ممتع هو التاريخ ومفيد كلما رجع الناس إليه.. وماتعة هي قصص التاريخ وموحية كلما استزاد الناس منها…. – تعالوا نتكئ على واحدةِ من تلك… – كان الفاروق عمر عليه الرضوان قد أوصى سعد بن أبي وقّاص وهو على ابواب القادسية يستعد لإقتحامها بأن يرسل إلى يزدجرد عظيم الفرس وفدا يدعوه إلى الإسلام – وشدد الفاروق في النصح أن يكون إختيار الوفد من الرجال الفرسان الأقوياء الطوال القامة وأن يكونوا زعماءً فى أهلهم – ولهذا جاء إختيار سعد لعشرة من ( الأسود ) كما وصفتهم كتب السيرة أدخلوا الرهبة فى قلب كل من رآهم وهم يدخلون من بوابات المدينة حتى وطأوا بساط يزدجرد.. وهناك دار بينه وبينهم حوار طويل كلما حاول فيه أن يسيئ إليهم ردوا عليه بمايغيظه في بلاغة وفصاحة وجرأة.. إلى أن سألهم وماذا تعرضون علي؟ فقالوا الإسلام فتصبح منا ، لك مالنا وعليك ماعلينا ، فضحك ساخرا وقال مالي حاجة بهذا فقالوا تدفع الجزية عن يدٍ وانت صاغر فسأل ترجمانه مامعنى صاغر؟ فقال متكلم الوفد أن تدفعها أنت ونردها نحن ثم تدفعها فنردها ثلاثا ثم تترجانا فنأخذها، فغضب يزدجرد وقال وما الثالثة؟ فقال متكلم الوفد أما الثالثة فنخُضِعك بالسيف وهنا جُن جنون الرجل وهاج وقال لولا أن الرسل لاتُقتل لقتلتكم جميعا ثم أراد أن يستهزئ بهم فقال لهم :- ( من أشرفكم؟) فتقدم عاصم بن عمرو وكان قد ظن أنه يريد أن يُلحق بأحدهم سوءً أو بطشا فتقدم ليفدي القوم فقال له ( أنا اشرفهم) !! فطلب يزدجرد من رجاله أن يجلبوا( وِقْرا من تراب) وأن يحملوه على رأس عاصم ليذهب به إلى أميره سعد وينقل له وعيد يزدجرد بأنه سيدفنه وجنوده على أرض فارس… حمل عاصم التراب على راسه وغادر مع الوفد إلى أن وصلوا خيمة سعد وهم يستبشرون بالتراب على رأس عاصم ويضحكون ويقولون( منحنا الأحمق بلاد فارس ورب الكعبة) – المدهش أن وزراء كسرى عندما دخلوا عليه ليسألونه عما دار بينه وبين رُسل سعد فقصّ عليهم القصص حتى أخبرهم كيف أنه أذلّ الوفد وحمل على رأس أشرفهم التراب فصاح القوم فى صوتٍ واحد ( يا للشؤم لقد منحتهم أرض فارس )!! .. ولم يمض كثير وقتٍ حتى سقط مُلك يزدجرد !! – هذا هو تاريخ غباء البغاة أما حاضر ذلك الغباء فهو الذي نشهده هذه الأيام …. – فمن في هذه البسيطة لايعلم مشروع وطموح آل دقلو الشخصي؟ ومن فيها لايعلم مساومة قحط لحميدتي ومنحه شيك على بنك السراب إن هو هزم لها الجيش أن تجعله قائدا للدولة المدنية الديمقراطية القادمة؟ ثم من لايعرف موقف الأخ أنس عمر والدكتور الجزولي من هذه القسمة الطيزى وهذه الأوهام العبيطة؟ – فما الجديد؟ – الجديد أنه بعد شهر ونصف من ورطة حميدتي وقحط فى معركتهم ضد الجيش أصبح حلهم الوحيد هو اختطاف أنس والجزولي ليقولان عبر مقاطع مضحكة ومثيرة للسخرية بضرورة وقف الحرب وكأنهما من قادا شذاذ الآفاق لاحتلال مطار مروي وضرب القيادة والقصر الجمهوري!! – قادة المليشيا بغباء جرائم الاختطاف والمقاطع إياها…. كأنهم يقولون قولا واحدا ….. إن الورطة التي دخلنا فيها بغبائنا لن يُخرجنا منها إلّا ( أنس ) و ( الجزولي) ولو … خطفا !! – مليشيا المغول تريد أن تستذل المخطوفين عندها وهي لاتعلم أنها أضحكت عليها الناس بهذا الكيد الواهن… فهي خاطفة ومجرمة ومتعدية تبحث عن حل عنقها عند المخطوفين!!.