ما أن أشعل الهالك حميدتي حربه ضد الجيش والدولة السودانية حتى هبّ الإسلاميون زرافات ووحدانا للدفاع عن مكتسبات البلاد التي دمر المتمردون بنيتها التحتية ونهبوا ممتلكات الشعب واغتصبوا حرائره وسعوا لتغيير وطمس هويته.تقدم شباب الإسلاميين الصفوف وقاسموا القوات المسلحة البنادق والخنادق مقدمين أرتالاً من الشهداء- من خيرة شباب الحركة الإسلامية، لم يحاربوا من أجل دنيا يصيبونها أو للبحث عن سلطة يتسنمونها، لأنهم لو أرادوا الحرب من أجل السلطة لقاوموا عشية الخيانة حينما إنقلب إبن عوف وصلاح قوش على سلطتهم!!، وحينها لم يكن الهالك حميدتي قد حسم أمره بعد لأنه كان يتحسس موقعه ويتلقى الأوامر من سادته في الإمارات!!.
واهم من يصدق الترهات التي ظل يرددها أراذل قحت بأن الإسلاميين هم من أشعلوا الحرب- لأن راعي الضأن في بادية كردفان يعلم أن قحت حملت الهالك حميدتي حملاً على الحرب ونصبته حامياً للديموقراطية ونصيراً للإتفاق الإطاري المشؤوم- الذي هدد قادة قحت على الملا بتصريحاتهم المحفوظة في كل القنوات والصحف (الإطاري أو الحرب)!!.
للأسف حينما إشتعلت الحرب وتيقنوا من هزيمة المليشيا هرب قادة قحت كالنساء صوب العواصم الإفريقية وظلوا يمارسون العهر السياسي الذي اعتادوا عليه -يؤلبون العالم على تفتيت الجيش السواني بإعتباره (جيش الكيزان)، واستمروا في تحريض الدول والمنظمات الإقليمية والدولية على حظر الجيش وحصار السودان، وليس ذلك بمستغرب على من امتهنوا العمالة والإرتزاق وباعوا ضمائرهم بحفنة دولارات!!.
دخل الإسلاميون المعارك ودافعوا عن حياض الوطن بالدماء والأرواح والمال لأنهم من طينة هذا الشعب يتألمون لآلامه ويفرحون لأفراحه، ولأنهم وحدهم من أسهموا مع الجيش في حماية البلاد طيلة ثلاثة عقود ولأن حكومتهم أسهمت في بناء الجيش الذي صمد أمام جميع المؤامرات الإقليمية والدولية من لدن الأمطار الغزيرة مروراً بغزو خليل لأمدرمان وإنتهاءً بإنقلاب الهالك حميدتي.
استنفر الكيزان شبابهم الذين تقدموا الصفوف في قتال المرتزقة لأنهم يعلمون حجم المؤامرة التي تستهدف البلاد- وما الدعم السريع وشرذمة قحت إلا أدوات ورقع شطرنج في تنفيذ المخطط الذي يحاك ضد البلاد ويستهدف أرضها وإنسانها ووجودها!!.حملة شيطنة الإسلاميين التي تتبناها قحت عبر أبواقها المشروخة وأقلامها الرخيصة تسعى خلالها للوقيعة بين الجيش والإسلاميين -تارة بتسريب معلومات عن تواصل البرهان معهم وامتعاضه من مشاركة شباب الإسلاميين في المعارك وأخرى بإتهام البرهان وقادة الجيش بالخيانة وإظهار الدعم السريع منتصراً.. كل ذلك لإجبار الإسلاميين على الإنسحاب من المعارك والإنفضاض من حول الجيش لينكشف ظهره ولكن أنى لهم ذلك.
الإسلاميون يعلمون تماماً بطء وتردد البرهان الذي جعل نيران رشاشات ومدافع الهالك حميدتي تصل لغرفة نومه، ويعلمون أكثر من غيرهم خوف البرهان من المجتمع الدولي وصمته المريب عن ممارسات المسخ فولكر والسفراء الذين انتهكوا سيادة البلاد حتى أشعلوا الحرب، ويدركون خوف البرهان وتوجسه منهم كتنظيم، ويعرفون تماماً حب الرجل للسلطة وتشبثه بالموقع ولكن ليعلم الجميع أن الإسلاميين يقاتلون الآن من أجل كرامة الوطن ويقفون مع قواته المسلحة، لا يهمهم لو كان على رأسها البرهان أو غيره فهم مشغولون الآن بمعركة الكرامة.. لا تلهيهم عنها ترهات المتمرد عقار ولا خطرفات قادة قحت فالحصة الآن جهاد لتحرير الوطن من دنس التمرد وبعد ذلك لكل حدث حديث!!.