شهدت منطقة النيل الأزرق أحداثا مأساوية .. أرواح أزهقت ودماء أريقت وأسر تشتت وبيوت هدمت .. وأصبح القتل إماماً متبعاً وقدوة مطاعة.. ورفرفت حمائم الموت الزؤام في سماء المنطقة التي كان إنسانها موصوفاً بالثقة وحسن الجوار وطيب المعاملة ..كلامهم لين وجوانحهم خالية من الضغائن.
هذا التغير في النفوس لم يأت فجاة وإنما كان نتاج خطاب الكراهية الذي سمموا به الأجواء مؤخراً بصورة لافتة وحجبوا شمس الود بالأكاذيب
لم يراعوا إلاً ولا ذمة في دماء الأبرياء ولا في النسيج الاجتماعي الذي مزقوه بدعوات الخصومة والفجور .
لقد كتبنا مراراً بأن هناك من يعد الأرض للحريق وقد بدأت المأساة بالجنينة ومروراً بلقاوة والدمازين لن تكون الأخيرة إن لم ينتبه الجميع للحريق الذي بدأت نذره في الأطراف وسينتقل الى كل السودان إن لم ينتبه الجميع ويتداعوا إلى حل سريع بتكوين حكومة كفاءات تفضي إلى انتخابات يقول فيها الشعب كلمته .
الحريق لن يستثني أحدا وستكون نتائجه كارثية وواهم من ظن أن المجتمع الدولي سيعين على إطفاء الحريق ..(فما حك جلدك مثل ظفرك)!!
هلموا يارجال السودان ونساؤه وشبابه وكل قواه الحية وكونوا دعما لقواتكم المسلحة في إطفاء هذا الحريق .. أفشوا السلام المجتمعي وثقافته .. حكموا صوت العقل واقطعوا دابر الفتنة واكشفوا من يشعلها .
النيل الأزرق ولاية وأهل وتاريخ وعراقة تستحق الوقوف والإسناد من كل أهل السودان دعماً للاستقرار والأمن لإنسانها.