بعد أن عجزت بعض مكونات المعارضة العميلة للغرب ( طوال ثلاثين عاما ) عن تجريد أحد أهم وأقوى أجهزة الأمن والمخابرات وأكثرها تأهيلا وتميزا في القارة الإفريقية من قواتها الضاربة ، ومن فاعليتها في محاربة الإرهاب واخطر انواع الجرائم المنظمة والعابرة للحدود المرتبطة بالتهديدات القومية ، هاهو الغرب المعادي لبناء سودان قوي يظفر بنجاحه في حل قوات هيئة العمليات ( التي حلت قبل عامين تقريباً) ثم يفلح اخيرا ( عبر ما عرف بدستور لجنة المحامين وما عرف بالاتفاق الاطاري ) في جعل جهاز الأمن والمخابرات الوطني مجرد “جهاز معلومات فقط” لا حول له ولا قوة ، الأمر الذي يسمح بتنامي مختلف أنواع المخاطر والتهديدات ( الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية والثقافية ) داخل الوطن ..وقد لمسنا أثر ذلك بوضوح في التردي والانحلال الأمني في كافة ربوع الوطن خلال السنوات الأخيرة..ولا يقف الأمر عند هذا الحد ، بل إن مشروع التفكيك سيشمل تفكيك وهيكلة القوات المسلحة السودانية ، هذه القوات التي تعتبر الأكثر خبرة وتميزا على مستوى الإقليم العربي والافريقي ، باعتبارها قوات متمرسة في كافة أنواع القتال والعمليات لأكثر من ستين عاما دون توقف ..وازداد تميز للقوات المسلحة السودانية كونها تجاوزت بفضل الله ثم بفضل ابنائها وشبابها التقنيين العباقرة من تطوير وتصنيع احدث تكنولوجيا الصناعات الدفاعية والاكتفاء منها وتصدير الفائض ، الأمر الذي أكسبها سمعة إقليمية ودولية وميزة نسبية على كثير من القوات في دول الإقليم ..ومما يؤسف له حقا أن الاتفاق الاطاري – الموقع اخيرا – قد مس هذه المنظومة الصناعية ليضعها تحت سيطرة الحكومة المدنية المرتقبة والتحكم في أموالها .!!هذه المنظومات الأمنية والعسكرية باتت مهددة بإبطال قدرتها على الفعل ، واضعاف خبرتها التراكمية، وتجفيف مواردها ، وتسريح الكثير من قادتها وخيرة ضباطها وأفرادها والتحكم فيها بالكامل .. ليبقى السؤال ؛ ثم ماذا بعد هذا ؟هل ننتظر حتى يتم تفكيك الوطن بأكمله وتسليمه تسليم مفتاح للخونة والعملاء والمستعمرين الجدد لينهبوا ثرواته الضخمة ؟نترك الإجابة لأهل الاختصاص من منسوبي هذه الأجهزة ، فنحن كتبنا وكتبنا حتى بح صوتنا في الدفاع عن هذه المنظومات ، رغم أننا لسنا من منسوبيها ، ولا نعرف عنها أكثر مما يعرفه أصحابها ، وليس لنا ولاء لها اكثر منهم ، ولكننا نشعر انها مؤسسات الشعب السوداني التي بنيت وطورت بفضل جهود ابنائه المخلصين وبفضل عرقهم ودمائهم وامولهم ، ولكننا مهما دافعنا نحن عن هذه المؤسسات لن يجدي ذلك نفعا اذا لم يقم أهلها ومنسوبوها بالدفاع عن هذه الثروة القومية وعن هذه المكتسبات الوطنية ، لأن تفكيكها واضعافها لن يقتصر عليها هي وحدها بل سيكون متعديا الى سواها من موارد الوطن وثرواته وأراضيه ومكتسباته ولحمة ترابه وشعبه ..إننا نحملكم المسؤولية الكاملة ، ونلقي بهذا الحجر في بركتكم الساكنة لنرى ما انتم فاعلون !!أما نحن سنظل مدافعين ومنافحين بقوة في الميادين الأخرى التي يسر الله لنا أن نعبر عنها ..اللهم هل بلغت اللهم فاشهد .