بتحليل سريع نجد الإتفاق الذي وقع بين وفد حكومة السودان ومليشيا الدعم السريع عشية الخميس 11مايو، بعد 26 يوم من المعارك وأسبوع من التفاوض أكد على مطالب القوات المسلحة من خلال النقاط الآتية:
أولاً إلتزم وفد الحكومة السودانية المفاوض بالتفويض الممنوح له في التفاوض والمتعلق ب:-المساعدات الإنسانية -تأمين وصولوها عبر مرات آمنة وهذا مكسب يجيب للقوات المسلحة التي أكدت وقوفها إلى جانب الشعب.
ثانياً: أكد الإتفاق على إستخدام مليشيا الدعم السريع للمواطنين كدروع بشرية وألزمهم بالسماح لهم بالمغادرة وفي ذلك إدانة واضحة للمتمردين..
ثالثاً: الإتفاق فضفاض في بعض بنوده ويصعب تنفيذه إذ لا يمكن للمتمردين الخروج من مواقعهم أو الموافقة على خروج المدنيين من مواقع الإشتباك لأن ذلك سيكشف ظهرهم ولأنهم يتخذون المدنيين كدروع بشرية تحول بينهم وقصف الطيران الحربي وزحف القوات المسلحة.
رابعاً: لن يجد الإعلان القبول من قيادات القوات المسلحة الذين قدموا العديد من زملائهم شهداء وجرحى وحققوا إنتصارات كبيرة على الأرض وسيؤثر الإتفاق في معنوياتهم ولكن القوات المسلحة معروفة بالإنضباط والإلتزام.
خامساً: من مساوئ الإتفاق أنه جعل الجيش والدعم السريع في مرتبة واحدة ولكن هذا أمر طبيعي جداً في حالة الحروب ولأن الجيش وافق على الجلوس للحوار مع مليشيا الدعم السريع ولا بد للوسيط أن يكون محايداً لتحقيق الوفاق والصلح بين الطرفين.
سادساً: لم يحقق الإتفاق المكاسب المطلوبة لمليشيا الدعم السريع خاصة وان جل تركيز وفد المليشيا المفاوض انحصر في ضمانات الخروج الآمن لقياداتهم.
سابعاً: الإتفاق يلزم الدعم السريع بالتقيد والإلتزام بقوانين ومعاهدات وضوابط الحروب، في الوقت الذي لا تمتلك فيه مليشيا الدعم السريع أراضي سوى المستشفيات والمؤسسات التي ألزمهم الإتفاق بالخروج منها.
ثامناً: الواقع يؤكد فقدان قيادة مليشيا الدعم السريع للإتصال مع جنودهم لذا فالتزامهم بالإتفاق امر شبه مستحيل، ولان معظم قوات الدعم السريع عبارة مجموعة (باشبوزوق) غير نظامية لا يتقيدون بالأوامر مما يجعلهم يخرقون الإتفاق الذي سيجعلهم في مرمى القوات المسلحة وعقولات المجتمع الدولي.
تاسعاً: نجح وفد الحكومة المفاوض من خلال الإتفاق في إدانة مليشيا الدعم السريع بإحتلال المستشفيات والمرافق والمؤسسات المجتمعية وأكد الاتفاق على انسحابهم منها مما يجعلهم تحت نيران الجيش أثناء الخروج من المواقع وهذا يؤكد على أمرين:
-الأول أن يظلوا بالمرافق المدينة وبذا يكونوا قد خالفوا بنود الإتفاق.
– الثاني أن يخرجوا منها وهنا سيكونون صيداً سهلاً أمام القوات المسلحة. لذا امامهم خيار واحد هو الخروج مستسلمين.
عاشراً: الواقع يؤكد أن الإتفاق لم ولن يصمد ليوم واحد والدليل على ذلك قصف سلاح الطيران لمنطقة شمال بحري ليلة امس وبعد ساعات من الاتفاق وبذا فقد أصبح الإتفاق شبه ملغي..