• أخيراً .. وأخيراً جداً حصل بعض الناشطين الإسفيريين من حزب الإسلاميين جناح الحركة الإسلامية ورديفها المؤتمر الوطني علي نتيجة متأخرة مفادها أنهم لايثقون في قائد الجيش البرهان .. وذهبوا إلي أبعد من حاجز الثقة الذي كسروا زجاجه .. إنهم الآن يعتبرون البرهان خائن ومتواطئ ضد السودان .. الجيش والكيزان !!
• أتعجب كثيراً لهذا الاكتشاف المتأخر!.
• صمت الإسلاميون وفي مقدمتهم الحركة الإسلامية عندما صافح البرهان رئيس وزراء الكيان الصهيوني وتبادلا شهي الكلام وشهي الطعام إيذاناً بمرحلة تطبيع العلاقات مع دويلة (إسرائيل) ..
• يومها عجز الإسلاميون ( وربما قصدوا) عن تنظيم مسيرة حاشدة تندد بالتطبيع وتطويع عاصمة اللاءات الثلاثة ..
• حتي بيانات الرفض والإستنكار التي صدرت عن تنظيمات الإسلاميين كانت ضعيفة وخجولة !!
• طيلة سنوات قحت العجاف بقي موقف الإسلاميين من البرهان رمادياً .. توزعوا بين رافض له بالكلية .. وعامل معه بفقه الحد الأدنى من التعاون .. ومتعاون معه عبر خطوط بعضها سري وآخر علني !!
• أثبتت سنوات مابعد سقوط الإنقاذ أن الإسلاميين ( في طاقمهم القيادي خاصة) يملكون خيارات محدودة إن لم تكن صفرية في تعاملهم مع البرهان كقائد عام للجيش .. بينما يملك البرهان أكثر من ورقة في تعامله مع الإسلاميين .. بل أثبت الرجل براغماتية فائقة في( تدويره) لأخطر تنظيم إسلامي سُني في العصر الحديث ..
• والأدلة والأمثلة أكثر مما يُغني عن الإعادة كمايقول علماء تفسير القرآن الكريم!!
• إزاء هذه الحقائق المُرّة أمام الإسلاميين الناقمين على البرهان هامش خيارات ومناورة لايسمح بالحركة بإتجاهين !!
• من تلك الخيارات أن يعملوا على الإطاحة بالبرهان وهيئة قيادة الجيش الحالية بانقلاب عسكري ويقوموا بتنصيب قائد شاب للجيش .. ( يسمع الكلام .. ويفك اللجام !!) ..قائد شاب وهيئة قيادة جديدة للجيش تضع خطة هجومية كاسحة لسحق مليشيا التمرد وضبط حالة السيولة السياسية والأمنية والتنفيذية التي تعيشها البلاد حالياً ..
• وهذا خيار لايملك الإسلاميون حالياً أدواته ..وقبل ألأدوات لايملكون القناعة والإرادة التي تحوله إلي واقع يمشي علي قدمين !!
• الخيار الثاني أن ( يلوك ) الإسلاميون الناقمون على البرهان القرضة ويصبروا علي أذاه ومحركته المؤلمة ويدعموا الجيش بأرواحهم وأموالهم حتى يتحقق النصر علي مليشيا التمرد ومن يقف خلفها من شياطين المؤامرة الدولية .. وحينها ستبدأ المحاسبة الصارمة التي ستطال رؤوساً كثيراً داخل القوات المسلحة وكل القوي السياسية السودانية (بما فيها) قيادات بارزة في أوساط الإسلاميين !!
• الخيار الأخير أن يواصل الإسلاميون الناقمون السخط علي البرهان ويكثروا من استمطار الطاقة السلبية حتى يسقط الجيش السوداني وقبله السودان الوطن .. وعندها لن نجد جميعاً وطناً نبكي عليه غير وطننا الافتراضي علي صفحات وتطبيقات التواصل الإجتماعي !!
• هل وجدت عاقلاً يختار الجوع أو العطش عندما يكون أحدهما الوسيلة المتاحة فقط لمواجهة الموت ؟!
• ربما تكون إجابتك محددة عندما تمعن النظر في حيرة بعض الإسلاميين وهجومهم علي البرهان بينما عدو الوطن الحقيقي يحتل البيوت ويستبيح عاصمة البلاد التاريخية في رحلة بحثه الدموية عن الديمقراطية !!
هم العدو فاحزرهم قاتلهم الله اني يوفكون