يكفي أنه يقف علي رأسها قامتان في مثل حضور وبهاء: معالي دولة رئيس الوزراء المصري الأسبق الدكتور عصام شرف ومعالي السفير الدكتور كمال حسن علي واللذان نجحا بحمدالله وتوفيقه في دعم وإسناد واستقبال آلاف الأسر التي وصلت الأراضي المصرية من السودان بسبب الحرب اللعينة التي فرضتها مليشيا الجنجويد الأجنبية المتمردة علي بلادنا…لتتكفل هذه المبادرة بتجهيز المأوي والكساء والدواء والغطاء لهذه الأسر المتعففة التي أجبرتها الظروف القاسية علي هجر منازلها وأموالها إيثاراً للعافية…فقد جادت المؤسسات والشركات والمصانع المصرية وغطت كثيراً من تلك الاحتياجات ولم تستبق شيئاً لتؤكد مصر وإنسانها وحكومتها أنهم حقاً هم من ساندوا الشعب السوداني الشقيق مساندة فرضها التلاحم والترابط الوثيق بين الشعبين فما يجمع بينهما من صلات أقوي من أن تحصيه الكلمات…
هاهي المبادرة تنطلق إلي آفاق جديدة رحبة حيث شهدت القاهرة البارحة لقاءاً موسعاً للمبدعين السودانيين نظمته ورعته ودعت إليه مبادرة إسناد…واتفق الجميع علي ضرورة العمل من أجل إسناد ودعم القوات المسلحة من خلال تنظيم عدد من الأنشطة الثقافية والفنية يوظف ريعها لصالح منسوبي القوات المسلحة وللأسر المتأثرة بالحرب التي تقيم الآن بالقاهرة…أعظم مافي اللقاء أنه قد أمه عمالقة في جلال: السفير الدكتور كمال حسن علي والأستاذة أميرة الفاضل ودكتور عبده داؤود وسعادة السفير علي مهدي والأستاذ عصام محمد نور والأستاذة سمية حسن والأستاذ عمر إحساس والفنان الشاب أحمد الشبحوكبار الفنانين المسرحيين…
فيما تتواصل جهود المبادرة تنسيقاً وترتيباً مع جامعة الدول العربية عبر لجنتها الزراعية لعقد لقاء تفاكري لكيفية انجاح الموسم الزراعي توفير التقاوي المحسنة والمبيدات وطائرات الرش وآليات الحصاد المطلوبة بعد أن تم نهب معظم آليات المزارعين في السودان…
هذه حصيلة ما تلقفناه من أخبار عن جهود المبادرة المصرية — السودانية والتي بلغة الأرقام قد استطاعت أن تفعل ما عجز أن يفعله العالم كله والذي وقف يتفرج علي معاناة الشعب السوداني..
بينما ظلت مصر تدعم وتساند وتشاركه وتقاسمه اللقمة واللحاف والدواء دون من أو رياء بل في محبة أصيلة يحكيها أهلنا الذين وصلوا القاهرة وتتناقلها مجالس أنسهم وألسنتهم تلهج بالشكر أجزله لمصر ولشعبها الطيب المضياف..
أرجو أن أجدد تقديري واحترامي ومعزتي للشامخين الباذخين معالي دولة رئيس الوزراء المصري الأسبق والذي ظل يولي المبادرة جل وقته واهتمامه ولسعادة السفير الدكتور كمال حسن علي والذي ما انفك الوطن قصة حب تسكنه ومشاعر فياضة تتخلل مساماته ونبض شرايينه لا بالكلمات ولا بالنوايا الحسنة وإنما بالفعل والمبأداة والمبادرة..
مبادرة لولاها لما ارتاحت أسر ولا شبع رضيع ولا غمضت عين مريض يئن من السهر والتعب والحمي…وتتجدد معزتنا لكل من دعم وساند أبطالنا في القوات النظامية في معركتها ضد مليشيا الجنجويد المتمردة..أبطال من بطولة ورجولة وشدة وتضحية وفداء سينتصرون لا محالة سينتصرون…