الخرطوم: كواليس
الملاحظ ان كل القوى المدنية التي تنادي بالمدنية تتقاعس عن القيام بدورها المدني في إدانة ما تقوم به مليشيا الدعم السريع من نهب وتخريب واحتلال للمستشفيات من اجل مسك العصى من المنتصف كالعادة. المدنية ممارسة وليست ادعاء أين هو العمل المدني الداعم للعمل العسكري. هل نعتقد نحن كمدنيين ان العسكر بعد حسم هذا التمرد سيعطوننا دولة مدنية دون تقديم اي عمل مدني يخفف على المواطنين ويلات هذة الحرب.
مازالت السياسية في السودان عمل نخبوي متصل بالخارج اكثر من انشغاله بالتواصل مع انسان السودان. فقادة الاحزاب في صمت مريب لا يليق بقادة مدنيين.
ولا توجد اي مبادرات مدنية للتخفيف عن المواطنين والمنظمات النسوية المعنية بالجندرة لا تذكر شيئا عن حالات الاغتصاب والترويع للنساء حتى اللاتي هن في مستشفى الولادة وهو أحرج ظرف تكون فيه المرأة او ما يعانينه في معابر الهروب.
ما تسمى بلجان المقاومة ومباشرة شارع الحوادث وغيرها أين مبادراتهم للتخفيف من معاناة الماء والدواء. وفيهم الأطباء والمهندسين. الآن لا صوت غير صوت البندقية و عليه فحملة البندقية فقط هم من سيرثون الوضع الراهن وسنظل نحن دعاة المدنية مجرد تابعين لأن المدنية تنتزع بالعمل لا بالإدعاءات الفارغة.
من الواضح أن هذة الحرب تكشفت عن ان كل المبادرات المدنية هي في الواقع واجهات سياسية وليست على الحياد وليست معنية بالتغيير الذي تنادي به وإنما تدعم المواقف والتيارات السياسية التي تمثلها ولذلك تقف اليوم على الحياد من معاناة الشعب اليومية.
سبق وأن قلت ان دولة المصالح المتجذرة ارتباطها بالعالم الخارجي أكبر من ارتباطها بالشعب فالكل مشغول مع المبادرة السعودية والأمريكية والايغاد ولا احد يركز على اي مبادرة داخلية للتخفيف عن الناس.