منذ اندلاع المواجهات بين الجيش والدعم السريع حاول البعض ان يشحنها بأجندة سياسية وجهوية فأشيع أولا إنها حرب أبناء الهامش في مواجهة الشمال المسيطر على السلطة والثروة متخذين من وصول قوات من الدعم السريع الى مروي حاضرة الشمال في الحاضر والتاريخ إشارة لجهوية الحرب ولكن فضحتهم مدينة الأبيض – وسط الغرب الكبير -وهي تطردهم خارج عروس الرمال للمرة الثالثة الثابتة واحرجتهم الجنينة أقصى الغرب البعيد وهي تقاتلهم رجالا ونساء وأطفال كآنهم سودان مرصوص!
كانت ولا تزال دعوة الحرب الجارية بالجهوية مغرضة وساقطة ولقد سقطت واقفة عندما ظهر فى مركز القيادة معا البرهان والكباشي وهما من الشمال والجبال والثالث من دارفور ابراهيم جابر يدير معارك بحري في صمت مهيب !
الحقيقة ان تأييد حسم الدعم السريع من الغرب السياسي كان أكبر من تأييد بقية مناطق السودان الأخرى وذلك لأن الغرب السياسي كان ولا يزال مسرح أحداث وجولات الدعم السريع أكثر من باقي البلاد
كل من حاولوا تسويق فكرة الحرب الجهوية له حك رأسه مرتين ورفض الفكرة وهو يرى كم المركز الذي يشكله القادة عقار وجبريل وحجر والهادي إدريس ومناوي وفوقهم كلهم كان النائب حميدتي نفسه والعشرات من الوزراء والمسؤولين من أبناء السودان من الهامش!
فشلت الى ذلك أيضا تسويق فكرة ان ما يجري يقف من ورائه الفلول (الكيزان)بقيادة على كرتي وأسامة عبدالله بغرض إجهاض ثورة ديسمبر العظيمة التى يحملها ويحميها الدعم السريع حتى إكتمال ميلاد التحول الديمقراطي !
ان فشل تسويق فكرة الفلول وفوق الشروحات في مقالات سابقة مصاحبة للأزمة والتى لخصت فيها الأسباب في حرب السيطرة والنفوذ من قبل آل دقلو وارتباط ذلك بمواقف ومصالح آخرين في الداخل والخارج -فوق ذلك كله -أفشل تسويق الفكرة الفلول أنفسهم والذين لم يتورطوا لا بالقول ولا بالفعل في الأحداث الجارية وإنما بقوا في موقع برود يثير التوتر وخصومهم ينتظرون منهم التقدم لتجييش الشعب والعالم ضدهم والتعجيل بالبند السابع!
حتى مساجين الكيزان والذين وجدوا الأبواب أمامهم مشرعة كغيرهم رفضوا الخروج وسط جنون خصومهم السياسيين !
لم ينزل مجاهد كوز للشارع ولم يخرج سجين فتح له الباب واسعا للهروب وما اعتدى (فل)واحد على قحاتي عدا بعض الروايات التمثيلية والتى تبخرت كما تبخر من قبل سيناريو اغتيال حمدوك المسخرة مع سبكته المدهشة !
ما جرى إذا معركة أهل السودان وجيش السودان ضد وكلاء الخليج والغرب من آل دقلو والقحاتة وسأعود للكتابة عما ينبغي عمله قادم الأيام من وجهة نظري طبعا