دكتور ياسر أبّشر يكتب خائنان أنجزا صفقة بيع وطن

اسمحوا لي أن أفيد أن مصادري الأمريكية أفادتني ، ومصادري في داخل القصر بالخرطوم أكدت لي أن كلاً من البرهان وحميدتي أتمّا صفقة بيع السودان .
نعم سادتي ، لقد أتمّا صفقة ، تُلقي بالوطن في سعيرٍ مُتّقدٍ وفتنة هوجاء. قامت الرباعية Quad بابتزاز الرجلين بحادثة فض الاعتصام . ثم طمأنتهم بتأمين حصانة ضد الملاحقة القضائية immunity from prosecution !!!البرهان وحميدتي في حالة رعب من موضوع فض الاعتصام والأرواح التي أزهقت فيه ، ولم يفوّت الغربيون هذه الفرصة فكانوا يهددونهما بالمحكمة الجنائية الدولية ICC وظلوا يستغلون تلك الحادثة ويبتزونهما بها دائماً . ولهذا وافقا على ما طُلب منهما بعد حصولهما على الحصانة من الملاحقات القضائية .
المؤسف أن البرهان يصرح أن القوات المسلحة انسحبت من العملية السياسية ، ثم يفاوض قحت سراً !!!
الصفقة التي يُروَّج لها ويسمونها ” تسوية ” وما هي بتسوية ، بل صفقة أمريكية سرية ، وحتى بلومبرج وصفتها بأنها Secret US-brokered ، واشتركت معها بريطانيا والسعودية والإمارات . نعم حتى السعودية والأمارات : كم صرفتنا يد كنا نصرفها ، وبات يملكنا ود سلمان وود زايد. هؤلاء الذين لم يسمعوا بالأحزاب والليالي السياسية والديمقراطية . يا للهوان . وقالت الصحف الغربية إن البرهان وحميدتي يفاوضان قحت الأولى ، بالطبع بعد التوجيهات من سادتهما، ثم ينكران علاقتهما بقحت لأنهما يعرفان أن الجماهير كرهتها بعد الدمار الذي ألحقته بالبلاد ، ولكن البرهان وحميدتي تهمهما سلامتهما . جرت معظم المفاوضات في مقر سكن البرهان نفسه ، وأكدها شهاب ابراهيم المتحدث باسم قحت الأولى لبلومبيرج . هذا وأضرابه تنطلق ألسنتهم للخواجات لكنهم بُكمٌ كَذَبة أمام أهلهم ، تحركهم عقدة النقص إزاء الخواجة والجهالة الجهلاء والضلالة العمياء والغي المُوفِي بأهله إلى النار . ما أحقر العملاء !!! .
والبلاد الأربعة تعرف أن السودان غني بموارده ، وهو في نقطة حاكمة للملاحة في البحر الأحمر ، إضافة لرغبة هذه البلاد في إبعاد كل من الصين وروسيا عنه. ولكل بلد من هذه البلاد الأربعة مطامعها وأولوياتها الخاصة بها في السودان ، وليس هذا مقام تفصيلها اليوم .
أما شُعب الصفقة فهي :
1/ عودة قحت المشهورة بأربعة طويلة مع تطعيمها ببعض الأشخاص من المؤتمر الشعبي وأنصار السنة ( جماعة السعودية ) لتشكيل حكومة ، ليتنسنى لهم وصف الصفقة – كما قالت الخارجية الأمريكية – بأنها قادت إلى تشكيل حكومة مدنية انتقالية شاملة inclusive civilian- led transitional government .
ووفقاً للصفقة ستُمكّن قحت الأولى – مرةً أخرى – من اختيار رئيس ورئيس وزراء وبالطبع الوزراء .
2/ اعتمد البرهان وحميدتي ما سمي ” دستور ” اللجنة التسييرية للمحامين المحلولة . هذا رغم الفضيحة التي كشفها عنه عضو التسييرية الاستاذ المحامي يحيى الحسين ، كون من تبناها جرى شراؤهم !! ورغم السُخط الجماهيري والرفض الذي لاقته في جوهرها وصياغتها .
أكدت الخارجية الأمريكية أن تلك الوثيقة/ الفضيحة هي التي قامت عليها مفاوضات الصفقة . فقط أضيفت إليها تعديلات تتعلق بالجيش .
3/ سيجرى تفكيك الجيش ، لكنهم سيختارون للعملية ( إسم دلع ) وهو ” إعادة هيكلة ” !!!
المعلومات المؤكدة التي لدي أن البرهان وحميدتي اتفقا على إنفاذ هذه الصفقة ، وفي سبيل ذلك سيخلص البرهان من كل ضباط الجيش والأمن الذين يخشى معارضتهم للصفقة. ستكون مجرة – لا سمح الله – تودي بكفاءات نادرة بذل السودان مالاً وجهداً وعرقاً لتأهيلها .
لم يتعظ البرهان بتجربة قحت التي جلبت الخراب والتباب للسودان . لم تكفه التجربة التي أثبتت فيها أحزاب قحت وناشطيها أنها بلا كوادر مؤهلة لإدارة أي مِرْفَق . لم يأبه بفسادها عبر لجنة التمكين المثبت بتقارير المراجع العام ، وفساد قادتها الذين تطاردهم التحقيقات . لم يكترث البرهان بالفقر وضيق المعاش الذي أحدثته قحت ويبكي منه الناس. لم يهتم البرهان بانهيار مرافق الصحة والتعليم والكهرباء والمياه .
قيادة السودان الحالية أبشع قيادة مرت على السودان . قيادة تقدم سلامتها ومصلحتها الذاتية ومصالح الدول الأخرى على الوطن ، لذلك أصبحت قيادة لا يزعجها تكاثر العملاء الذين يفخرون بالوقوف على أعتاب العمالة ” سفارة سفارة ” بكل جرأة وصفاقة .
المؤلم أن البرهان وحميدتي يلعبان بالوطن دون تفويض . والتفويض هو المؤهل. ثم إنهما يخفيان أخطر صفقة في تاريخ السودان عن الشعب ويجريان تفاوضها سِرّاً مع أحزاب أقلية وناشطين ودول كل تاريخها الهيمنة وتدمير البلاد التى مكّنها منها أمثال أحمد الجلبي .
المثير للعجب أن رجال الجيش ظلوا دائماً فرساناً يستعصون على التطويع ، وظلت ذواتهم دائماً هي آخر ما يفكرون فيه ، وبالآلاف بذلوا أرواحاً غالية فداءً وتضحيةً . وإذا بدهر البرهان يرينا من أمره عجبا ، ليقول لنا إنّ لياليّ لا تشبه الجيش الذي تعرفونه ، فهى حبالى مثقلاتٍ يلدن كل عجيبِ .
ترى ماذا سيبقى في السودان بعد تفكيك الجيش يا برهان ؟؟!!
ألَمْ يبقَ في جيشنا ” ولداً قلبو محدّثو ” ؟؟!!!
لك الله يا وطني

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *