الانقلابات في أفريقيا ثورة شرفاء في وجه العملاء .. يوسف عبد المنان

دولة أفريقية رابعة تعزف فيها موسيقى الجيش إعلانا عن انقلاب جديد في غرب القارة الفتيه يطيح بحكومة مدنية فاسدة ولايابه العسكر لتهديدات الغرب التي أطلقها لتخويف شرفاء النيجر من خلال تجمع اقتصادي في أصله وسياسي في ممارسته لدول غرب أفريقيا التي تعرف اختصارا باكواس وفي وقت مبكر صباح اليوم يوجه الجيش في دولة الغابون أو( الجابون) ليس مهما فدول غرب أفريقيا تبدل حتى أسمائها كما يبدل قادتها احزيتهم القديمة بأخرى جديدة وقد أصبحت ساحل العاج كوت ديفوار وفولتا العليا أصبحت بوركينا فاسو يوجه الجيش( لطمة) موجعة لعملية سياسية صممت بما يرضي الغرب واستخدم فيها الغطاء الديمقراطي لتبرير هيمنة الغرب على موارد الشعوب الأفريقية بإعادة استعمارها بآليات جديدة وشخوص مصنوعة ومنزوعة الولاء للوطن
مايحدث في أفريقيا هل هو بداية لتحرر جديد من الاستعمار بعد أن تحررت الدول الأفريقية شكليا من الاستعمار بمعناه الكيميائي ولكنه استمر بما عرف بتوطين أنظمة يقودها نخب ممن لهم قابلية للاستعمار كما يقول المفكر الجزائري مالك بن نبي؛؛
تعتبر دولة الجابون من أغنى دول غرب أفريقيا من حيث الموارد وينتج الجابون نحو مليون برميل من النفط الخام الذي يعتبر من أجود أنواع خام البترول بل يتفوق من حيث الجودة على البترول الليبي ولكن الدولة صغيرة الحجم بعدد سكان نحو ٧ مليون نسمة سلط عليها الغرب طغمة فاسدة من السياسين وعصابات السرقة والنهب ويعيش الشعب الجابوني في مسغبة وفقر وتتعلق اماني الشباب بالهجرة للغرب ومغادرة بلادهم الغنية والقابلة للتطور وقد كتم الرئيس عمر بنقو أنفاس الشعب بشراء زمم الناخبين وتسلط عليهم حتى شاخ وكهل واورث ابنه الحكم بعد تدريبه في وزارات الخارجية والداخلية وجاءت الانتخابات الأخيرة بتكريس هيمنة ذات الشخصيات المصنوعة الفاسدة التي تحرص على نهب ثروات الشعوب لصالح الرجل الأبيض وإذا كان عسكر النيجر الشرفاء قد اطاحوا بالسياسين العملاء أمثال بازوم وفشلت محاولات تركيعهم فإن الفتق قد اتسع وعلى فرنسا مواجهة الواقع بشجاعة والاعتراف بأن الرهان على طبقة السياسين العملاء لم يعد مجديا في عالم اتسعت فيه معارف الناس
إذا كانت دولة النيجر هي خامس دولة في العالم تنتج اليورانيوم الذي هو أغلى من الذهب والبترول والماس والحديد فكيف تبقى ثالث أفقر دولة في العالم وكل الطاقة المستخدمة في مفاعلات فرنسا النووية لإنتاج الكهرباء من أراضي دولة النيجر؟
الانفعال الشعبي الذي يسود شوارع العاصمة النيجيرية نيامي لايمثل رغبة في توطين حكم العسكر وواد النظام الديمقراطي ولكنه يمثل صحوة شعب بحقوقه وموارده التي تنهب أمام أعينه من قبل طغمة من السياسيين الفاسدين وتعلقت امال الشعب في بزة عسكرهم لقيادة ثورة تحرير واستقلال جديدة ثم بعد ذلك العودة للنظام الديمقراطي بعد توعية الشعوب بحقوقها وإيقاف نهب مواردها والنظام الديمقراطي الذي جاء بمحمد بازوم المعتقل الان كان نظاما فاسدا اشتري من خلاله الغرب. ودولة الإمارات العربية المتحدة ذمم الناخبين في رابعة النهار ليأتي محمد بازوم وهو من أقلية عربية لاتزيد عن الخمسة في المائة من الشعب ومنذ وصوله السلطه عمد على تجيش بعض شعب النيجر ودفع به لحرب الشعب السوداني ونهب ثروته واغتصاب نسائه وحينما تهدد فرنسا بالتدخل العسكري والحصار والعقوبات فإنها لاتهدد من أجل إرساء قيم الديمقراطية حقا بقدر تهديدها من أجل حماية مصالحها المباشرة واستدامتها بواسطة حكام فاسدين وحتى ولو اجتاحت فرنسا نيامي وضربت شرفاء الجيش النيجيري وجاءت ببازوم على طريقة عملاء أمريكا في العراق وأفغانستان وعملاء السودان فإن بزرة التحرر الجديد التي بزرها العسكر الشرفاء في تراب القارة الأفريقية ستنبت قريبا جدا ثمرة جديدة وقد أدركت الشعوب في القارة الأفريقية أن منهج التبعية للدول الغربية التي افلست ونضبت خزائنها ودولة مثل فرنسا تعاني من الحصول على الطاقة والقمح وإسبانيا التي لاتملك اي موارد طبيعية ولاهي بدولة صناعية وإيطاليا التي افلست واليونان وغيرها من الدول الأوروبية في القارة العجوز حد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومحاولة الناي باقتصادها مع السير في ركب دول أضحت على مقربة من الإفلاس وقد تابع العالم بدهشة هجرة عصافير كرة القدم الأوروبية إلى المملكة العربية السعودية بحثا عن المال وركل المجد المعنوي ولاعبا مثل الفرنسي بن زيمه يهجر قلعة الريال البيضاء ليعيش في صحاري نجد وغبار يثرب من أجل المال وحتى الموهبة نيمار يرحل من نادي باريس الذي يملكه القطريون ليذهب حيث رغد العيش السعودي
إذا القارة الأوروبية العجوز تعيش حالة احتضار وهي التي إساءة التعامل مع المستعمرات القديمة لتأتي روسيا والصين والهند وتتوغل في القارة الأفريقية وتقدم نفسها للشعوب الأفريقية كدول تستثمر في الموارد الأفريقية بما يحقق المنفعة لكلاهما ويكتشف جيل جديد من ثوار أفريقيا أن التحرر الثاني قد ازف موعده وأكملت شروطه وإذا كانت أجيال من القادة الكبار الذين حققوا الاستقلال الأول في أفريقيا مثل أحمد بن بيلا في الجزائر وعبدالناصر في مصر وكوامي نكروما في غانا وأحمد سيكتوري في غينيا وجيليوس نايريري في تنزانيا قد وضعوا لبنة التحرر الأولى فإن جيلا جديدا أنجبته أفريقيا يقود الان ثورة التحرر الثانية من الاستعمار الغربي الذي لن (يرمي المنديل) سيقاوم مرة بالحصار وأخرى بالتدخل المباشر وثالثة بالعقوبات ولكن الوعي الأفريقي سيهزم الأطماع الغربية واستغلال الشعوب البيضاء لمن دونها من الشعوب
هذا لايعني مهادنة للعسكر ورغبة في توطين الحكم الدكتاتوري في القارة ولكن الديمقراطية مؤجلة حتى تتحرر البلدان من الاستعمار وتستعيد الشعوب حريتها من الغرب ويتحرر القرار الوطني ومن ثم العودة لحكم الشعب بعد فترات انتقالية قصيرة في مدتها كبيرة في معانيها ومقاصدها

                  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *