تعليقا على مذكرة الإحتجاج الدبلوماسي من الخارجية السودانية بسبب إستقبال موفد قائد مليشيا الدعم السريع في جوبا:
أولا: ما حدث خطأ دبلوماسي ويتمثل الخطأ في أن المرسل لايحمل أي صفة رسمية في الدولة حتى يستقبل بواسطة رئيس الجمهورية وبحضور الإعلام ويعقد له وزير الخارجية مؤتمرا صحفيا كأنه نظيره أو مسؤول في الحكومة.ثانيا: حد علمي لم توافق حكومة السودان على الوساطة (على الأقل الآن) كطرف حتى يتسنى لحكومة جمهورية جنوب السودان القيام بدور الوسيط لتجد الضوء الأخضر لإستقبال الوفود خاصة مبعوث الطرف الآخر ومن قبل أعلى المسؤولين فيها.ثالثا: من باب إحترام سيادة الدول ومن مبدأ حسن الجوار أن يتم التشاور من قبل مع الخرطوم عن أي خطوة تبدر كهذه من جوبا حرصا على العلاقات الثنائية بين البلدين وبعدا عن الإرباك والحرج الدبلوماسي، او ممكن أن يقابل الموفد مسؤول دون مستوى الرئيس ودون وزير الخارجية حتى، وينقل له موقف جوبا دون صحافة وإعلام.رابعا: ملاحظ أن بعضا من قادة الحزب الحاكم في جوبا يتدخلون في نقاش القضايا الداخلية السودانية دون إحترام لسيادته في ظل هذه الأزمة (هؤلاء كيزان وهؤلاء ثوار وهكذا) ويتعاطونها دون أكتراث كشأن داخلي لدولة اخرى ويتعاملون بطريقة غير لائقة وبتمادي، ولا ترد عليهم سلطات جوبا أو حزبهم الحاكم بإجراءات واضحة، بل هنالك صمت مريب يفسر كأنه رضى وتواطؤ ويتم بهذه الطريقة التي تحقق الغرض وتبعد حكومة جوبا عن الحرج المباشر.خامسا: ينبغي معالجة هذه القضية بكل حكمة ويجب أن تنتبه القيادة في جوبا لبعض التصرفات الفردية الناتجة عن حسن النية أو قلة الخبرة من بعض المسؤولين أو حتى الدوافع الشخصية التي قد تتسبب في توتر الأجواء في وقت نحن أحرص على العلاقات الطيبة مع الأشقاء في الجنوب، وبيننا الكثير من المصالح المشتركة التي يجب صونها. أخيرا وخارج النص: في الأزمة التي حدثت لي في جوبا كان يدعي عضو البرلمان (البلطجي) إنه وسيط لذلك يرفض وجودي في بلده، ولكن لأول مرة أقابل شخص يدعي الوساطة يقوم بالإعتداء على أحد الأطراف، سألت نفسي إن صحت نيته بالوساطة، كيف لي أن أقبل وساطة من يعتدي علي؟ مثل هذه الوساطة ما الذي يجبرني عليها؟ فأفضل أن يأتيني الاعتداء من الخصم بدلا عن وكيله (دينق قوج) الذي يدعي الوساطة، وفي العرف الدولي ينظم القانون التعامل مع الشخص الغير مرغوب فيه ال(PNG) ولكن أفرط قوج في التحييز كإفراطه يومها.