قوي الحرية والتغير الاستكراه والقهر؛؛… يوسف عبد المنان

يصاب المرء بالغثيان حينما يصغي لقادة تحالف قوى الحرية والتغير الجناح السياسي للدعم السريع في آخر تخلق لهم من بين تخلقاتهم الكثر وياسر عرمان أو عمر الدقير أو الواثق البرير ورابعهم جعفر حسن وهم يتحدثون عن عودة الحكم الديمقراطي وأحيانا يستحون من الزعم بأن حكومة ماقبل ٢٥ أكتوبر كانت حكومة ديمقراطية فيقولون استعادة المسار الديمقراطي ويصاب المرء بدوار البر وهو غير دوار البحر حينما يتحدث قادة وسفير ووزراء دولة المشيخة الخليجية الإمارات عن الديمقراطية في السودان وضرورة أن تنتهي الفترة الانتقالية بإجراء انتخابات حرة ونزيهة كمان
قادة تحالف قوى الحرية والتغير كان عالم عباس محمد نور هو من عناهم وواقعهم بقوله
طفحت
ثم لاحت وفاحت
لو أن الخطايا تفوح
وقد اعولت
ثم باحت وناحت
وحق لها أن تنوح
هل ماكنت تمارسه حكومة قحت التي يرأسها حمدوك لها علاقة بالديمقراطية؛؟ أم هي ماهلة نفسيا وعقليا لقيادة البلاد نحو( ميس) الديمقراطية كما يقول الإمام الراحل الصادق المهدي وإذا كانت قيم الديمقراطية هي المساواة وحق التعبير وحق الاختيار وحق تقديم نفسك للشعب فهل كانت حكومة مابعد سقوط الإنقاذ هي حكومة يمكن حتى إطلاق صفة ديمقراطية مجازا؟؟ والديمقراطية التي عرفها جمهور أهل السودان دع الآخرين هي حق الشعب في حكم نفسه فهل كانت حكومة حمدوك تمثل الشعب ومن اختارها وكيف؟
نعم هي حكومة انتقالية ولكنها لاعلاقة لها بالديمقراطية وقد كرست سلوكا متخلفا عن العصر الحديث وحمدوك وزمرته يطأون باحزيتهم السوداء كل قيم الحرية والعدل ويجيرون الدولة وأجهزتها لخدمة أهواء نفوسهم العليلة بادران عماء القلوب ولن نذهب بعيدا عن واقعة قرار مجلس الوزراء بكامل عضويته تضامنه ووقوفه مع وزيرة ولاء البوشي لأن مواطنا وخطيب مسجد قد وجه لها نقدا من منبر صلاة الجمعه بحي جبره بالخرطوم ولم يستحي ذلك المجلس الهزيل وهو يقف مساندا لوزيرة في مواجهة مواطن لايملك من الدنيا الا منبرا للتوعية وكانت تلك من سقطات ذلك العهد التعيس
ثم كانت زيارة حمدوك الشهيرة للجنة التفكك مهنئا لها بنجاح ملشياتها في ضرب مواطنين أقاموا إفطار جماعيا في حديقة عامه فهرولت مليشيات صلاح مناع ووجدي صالح بضرب المصلين وإراقة الدماء في الشهر الحرام ووجدت الفعلة استحسانا من رئيس الوزراء الذي كان حريا به حفظ حقوق معارضيه قبل مؤيديه ولكنه فرح وغمرته السعادة وهرع مهنئا مليشيات صلاح مناع على فعلتها التي أقدمت عليها
وبالطبع ملف التمكين وازالته المزعومة شخاصا أمام الرأي العام وبرنامج أراضي وأراضي كل خميس يكشف لا عن عوار القوم ولكن عن استهانتهم بكل قيم الديمقراطية وحق الاختلاف في الرأي حتى أغرق الله سفينتهم في بحر العسكر العميق واخرجوهم من السلطة كما خرج قوم الدولة السمانيه من بلاد فارس
ومن لايؤمن بالديمقراطية ولايثق في شعبه لن يكون حريصا عليها ولكنها الانتهازية التي لاتماثلها الا انتهازية رعاة الإبل في الدولة الخليجية المسماة بدولة الإمارات العربية التي تتحدث عن الديمقراطية في السودان ومن يستمع لسفير الإمارات متحدثا عن الديمقراطية يظن وبعض الظن سزاجة أن الرجل سفيرا للدنمارك أو فنزويلا أو حتى إسرائيل وليس سفيرا لدولة تافه تحكم شعبا مقهورا ولكنها تملك المال وتشتري به الأندية الرياضية في أروبا وتشتري به ذمم منظمات حقوق الإنسان لتصمت عن الانتهاكات التي ترتكبها مشيخة بن زايد في حق شعبها وشعوب المنطقة وتشتري به بعض الساسة في بلادنا وهي الوالغة في دماء السودانيين بتمويلها للحرب الحالية
أن قوي الحرية التي تجتمع منذ امس في القاهرة أدمنت الغش وخداع نفسها وتظن انها قادرة على خداع القاهرة التي فتحت لها أبوابها لأن القاهرة هي الدولة الوحيدة التي لاتنظر لبطاقة السودانيين السياسية ولكنها تستقبلهم بعيدا عن الماضي والقاهرة لم ولن تنسى وقوف قحت مع إثيوبيا في قضية سد النهضة وهو موقف لصالح إثيوبيا قبل أن يكون لصالح السودان ولكن القاهرة كبيرة على هؤلاء الصغار وهم يتحدثون عن الديمقراطية التي لايعرفون لها دربا ويتحدثون عن الحرية التي انتهكوا حق غيرهم حينما سادو في البلاد وأكثروا فيها الفساد فصب عليهم العسكر صوت عذاب

                       

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *