في الأخبار أن أحد وكلاء النيابة بكسلا أصدر قرارا بالقاء القبض على بعض قيادات المؤتمر الوطني الذين كانوا و خرجوا منه بعد عشرة أيام من إندلاع حرب المليشيا الإنقلابية المتمردة و ذلك بعد تلقيه عريضة من إحدى واجهات قحت و المليشيا التي سمت نفسها ( تجمع القوى المدنية المناهضة للحرب) !!
تقديم العريضة والقرار الذي ترتب عليها جاء بعد تصريحات أدلى بها ياسر عرمان مستشار زعيم المليشيا و أحد قادة قحت قبل حوالي أسبوعين ذاكرا فيها أن القيادات التي صدرت بحقها مذكرة الإعتقال تتواجد في مدينة كسلا و أنها تقوم بالإستنفار للحرب و تدعوا للجهاد وذكر تحديداً أسماء مولانا أحمد هارون و الدكتور الفاتح عز الدين و لم ينس أن يذكر إسمي و ختم تصريحه بالتحريض على قتلنا !!
الجهة التي أصدرت القرار و من يقفون من خلفها فاتت عليها الحقائق التالية:
أولا : هذه القيادات لم تخرج من السجن هروبا بل خرجت بعد عشرة أيام من إندلاع حرب المليشيا و بعد أن خلا سجن كوبر الذي كانوا محبوسين فيه من كل المساجين و من ضباط و جنود شرطة السجون بسبب تردي الأوضاع الأمنية و إنعدام الخدمات !!
ثانياً : هؤلاء المحبوسين يوجد من بينهم قاضيان سابقان هما الشيخ علي عثمان محمد طه و مولانا أحمد محمد هارون وثالثهما الدكتور الفاتح عز الدين الذي يحمل درجة الدكتوراة في القانون الدستوري لذلك لم يخرجوا من السجن إلا بعد أن ضمنوا تكييف وضعهم القانوني !!
ثالثاً : بعد تكييف وضعهم القانوني قام مولانا أحمد هارون إنابةً عنهم بمخاطبة الرأي العام برسالة صوتية مسجلة بين فيها وضعهم القانوني و عدد فيها أسباب خروجهم من السجن و هذه كانت رسالة ذكية قصد منها أن يكون الرأي شاهدا على قرار خروجهم من السجن !!
رابعاً : في الرسالة الصوتية ذاتها أعلن مولانا أحمد هارون أنهم على أتم الإستعداد لتسليم أنفسهم لسلطات السجن حال عودة الأوضاع إلى الحالة الطبيعية !!
خامساً : صحيح أن بعض هؤلاء القيادات شاركوا في حملة الإستنفار و التعبئة التي انتظمت البلاد و دعوا عضويتهم للإنخراط في معسكرات التدريب و الإعداد إستجابة لقرار رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة !!
فهل هذا العمل يعتبر مخالفا للقانون ويستوجب إعتقال من يقوم به ؟
من الواضح أن ما تم هو فعل سياسي بإمتياز قصد منه التأثير السالب على حملة التعبئة و الإستنفار و هو إمتداد لمسلسل تسييس عمل النيابة العامة الذي كان من أبرز سمات عهد حكومة قحت البائدة !!
ثم رسالة أخيرة في بريد من يعنيهم الأمر من قوى الشر في الداخل و الخارج وإلى قحت وإلى الطابور الخامس حيثما وجد : المساس بقياداتنا سيدفعنا لفك اللحام !!
1/أغسطس 2023