البعد الاخر مصعب بريــر أهمية تدابير صحة البيئة فى ظل الحروب (1) ..!

قالت منظمة الصحة العالمية فى تقارير منشورة، توفي في عام 2012 قرابة 12,6 مليون شخص على مستوى العالم لأسباب تتعلق بتدهور صحة البيئة .. ويُقدر بأن الهواء الذي نتنفسه والغذاء الذي نأكله والماء الذي نشربه والنظم الإيكولوجية التي نعتمد عليها في معيشتنا مسؤولة عن 23 في المائة من الوفيات في جميع أنحاء العالم ..

ومن الواضح حدوث تحول من الأمراض المعدية والطفيلية والتغذوية إلى أمراض غير معدية بسبب إتاحة مياه الشرب المأمونة ومرافق الصرف الصحي لنسبة أكبر من السكان .. وتعزى الزيادة في انتشار الأمراض غير المعدية إلى التعرض للمواد الكيميائية ورداءة نوعية الهواء وأساليب الحياة غير الصحية ..

بالطبع فإن تاثير الحرب على الصحه الوقائيه لا يختلف حوله اثنان، حيث ان الخدمات الوقائيه البسيطه التي كانت في الاصل لا تغطي النسبه المثاليه ستتاثر حتما بل قد تتوقف تماما، وعلى راس هذه الخدمات هي خدمه نقل النفايات، ونحن الان نشاهد التكدس الكبير للنفايات بالطرقات جراء توقف هذه الخدمه التي كانت في زمن السلم مثار انتقاد وسخرية لعدم كفايتها ..

قد يقول قائل ما اهميه الاهتمام بصحه البيئه في ظل هذه الظروف التي تؤثر حتى في حياه الناس مباشره، ونقول ان معايشه الحرب تتطلب ترتيبات مجتمعيه مختلفه، اطلعت بحمد الله على تجارب عدد من الدول التي مرت بمثل هذه الظروف اخرها دوله اوكرانيا حيث تم اطلاق مبادرات فعالة قادت لنشوء ثقافه سلوكية جديده للتعاطي مع هذه التحديات التي تواجه خدمات صحه البيئة بهذه الدول، كان لابد من الاستفاده منها حتى نتمكن من تفعيل مشاركه مجتمعيه مناسبه للسيطره على على التاثيرات السالبه التي يمكن ان تنجم عن التدهور الكبير لصحه البيئه جراء عدم سحب النفايات من الطرقات ..

ونبدا اليوم بهذه الحلقات استجابة لنداءات بعض الزملاء الاكارم بقروب مركز رؤى الاعلامى برسائل بسيطة لتفعيل الدور الفعال للمواطنين فى تقليل بل والسيطرة على مهددات تدهور صحة البيئة بتدخلات مجتمعة خالصة، ونبدا اليوم بالنفايات التى أصبحت سيدة المشهد بالطرقات وصارت بيئات أساسية لتوالد جميع انواع الحشرات وعلى راسها الذباب ، فضلا عن تعفنها الذى يصدر روائح غازات الميثان وكبريتيد الهايدروجين الذى يشبه رائحة البيض الفاسد ..

بعد اخير :

آخر ما يحتاجه الناس فى هذه الظروف الصعبة هو انتشار مسببات الامراض ، فلا طاقة لأحد الان الوصول لاماكن العلاج ناهيك عن تحمل تكلفة الدواء ومتلازماته ، فالغذاء الان صعب المنال ولاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم .. وعليه أول ما نبدا به هو ضرورة التخلص الان من تكدسات النفايات أمام المنازل أو بالطرقات سواء بالدفن أو الحرق كخيار اخير ، ومن ثم لابد من فرز النفايات الجديدة لنفابات رطبة وجافة كمرحلة أولى والحرص على تجفيف الرطبة قبل التخلص منها وبالتالى نقضى على توالد الحشرات وانبعاث الروائح الكريهة وتكاثر الممرضات ..

بعد تانى :

تحية واحترام لهيئات النظافة بالمحليات والأفراد الذين ظلوا يضحون بأنفسهم لتقديم خدمة اخلاء النفايات من الطرقات ونشجع اطراف النزاع بضرورة حماية والسماح لاطقم هيئات النظافة بالقيام بعملهم ايا كانت الظروف، والسعى لتوفير الحد الادنى لمعينات العمل التى تجعلها قادرة على الاستمرار فى اداء مهامها خاصة فى المناطق التى لا تشهد أى اشتباكات حاليا، مع ضرورة ضمان فتح الطرقات لها للوصول للمحطات الوسيطة والمرادم لمن استطاع منها العمل، حتى تخفف هذه التدابير أى تدهور لصحة البيئة ..

حسبنا الله ونعم الوكيل

اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين

البعد الاخر
مصعب بريــر
26 ابريل 2023م
musapbrear@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *