وكالات : كواليس
20/6/2023–|آخر تحديث: 21/6/202312:02 AM (بتوقيت مكة المكرمة)
بعروض وكتب تاريخية ومقتنيات نادرة وملهمة وندوات وأنشطة مبتكرة تبث روح المشاركة في نفوس الزوار؛ يقدم الجناح السعودي في معرض الدوحة الدولي للكتاب تجربة فريدة للتعرف على الثقافة السعودية الثرية بمزيج من آداب وفنون وتراث وأزياء.
الجناح السعودي ضيف شرف النسخة 32 من معرض الدوحة الدولي للكتاب تحت شعار “بالقراءة نرتقي”، ويأخذ زواره في رحلة ملهمة عبر كتبه المتنوعة التي تستحضر الثقافة السعودية عبر امتداداتها التاريخية العريقة، كما يحتوي على مجموعة من المقتنيات البارزة ومكتشفات أثرية ومخطوطات أقدمها يعود إلى ألف عام مضت.
الكتب والمقتنيات المعروضة في الجناح السعودي تقدم لمحات مختلفة عن ثقافة المملكة الغنية من تراث وتقاليد وعادات، وتحكي قصصا عن ثقافة وطابع كل منطقة من مناطق المملكة وما يميزها من آداب وفنون وأزياء.
القط العسيري
يستهل الزوار الجناح في مقدمته بقطع رائعة من فن القط العسيري، وهو شكل فني عمره 200 عام برعت فيه نساء منطقة عسير الجبلية، وانتقل من الأمهات إلى بناتهن، ويعد من فنون النقش والزخرفة التقليدية على جدران المنازل، كما يتم تطبيق ديكور فن القط على الملابس والإكسسوارات والأثاث.
ويضم الجناح ورشة تفاعلية للخط العربي، لتعليم الزوار -خاصة الأطفال- أسس كتابة الخط العربي وأشكاله وأنماطه المختلفة، فضلا عن قاعة مخصصة للنقاش يقدم فيها الجناح لزواره 45 فعالية ثقافية تراثية من ندوات وورش عمل وجلسات حوارية طوال أيام المعرض.
وتبرز في الجناح السعودي كتب تاريخية عن المملكة، أبرزها “الأوائل” للمؤلف أبو هلال الحسن العسكري، ويعود تاريخه للقرن الرابع الهجري، ويتضمن تأريخ الأوائل في شبه الجزيرة العربية، و”الكنى والألقاب على المسكوكات الإسلامية في الجزيرة العربية”، و”تماثيل موقع الأخدود في نجران”، و”عسفان وبئرها التاريخية”، و”منهجية الترقيم في الحفائر الأثرية”.
كتب تاريخية
ويضم الجناح السعودي كذلك كتاب “الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل”، للمؤلف أبو العز إسماعيل بن الرزاز الجزري، ويعود تاريخه للقرن 12 الهجري، ويحتوي الكتاب -الذي استغرق 25 سنة من الدراسة والبحث- على فنون صنعة الحيل.
ويعرض الجناح باقة متنوعة من الإصدارات باللغة العربية والإنجليزية عن تراث المملكة وآثارها، منها “ميثاق الملك سلمان العمراني”، و”الدليلة مسارات المغامرة في وسط المملكة” المكون من عدة نسخ وكل نسخة تحكي ثقافة كل منطقة من مناطق المملكة، و”الأزياء في رمضان بنظرة سعودية”، و”صناعة السدو بين الماضي والحاضر”، و”الجمل في الفن القديم والتاريخ”.
ويضم الجناح مجموعة من أبرز الكتب الدينية، منها “الشفا بتعريف حقوق المصطفى” للمؤلف أبو الفضل القاضي عياض بن موسى اليحصبي، ويعود تاريخه إلى القرن الثامن الهجري، و”الأذكار” للإمام أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي، وهو أحد أبرز فُقهاء عصره، ويعود تاريخ الكتاب للقرن السابع الهجري.
ويحتوي الجناح أيضا على نسخة من “المصحف الشريف” كاملا منسوخة في 30 ورقة، كل ورقة تضم جزءا للكاتب عبد الباقي جان محمد، بأجود ما يكون من التهذيب والتذهيب، مؤرخة بتاريخ يعود إلى القرن 13 الهجري.
مقتنيات أثرية
ويضم الجناح السعودي معروضات ومقتنيات أثرية ونادرة، حيث يضم نماذج منسوخة لقطع أثرية تضمنت نقشا تأسيسيا من الحرم النبوي الشريف أوقفه الشيخ أحمد الصاوي، وهو مؤرخ بسنة 1300 هجرية.
وتضمنت المعروضات “رأس ومخلب أسد” من البرونز يعود للقرن الثاني الميلادي بمدينة نجران، وكذلك “قناع جنائزي” من الذهب الخالص يعود للقرن الأول الميلادي من موقع ثاج في المنطقة الشرقية، و”مجمرة” (مبخرة) من الحجر الكلسي منقوشة بزخارف ورسوم حيوانية ونقش بالخط المسند تعود للقرن الأول الميلادي بقرية الفاو (جنوب الرياض).
ويحتوي الجناح على جزء من “لوحة جدارية” ملونة لشخصين يحملان عنقود عنب وأمامهما رجل بعيون واسعة وشارب رفيع نقش عليها بالخط المسند اسم “ر ك ي”، يرجع تاريخها للقرنين الأول والثاني الميلادي بقرية الفاو، ويعرض الجناح كذلك جزءا من تمثال لآدمي من الحجر الجيري يعود تاريخه إلى الألف الرابع قبل الميلاد بمنطقة تبوك، و”شاهد قبر” نحت عليه ملامح بشرية من القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد في تيماء بمنطقة تبوك.
طريقة تفاعلية
بدوره، يوضح مدير عام النشر في هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية الدكتور عبد اللطيف الواصل أن جناح المملكة في معرض الدوحة الدولي للكتاب تم تصميمه بطريقة تفاعلية بين الجمهور ومحتويات الجناح، كما تم تضمينه بمجموعة من مختلف القطاعات الثقافية الـ16 في المملكة.
ويقول الواصل للجزيرة نت إن أبرز محتويات الجناح تتمثل في نسخة من المصحف الشريف كاملا في 30 صفحة، بالإضافة إلى قطع تراثية وأثرية نادرة، فضلا عن كتب تتناول تاريخ وثقافة البلاد، وسلاسل ثقافية لمختلف مناطق المملكة.
ويتميز الجناح بتقديم 45 ورشة عمل لزوار المعرض، وتوفير فرص ولقاءات تجمع المؤلفين السعوديين بجمهورهم في الدوحة، وورش عمل لكتابة الخط العربي بشكل يومي، وعروض أداء لشعراء سعوديين، وفقا للواصل.
ويضيف أن التعاون بين وزارتي الثقافة في السعودية وقطر قائم بحكم العلاقة التاريخية بين البلدين والشعبين، إلا أنه شدد على أن كون المملكة ضيف شرف معرض الدوحة سيمهد الطريق لتعاون أكثر بين مختلف القطاعات الثقافية الأخرى في البلدين.
وتشارك 25 دار نشر سعودية بمعرض الدوحة الدولي الذي يضم في نسخته 32 أكثر من 500 ناشر مباشر من 37 دولة، ونحو 180 ألف عنوان، و750 ألف كتاب.