بالرغم من أنه بلغ من الكِبر عتيا إلا أنه جاء يمشي متكئاً على عصاته، يسند بها عمراً مديداً من البطولات، كان يتأمل العرض العسكري لعيد الجيش “٦٩” في منطقة خشم القربة، فيمر أمامه طابور طويل من الذكريات، بدءاً من اللحظة التي التحق فيها بقوة دفاع السودان، في العام ١٩٤٥، بقيادة الجنرال الانجليزي سكونز، ثم حين ألقى التحية على البطل على عبد اللطيف وفرسان اللواء الأبيض، وعندما رفع الأزهري علم الاستقلال، وحين تقليد الفريق أحمد محمد الجعلي قيادة القوات المسلحة، كأول قائد سوداني، وغنى مع عشة الفلاتية كفاحاً (يجو عايدين) حين شاركت قوة من دفاع السودان مع الحلفاء في كرن ومن وراء كثبان الجليد، كل ذلك شهده الجندي السوداني داؤود حيمدو، وهو اليوم يشارك اليوم مع ابنه العميد ركن أحمد داؤود في احتفالات العيد الجيش بمدينة خشم القربة، متمنياً لهم النصر، ولكم تبدو الصورة التي تجمع الوالد والابن والأحفاد في هذه المناسبة صورة عظيمة ومؤثرة، جيل البطولات وجيل التضحيات، أو كلاهما، عناق بين الماضي والحاضر والمستقبل أيضًا.
تصوير. عزمي عبد الرازق