعد أن استيقن هلاك حميدتي من كانوا يعشمون في سلطانه وماله…أجزم حجم الانسحاب الذي شهدته الخرطوم أمس واليوم لا مثيل له…أيها الناس إن لله جنوداً من ((مدرعات)) فلا تنتظروا غير البشارة بانتصار يزلزل الدنيا ويعيد إلى الخرطوم أمنها واستقرارها وطمأنينتها خالية من التمرد و نذالة القحاطة ((الله يكرم السامعين))…