تتوجه الانظار المحلية والعالمية لانعقاد قمة رؤساء دول الجوار السوداني غداً بالقاهرة ، وتاتي القمة كاول تحرك يجمع هذه الدول مع بعضها البعض في هدف مشترك.ما يؤسف له ان القمة تاتي دعوتها على ابخرة النيران في الخرطوم ، كانت يجب ان يكون تكتلاً اقليميا في وضع غير الذي نشهده الان وقبل هذه الحرب، ولكن نتفائل بان انعقاده سيكون مدخلاً لحل الازمة في السودان بجهد من دول متاثرة مباشرة بآثارها، ومن ثم التوجه لطرح اجندة اخرى اقتصادية وامنية وقائية وعلاجية تعني هذه الدول مع بعض.هذه الدول تاثرت امنياً واقتصاديا واجتماعيًا وحتى سياسيا بحرب السودان وتقاسم السودانيين المسكن والمأكل والمشرب والحماية مع مواطنيها هرباً من جحيم الحرب.
لذلك فضلاً عن تحركها لمعالجة مشكلة السودان فانها بشكل او باخر تعالج أثارها السلبية الواقعة عليها كل على حدة ، فمثلا مصر لوحدها تستضيف حوالي 500 الف مواطن سوداني فروا بعد اندلاع الاحداث غير الملايين المتواجدين فيها من قبل، وتاني بعدها تشاد التي احسنت استضافة اهلنا من دارفور وسيما المساليت بعد مذبحة الجنينة التي حدثت فيها ، وتاني بعدهما جنوب السودان واثيوبيا وارتريا ، كل هذه الدول استضافت الفارين من جحيم الحرب في السودان ، فالسودان فضلا عن انه كان في السابق يستضيف لاجئين من جنوب السودان واثيوبية وارتريا وافريقيا الوسطى فانه الان اصبح بلدا مصدراً للاجئين لهذه الدول.
ان القمة في بحثها لمعالجة الازمة السودانية بأفرعها الامنية والسياسية والإنسانية من المهم لها ان تتحول لمنبر دائم وتكتل اقليمي يجمع كل هذه الدول ويسعى في نهاية المطاف لتطوير قضايا الامن والدفاع المشترك والتجارة والاقتصاد والعملة المشتركة والجواز وغيرها من قضايا التكتل الاقليمي في القارة ، وتشكل آلية دائمة لكل قضية وتبحث عن مقر دائم لها ، فلا يجب ان يقتصر دور القمة للمعالجة الراهنة للازمة وينفض سامرها.
ان تكتل الاتحاد الاوربي والنمور الاسيوية ومجموعة الايكواس لم يحدث الا بعد ان واجهت دولها تهديداً مشتركاً او رأت مصالح مشترك تقتضي توحدها من اجل مخاطبتها .ليس بعيداً لهذا التكتل ان يصبح قوة حقيقية مؤثرة على الاقتصاد والسياسة الدولية والامن والسلم الدولي. 12يوليو 2023م