لاحظت أن بعض أعضاء الحركة الإسلامية في نقاشاتهم في الأسافير لا يزالون يعانون من هشاشة نفسية بفعل الإرهاب الذي مارسة الخصوم عليهم طيلة الأربعة أعوام الماضية في مرحلة ما بعد التغيير، مما جعلهم يتبنون خطاً انهزامياً بدعوتهم أن تلوذ الحركة بالصمت والشلل التام وتتوقف عن المدافعة بانتظار غودو، فبحسب رأيهم أي تحرك الآن للحركة سيستفز خصومها ويعرضها للمضايقة والقمع، والسبب الثاني يتخوفون من أن الخروج العلني في ظل الأجواء التي لا زالت مشحونة ضد التيار الإسلامي ستزيد الضغوط الخارجية على السلطة الحاكمة ويجعلها تتخذ إجراءات ضده، باعتبار أن مجرد ممارسة الحركة لحقها فى التعبير يعني محاولة لعودتها للسلطة.!!. في تقديري يجب أن يخرج هؤلاء من وضع الهشاشة تلك التي سجنوا أنفسهم فيها زمناً طويلاً وخاصة أن خصوم الحركة لن يتركوها حتى لو صمتت أمد الدهر، ثم منذ متى كانت الحرية تُطلب من الحكام أياً كانوا، كانت الحركة الإسلامية دائماً تنتزع حقها في ممارسة العمل السياسي الذي هو ليس منحة بحضورها وتأثيرها وخطابها الفعّال. ثم إن السلطات أو الحكومة التي تود أن تعتقل أو تحد من حركة جماعة سياسية بناءً على تخرصات خصومها، ليست جديرةً بالاحترام وينبغي أن يتم مقاومتها هى نفسها حتى لا يتم صناعة ديكتاتور جديد. إذا كان الجيش أو المؤسسة العسكرية تود أن تضع قيوداً على الساحة السياسية لأن العالم الخارجي يضع (فيتو) على فصيل سياسي وطني يعمل سلمياً داخل وطنه، إذن فليتقبل الجيش تمرد الجنجويد إذا كان أصلاً سيُذعن لقهر وضغوط الجنجويد العالمي الذي يسعى لفرض أجندته السياسية، وينزع من الوطن سيادته وقراره المستقل بتحديد من يحق له الممارسة السياسية داخل وطنه، وإذا كان الشعب سيرضى بفرض أجندة الأجنبي وعملائه، إذن فيما كانت معركة الكرامة ؟!
*عادل الباز*