كسر الجيش السوداني أسطورة حميدتي ومرّغ أنفه في التراب وأجبره علي الإنزواء في برزخ الأخبار وأحاديث ومجالس السودانيين الذين لم يعودوا يهتمون بمصير زعيم التمرد ..عاش ..أو مات ..
انهارت مملكة حميدتي التي شيدها علي جُرُف هارٍ وأيقن الذين كانوا يسيرون في ركابه ويتمنون زينته أن الله لايُصلح عمل المفسدين ..
طاشت أحلام الفتي الطائر وتحولت مؤامراته إلي رماد ..
حدث هذا بتلاحم شعبي مع الجيش السوداني لم يشهد له السودان مثيلاً في تاريخه الحديث ..
أماوقد زال خطر التمرد العسكري ، فإن المرحلة الراهنة والقادمة تتطلب من قيادة الجيش أن تكون أكثر جُرأة وتفتح مخازن السلاح لكل قادرٍ علي حمله لمواجهة عصابات التمرد وقطاع الطرق ..
آن للقوات المسلحة أن تغادر محطة البطء الذي صار سمةً ملازمة لتحركاتها طيلة الأيام الماضية حتي عربد المتمردون واستباحوا الخرطوم ودنسوا أماكن العبادة وروّعوا الآمنين في مساكنهم ..
أمثال هذه العصابات لاتجدي معها غير لغة القوة بأقصي الطاقة ..والقوات النظامية السودانية ومن خلفها ملايين السودانيين القادرين علي حمل السلاح ومنازلة الخونة والمجرمين ، قادرون بعون الله علي حسم معركتهم مع ماتبقي من مليشيا حميدتي ..
ستطول هذه الحرب وستتعاظم آثارها الكارثية إن ظل البطء والحذر ملازماً لتقديرات القيادة العسكرية في تسيير دفة المعارك ..ومما سجلته كتب التاريخ في سيرة الحرب أن الخريطة ليست الواقع وهو ما تقوله قيادة الجيش في كلياتها ومعادها العسكرية ..